\"المشهد الغزي\" يعيد تعريف \"جرائم الحرب\"..فمن يطارد!

تابعنا على:   11:00 2014-07-27

كتب حسن عصفور/ قد تترك صور ومشاهد قطاع غزة التي تم بثها للعالم، بكل قساوتها الانسانية، أحد اهم اسلحة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي، حيث أن تلك المشاهد ستبقى في \"الذاكرة العالمية\" تفوق كل ما يمكن لحدث أن يترك أثرا، ولعل تلك أحد أبرز ما كان من فائدة لـ\"الهدنة الانسانية\" التي تحاول دولة الكيان أن تجعلها \"ثابتا\" دون أن تدفع ثمنا لعدوان، سيكون ذاته بوابة لمطاردة ذلك الكيان قادة ومسوؤلين عسكر وساسة أمام العالم..

قساوة المشهد اللامعقول، لن يزيل مخزون القوة غير العادية للانسان الغزي الفلسطيني، وهو يبجث في ركام عن بيت ومنزل وادوات، وقبل كل ذلك عن روح انسان ذهبت دون \"وداع\"، مشهد الغزي الفلسطيني خلال لحظات البحث عن \"المفقود\" من انسان ومكان ستبقى خالدة خلود قضية الوطن الفلسطيني، وتعيد احياء الاسطورة التي بحث عنها الآخرين عن سر هذا الانسان تكوينا في المضي نحو هدف لم يتخل عنه يوما، وقطعا لن يتخلى عن تحرير وطن واعادة ديار وارض وذاكرة ..

مشهد القطاع يوم 26 يوليو 2014 سيقى الشاهد الأكبر لجريمة حرب دولة لن تفلت هذه المرة من عقابها، شاء من شاء وأبى من أبى، كما قلها الخالد ياسرعرفات يوما..مطاردة دولة الكيان كدولة مجرم حرب اصبح واقعا مقبلا وحقيقة آتية، لن تستطع أمريكا ان تقف عائقا امامها، فإن تقاعست الشرعية الفلسطينية عن فعل ذلك لحسابات صغيرة، فعائلات قطاع غزة ستكون هي صاحبة ذلك الحق الانساني والقانوني، وقد يكون ذلك أكثر نفعا سياسيا وقانونيا ايضا، حيث الجريمة هنا واضحة للعيان، صوتا وصورة ومشهدا لن يزول..

القيمة السياسية – القانونية لمطارة \"عائلات قطاع غزة\" لدولة الكيان قد تكون أكثر فعالية من فعالية حركة القيادة الرسمية، ذلك ان تلك العائلات لا تحتاج للبحث عن \"مستندات\" خاصة مصابة بارتعاشة أن يكون هناك رد مضاد لمعاقبة فصائل بعينها، كما تقوم دعاية دولة الكيان دوما بالترويج، كلما اراد البعض الفلسطيني الحديث عن المحكمة الجنائية الدولية، يخرج من بين \"اهل فلسطين\" من يستخدم \"ارهاب قانوني\" بأن ذلك له أثر معاكس على الفصائل، متجاهلا أن كل ما كان من الفصائل سلاحا رد فعل على عدوان، لكنه لم يدمر كوخا واحدا به كلب أم حمار، وليس انسان وعائلات بأكملها سيتم شطبها من السجل المدني الفلسطيني..

عائلات قطاع غزة، أو من ينوب عنها تستطيع اليوم أن تنتقم لكل عائلات فلسطين التي دفعت ثمنا لحرية وطنها، دون ان يعاقب المجرم عما ارتكب من جرائم باتت \"نموذجا ساطعا\" يمكن معها اعادة تعريف \"جرائم الحرب\" وفقا للمشهد الغزي، ولذا ما يجب القيام به اليوم، قبل الغد هو أن تقوم مؤسسات فلسطينية غير رسمية، بتبني مطالب تلك العائلات، وتجد لها الدعم الضروري لبتاشر فورا القيام بمهاما، قبل ان تذهب آثار الجريمة عبر كواليس السياسية..

وأحسن صنعا المسؤول الفلسطيني محمد دحلان، باعلانه الاستعداد لتقديم كل اشكال الدعم للعائلات الغزية الفلسطينية في معركتها المقبلة مع دولة الكيان، وكي يصبح هذا الاستعداد واقعا وحقيقة فيجب أن يعلن دحلان عن خطواته المحددة، والاتصال بمؤسسات فلسطينية ودولية للقيام بذلك، وان يكون لها لجنة متابعة خاصة بهذه القضية تتابعها لحظة بلحظة، ويمكنه ذلك من خلال ما يملك من علاقات محلية ودولية تنفيذ ذلك..

اعلان مطاردة دولة الاحتلال عبر جرائم الحرب في قطاع غزة اليوم قبل الغد سيكون له أثر سياسي كبير جدا، وسيفتح بابا عالميا للتطوع القانوني مع تلك اللجنة لن يتوقعه أحد، فالجريمة الحاضرة في مشهد قطاع غزة يفوق كل ما يمكن أن يقوله أو يكتبه أي فلسطيني مهما اعتقد أنه قادر على \"تسويق \" الرواية الفلسطينية، وعل البعض يصمت افضل كثيرا ويكتفي بترويج تلك المشاهد لتقول ما يعجز عنه كل المعتقدين أنهم \"خير المتحدثين\"..

سريعا طاردوا دولة الكيان لتصبح فعلا وقولا \"دولة منبوذة\"..والعالم بدأ يرى بها ذلك فعلا..المهم ان يقتنع بعض ساسة \"بقايا الوطن\" في فلسطين أن تلك حقيقة وليس ادعاء!

ملاحظة: غضب فتح والجهاد من مؤتمر باريس خطوة صائبة جدا..تحتاج لتطويق عملي وليس كلامي لانتاج موقف فلسطيني موحد من \"شروط وطنية\" لوقف العدوان ووقف اطلاق النار!

تنويه خاص: انباء عن قيام تركيا بمفاوضات مباشرة مع دولة الكيان نيابة عن حماس..هل اسقطت دولة \"آل عثمان\" فصائل المقاومة وممثل فلسطين الرسمي من حسابها السياسي..وهل تقبل قيادة حماس بهذه اللعبة الخبيثة!

اخر الأخبار