بعدد سنين النكبة

تابعنا على:   10:32 2020-05-15

خالد صادق

أمد/ مأساة شعبنا الفلسطيني لا زالت ممتدة بعدد سنين النكبة, 72 عاما على نكبة فلسطين التي تتوالد وتكبر وتنبت نكبات, فنكبة فلسطين بدأت من لدن الزعامات العربية عام 1948م بدعوة الفلسطينيين لالقاء السلاح, وخداعهم بالوصول لحلول للازمة عن طريق الجهات الاممية والدولية, وقتال الفلسطينيين ضد العصابات الصهيونية بالسلاح الفاسد, وفتح الحدود لتهجيرهم الى خارج الاراضي الفلسطينية, وامتدت النكبة بالمجازر التي ارتكبتها العصابات الاجرامية الصهيونية ضد الفلسطينيين عام 1948, وعام 1956م, و 1967م , واشهرها مذبحة دير ياسين 1948م , ومذبحة كفر قاسم 1956م, مذبحة خانيونس 1956م ثم مذبحة القدس 1967م مذبحة صبرا وشاتيلا 1982م مذبحة المسجد الاقصى 1990, ومذبحة الحرم الابراهيمي 1994م, ومذبحة مخيم جنين 2002م وتتوالى النكبات عندما قبلت السلطة الفلسطينية بتوقيع اتفاق تسوية مع الاحتلال الصهيوني والتي توجت باتفاقية اوسلو المشؤومة والتي انتهت بنا الى هذا الحال المزري, انقسام داخلي فلسطيني, والقدس عاصمة موحدة "لإسرائيل" والضفة تحت الضم , وسقوط ما يسمى بخيار حل الدولتين, وطرح ما تسمى "بصفقة القرن" التي صاغتها "اسرائيل "من الفها الي يائها وتبنتها الادارة الامريكية ودافعت عنها باستماته شديدة, وتنامي مسلسل التطبيع العربي الصهيوني, فتحولت "اسرائيل" في يوم وليلة من عدو الى صديق وحليف, وتحولت القضية الفلسطينية الى عبء ثقيل على الزعماء العرب واصبح الفلسطيني عدو للعرب وموصوم بالإرهاب ويجب محاربته انها نكبات بعدد سنين النكبة 72 .

في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة ونحن نستذكر نكباتنا المتلاحقة, لا بد ان نشير الى المحطات المضيئة في تاريخ شعبنا والتي لا يمكن اغفالها في ظل هذا الواقع المر الذي نعيشه, فالعمل العسكري المقاوم للاحتلال الصهيوني لم يتوقف على مدار سنوات الصراع مع هذا الاحتلال, وعدم القبول والاستسلام لسياسة الامر الواقع فكانت معركة الكرامة 1968م ثم معركة بيروت 1982م وانتفاضة الحجارة 1987م ثم كانت انتفاضة الاقصى عام 2000م وجاء الصمود الاسطوري لشعبنا الفلسطيني في الحرب الصهونية على قطاع غزة عام 2008م والتي اطلق عليها الاحتلال الصهيوني اسم الرصاص المصبوب واستمرت لمدة 21 يوما دون ان تحقق "اسرائيل" اهداف العدوان وتنجح في وقف اطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م , وقالت تقارير دولية إن الجيش الصهيوني ألقى في هذه الحرب قرابة "مليون" كيلوجرام من المتفجرات على قطاع غزة, حتى أعلن رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك، أيهود أولمرت، عن وقف إطلاق النار من جانب واحد, واعترفت سلطات الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا بينهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين, فيما ذكرت المقاومة الفلسطينية ان اعداد القتلى الصهاينة اكبر من ذلك بكثير, وفي الـ14 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، شنت "إسرائيل" حرباً ثانية على قطاع غزة، أسمتها “عامود السحاب”، واستمرت لمدة 8 أيام, وقد فشلت "اسرائيل" ايضا في تحقيق اهداف العدوان بفضل صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال, وفي في السابع من يوليو/ تموز 2014، شنت "إسرائيل" حربها الثالثة على قطاع غزة، أسمتها "الجرف الصامد"، واستمرت "51" يوما، وهى اطول حرب تخوضها اسرائيل منذ نشأتها ورغم شراسة الحرب وهمجية العدوان الصهيوني الا ان "اسرائيل فشلت في تحقيق اهداف العدوان.

مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني استمرت ايضا بعدد سنين النكبة, ولم تتوقف ابدا, حتى في ظل الحديث عن السلام والتعايش المشترك وحل الدولتين, لم يتوقف نضال شعبنا الفلسطيني, لأنه يدرك طبيعة هذا الاحتلال وسعيه الدائم لتحقيق اطماعه في الاراضي الفلسطينية على حساب حقوق شعبنا, وقد اثبتت تجربة النضال الطويلة صحة موقف شعبنا الذي يعي تماما ان الحقوق لا تقدم بالمجان, انما يجب ان تنتزع انتزاعا, ان 72 عاما من احتلال فلسطين كانت كفيلة بترسيخ وعي شعبنا المقاوم, والذي اخذ على عاتقه ان يتلاحم مع مقاومته ويحميها من كل المخططات والمؤامرات, هذا الشعب العظيم الذي صمد في وجه ثلاثة حروب صهيونية طاحنة, ويصمد بقوة اما الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 14 عاما والذي يفاقم من معاناة شعبنا في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة داخل قطاع غزة الى نحو 85% لكن الشعب الفلسطيني ارتضى ان يقاوم بجوعه وحصاره حتى يكتب الله له النصر والتمكين.

بعدد سنين النكبة سيمضي شعبنا في مقاومته وسيواصل معاركة, فمعركة الحرم الابراهيمي ومعركة الضم في الضفة ومعركة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى, والتلويح بعدوان جديد على غزة, كلها معارك حاضرة وتقرع الابواب وشعبنا الفلسطيني مستعد لمواجهتها ومواصلة تقديم المزيد من التضحيات.

كلمات دلالية

اخر الأخبار