ابتسم جانا العيد...!!!

تابعنا على:   07:25 2020-05-23

عبد الكريم عاشور

أمد/ رغم الألم رغم الجرح رغم القهر سنبتسم ,رغم المعاناة وشح الفلوس سنبتسم, رغم الجوع رغم الفقر المحدق سنبتسم , رغم عدم قدرتنا على ادخال الفرحة والبسمة علي وجوه اطفالنا ونطبق سنبتسم ,رغم عجزنا المادي عن شراء مستلزمات العيد سنبتسم,رغم أنين الأمهات الثكلى سنبتسم ,رغم غياب فرحتنا بالعيد سنبتسم رغم التشتت والتلظى والانقسام بين ابناء الوطن الواحد سنبتسم ..رغم كل الظروف سنبتسم ونرسم البسمة على شفاه الفقراء والمحتاجين , سنرسم البسمة على ابناء الشهداء والأسرى، سنرسم البسمة على المعذبين المقهورين الذين ضاقت بهم الأقدار ,سنجعل من بسمتنا قنديلا ينير لهم ظلامهم البائس الحزين, وسنجعل من ابتساماتنا أملا يزيدهم فرحه وسرور بالعيد .يا ليلة العيد آنستينا... و جددت الأمل فينا.نعم فى كل عيد يتجدد فينا الأمل على أمل ان يكون القادم أفضل وقد حقق كل منا أمنياته وأحلامه وأماله بقدوم العيد...
(عيدٌ بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد..أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد)..ابو الطيب المتنبي .عيد يمر على وطننا ومواطنه، عيد محفوف بمخاطر وتوترات اجتماعية تقتضي من الكل منا أن نقدم سلامة وحدة تراب الوطن وسلامة نسيجه الاجتماعية فوق كل خيار أو طموحات شخصية ، أو أطماع حزبية.. الوطن فوق الجميع، كما يليق بالوطن يتطلب تجرد كل أبنائه الأوفياء نبذ كل ما دون هذه المخاطر لأن سلامة ووحدة تراب الوطن هي الضمانة لأمن المواطن وهى صمام الأمان للمواطنين والأخذ بهم إلى بر الأمان
لا شكَّ وأن الغيوم السوداء المتلبدة فوق سماء الأمة تشي بآلام عميقة لا تخفى على صاحب عقل وإدراك ..حروبٌ ونزاعات ، أوبئة ومجاعات ، فقر وضعف وانهيار بنيان مبادئ وأخلاق ..كلها أسباب كفيلة بانتزاع البسمة من على شفاهنا ..ولكن .. ما العمل ؟ والعيد أتانا طارقاً الأبواب ؟!قد جعلهُ الله تعالى لنا نافذة فرح نطلّ بها على الآلام فنبتسم رغم الدموع ..وقد جعله مساحة هدوء للنفس ، نستروح فيها جمال الوصول بتطبيق سنة الله فى الكون،ومواصلة مسير، كمكافأة قيّمة استحقّها كلّ من سار على الطريق..نتأملُ القلوب المهتمة بأمر الأمة فنجدها قدّ شقّ عليها استقبال فرح في لحج حزن وآلام،قد انزوت في زاوية مظلمة،وغلقت النوافذ والأبواب،فنحزن لأجلها أيما حزن وقد خالفت الوصيّة النبويّة في توجب الفرح أيام العيد ..ونتأمل قلوباً أخرى قد شغلتها هموم الدنيا ، فهذا يشكو فقره ، وذاك يبكي حاله ، وثالث محروم ورابع متألم مريض ..ننظر إلى هؤلاء وقد آلمنا ضياع الفرح على عتبات حزنهم ، ونقترب منهم رويداً ، نهمس لهم كيف يصنعون البسمة من وحي العيد ..إن زاركم العيد يوماً فتبسموا ، فأنتم تتلقون هدية الرحمن بجمال آسر ، وهل تتلقى الهدايا بعبوس وانزواء ؟!افتحوا أبوابكم مشرعة للأمل ، استقبلوا كل الوافدين ، ألقوا السلام وتلقوه ، فليس أروع من سلام نتبادله في هذا الوقت العصيب!