ومن الحقد ما قتل…

تابعنا على:   20:18 2020-05-15

شفيقة العرباوي

أمد/ لم أكن يوما أريد الخوض في قضية الصراع بين الأمازيغية والعربية وأولوية إحداهما عن الأخرى، ايمانا مني أن كلاهما جينا من جينات الوطن، لولا تهافت بعض أصوات الفتن على إثارة الصدع بموضوع اعتقدنا أنه دفن منذ زمن ولم تعد له أية لزمة في إهتماماتنا اليوم، ذلك لأن الأصل لا يناقش والحقيقة لا تطرح للتساؤل أو الاستفسار. إذ أن العربية والأمازغية لا يمكن أن نطرحهما للجدال الجاف او العقيم لانهما من بديهيات الهوية الجزائرية وثوابت الشخصية التاريخية الأصيلة للمجتمع الجزائري، ليأتي الإسلام ويضفي مرسخا،عليهما بصمة الإعتقاد والاتجاه الحضاري والثقافي والفكري الثابت الممنوع من أية محاولة للتهجين او الشك.

 وإثارة الأمازيغية اليوم أو العربية كمحور إختلاف وخلاف بين أبناء الوطن الواحد ما هو إلا لعبة سياسوية يريد أن يمتطيها بعض الذين فشلوا في اللعب  والاستهزاء بموروثنا الفكري الأصيل، فتقمصوا أدوار البطولة في الدفاع عن الحريات والحقوق الإنسانية ليسقط في حبالها المتشابكة الكثير من المواطنين البسطاء وأيضا المثقفين، متناسيين أن الحرية كانت ولا زالت المطلق الوحيد الذي إعتمدته المطالب الشعبية بمختلف مشاربها منذ بداية الإستعمار الفرنسي إلى نهايته على يد الثورة،  فلم يعد المجال متاحا  للمساومة بالحريات والحقوق للحصول على مصالح آنية قد تكون مادية سلطوية أو فكرية ايديولوجية تؤدي لنفس الغرض، من  فكرة النظام السياسي والتغيير لأجل ديمقراطية أكثر أو حريات أوسع، ذلك أنه وكما ذكرنا الحرية هو الثابت الوحيد الذي صنع الكاريزما الجزائرية منذ غابر العصور وهذا ليس غرورا وإنما تاريخيا تستشهد به الكثير من الأمم والشعوب عبر البسيطة، وحتى سيميولوجيا المصطلح في حد ذاته العربي أو الأمازيغي تنطوي على أسباب الحرية والتحرر.

 

 فلم يكفيهم تشكيكا في قيادات تاريخية وعلماء كانو مشربا حقيقيا وأساسيا للفكر الجزائري ودرعا واقيا لامن الوطن من جميع محاولات الطمس، لم يكفيهم استخدام مقصلة التدمير والعنف والاغتصاب الفكري والعقلي للتشويش على قيم و وثوابت الوطن، راحو اليوم  يريدونها نارا وغرابيب بين المواطنين مستغلين  في ذلك كل أساليب التفرقة، دليلا آخرا أن من يؤجج لهذه المفاهيم و الأطروحات لا يهمه في القضية إلا مصالح لا يمكن أن يحققها خارج مستنقع الفتنة والكراهية، الذي تخيط أسراره في قارات أدعت  يوما ما أن الإنسان مبتغى الحضارات… ؟

كلمات دلالية

اخر الأخبار