أسعدوا الأطفال،واشتروا ابتسامتهم بالغالي والنّفيس،لا تبخلوا على بسمة طفل،لا تدفنوها خلف الشفاه،بل استدعوها لحفل بهجة تصنعوه معاً..دعوهم يفرحوا بانتقاء الثياب بأذواقٍ طفوليّة ، أوكلّوا إليهم مهمّة تعليق الزينات .. كي يخبر المكان عن الفرح دون كلام ..وزّعوا الحلوى عليهم والنقود ، علموهم معنى البذل ، واجعلوهم يقدموا الصدقات بأيديهم ، أخبروهم بأن الله يتقبل صدقاتهم بيده وينميها لهم ..دققوا النظر في أعينهم ، ستجدون كلاما أكبر من أن يقال !اطرقوا أبواب أرحامكم التي لم تعتادوا يوما أن تطرقوها ، فاجئوهم ببسمة ود ، وهدايا خير ، وتكفي في نظرهم الأمنيات المخلصة ، تنبع من كلمة .. ( كل عام وأنتم بخير ) ..اجمعوا من حدائق السرور أغلى زهور ، ادخلوها على كلّ بيت تزورونه ، ولا تنسوا بيوتكم ، جملوها بالمودة والأمان .. ولتشرق شمس المحبة كلّ يوم من ذات البيوت ..وارفعوا الأكف لله ضارعين ، اشكروه على نعمائه ، وعلى عونه بأن سددكم فبلَّغكم هذا العيد المجيد لا تعتقدوا أن العيد حلوى ، وزينة وثوب جميل ..العيد فرحه نهديه ، وبسمات نزينها بالصدق ، ودفء عاطفى يتجدد ، وأرواح تتحد ، تنطلقُ بفرح إلى الفجر الجديد ..كنا عندما ياتى العيد نهلل فرحين بقدوم هذا الزائر العظيم الذي يملاء قلوبنا سعادة وفرحه وغبطه وسرور نعم، يجب أن نتخذ من مناسبة العيد مناسبة لوقفة مع النفس حاكماً أو محكوماً ، مناسبةٌ للوفاق والتصالح، ويجب أن نتأمل المشهد العربي الإسلامي الذي ينم عن ضعف وتشتت يفت من عصب العروبة والإسلام، كيف نشعر أننا في عيد.. وفلسطين تصرخ وتئن وتنزف؟. كيف نشعر أننا في عيد وأقصانا، يُهّود بل وسيهدم، بأيدي الصهاينة المعتدين؟. . كيف نفرح بالعيد.. والتفتت والتشرذم والتباغض والتآمر والحصار الظالم والتجويع مازال مفروضاً علي أهلنا في قطاع غزة؟ياتى العيد وأهلنا فى مخيمات اللجوء يقتلون ويذبحون على ايدى المرتزقة المجرمون فى سوريا لازال المشهد قائما ولازالت المذابح مستمرة ولا زال التقتيل فى أهلنا على أشده حيث رائحة الموت تفوح فى كل مكان ,فرح ممزوج بحنظل فرح ممزوج بالخوف والألم والمعاناة واليأس ,كيف نستقبلك يا عيد والأطفال تُقتل كل يوم والصبايا تُغتصب كل ساعة والنساء تترمل كل لحظة كيف استقبلك بشوقي المدفون تحت أعطافي والحب يدفن تحت قصف الصواريخ والكرامة تلوث بالذل المهين والحق يشوه بالدعاية والأكاذيب والإرهاب شعار للعصر الحديث ترسم بألوانه خريطة الشرق الجديد فيا حسرتاه عليك ياعيد جئت لتشهد للعلي القدير بأن عيد الفطر السعيد قد أضحى الآن حزناً أليم بالرغم من كل هذه الماسي والآلام والقهر والذبح والتقتيل والتشريد والتنكيل..
سنبتسم..ونفرح يا عيد.لان الابتسامه كالسحر تبث الأمل في النفس و تزيل الوحشة من جوفها ترسم السعادة من جديد و تحيي روح القلب علينا ان نرسمها دوما على شفاهنا لنجتاز ما يعيقنا و يعثر طريقنا..
وكلَّ عامٍ وأنتم بخير ..

كلمات دلالية

اخر الأخبار