رغم "التوتر".. إيران مستعدة لصفقة تبادل سجناء مع أمريكا دون شروط مسبقة

تابعنا على:   13:00 2020-05-10

أمد/ طهران – وكالات: ذكرت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قوله إن "طهران مستعدة للتبادل الكامل للسجناء مع الولايات المتحدة من دون أي شروط مسبقة".

ونقلت رويترز عن موقع "خبر أون لاين" الإيراني أن طهران "مستعدة لمناقشة هذه القضية لكن واشطن لم تعلن موقفها بعد".

وحمل ربيعي الولايات المتحدة "مسؤولية سلامة الإيرانيين في سجونها وسط تفشي الفيروس التاجي الجديد".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز، كشفت منذ أيام ان مفاوضات سرية تجري بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح عدد من السجناء.

ووفقًا للصحيفة، يتفاوض الطرفان على صفقة من شأنها إطلاق سراح ضابط سابق بالبحرية الأميركية، تحتجزه السلطات الإيرانية مقابل طبيب إيراني أميركي تحتجزه واشنطن.

وأكدت الصحيفة، أن هذه المفاوضات استثنائية لأنها تأتي في وقت يتزايد فيه التوتر بين واشنطن وطهران، وقطع العلاقة بينهما بشكل كامل؟

من جانبه، قال المسؤول الإيراني البارز، أبو الفضل مهربادي، نائب مدير قسم المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية في واشنطن، إن المفاوضات تهدف إلى تبادل الضابط مايكل ر. وايت، 48 سنة، المحتجز في إيران منذ ما يقرب من عامين، مع طبيب إيراني أميركي لم يفصح عنه، مشيراً إلى أن المحادثات لم تتوصل إلى نتيجة بعد.

بينما أفاد المتحدث باسم عائلة السيد وايت، غوناثان فرانكس، أنه قيل له أيضا إن المفاوضات جارية بين الجانبين، وأنه ليس لديه مزيد من التفاصيل.

وأضاف: "إذا كان لدى الإيرانيين صفقة تبادل على الطاولة، فإننا نود أن تأخذها الإدارة وتعيد مايكل إلى المنزل".

وكان وايت سافر إلى إيران للقاء امرأة قالت أسرته إنه قابلها ووقع في حبها على الإنترنت، ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات منذ عام 2018، بتهمة إهانة المرشد الأعلى في إيران وانتهاك خصوصية البلد.

وشبهت الصحيفة قصة السجناء بين البلدين بـ"العلاقة العاطفية بعيدة المدى"، بدأت مع اعتقال الأميركيين في سفارة الولايات المتحدة بعد نجاح الثورة الإيرانية قبل أكثر من أربعة عقود.

وتحتجز إيران أربعة أميركيين على الأقل، من بينهم ثلاثة على الأقل من أصل إيراني، وأعلنت أن حوالي عشرين إيرانيا تحتجزهم الولايات المتحدة.

وألمحت الصحيفة الأميركية إلى أن ظهور جائحة كورونا قد تكون لعبت دورًا في مفاوضات السجناء، فقد تم إطلاق سراح وايت بشكل مؤقت بعد إصابته بالفيروس داخل السجن في أواخر مارس الماضي.

وذكرت الصحيفة إلى أنه على الرغم من مفاوضات السجناء، فإن جميع الأبعاد الأخرى للعلاقة بين الولايات المتحدة وإيران تزداد سوءًا.

فقد صعدت إدارة ترامب العقوبات على إيران منذ رفضها الاتفاق النووي، مما ساهم في ضعف حاد للاقتصاد الإيراني، ورفض البيت الأبيض الدعوات التي وجهتها إيران ودول أخرى لتخفيف تلك العقوبات بسبب أزمة الفيروس التاجي. 

كما يسعى وزير الخارجية مايك بومبيو لتجديد حظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن الدولي على إيران والذي ينتهي في أكتوبر.

وبالمقابل، اتخذت إيران موقفًا استفزازيًا، وزادت من تخصيب اليورانيوم فوق الحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وأطلقت قمرًا عسكريًا وانخرطت مع الميليشيات التابعة لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

أولوية لإدارة ترامب
بدورها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، أن إعادة الأميركيين المحتجزين إلى الوطن تمثل أولوية بالنسبة لترامب.

وقالت: "نحن نعمل مع السويسريين كل يوم على صحة وسلامة وإطلاق سراح المواطنين الأميركيين المحتجزين بشكل غير مشروع في إيران".

ويُحتجز جميع السجناء الإيرانيين الأميركيين في إيران بتهم التجسس الغامضة التي أنكروها، وفي مقدمتهم رجل الأعمال سياماك نامازي ووالده باقر نامازي، وهو مسؤول متقاعد في الأمم المتحدة، ومراد طهباز، عالم البيئة ورجل الأعمال.

قضية أصغاري
كما تسعى إيران أيضًا إلى إطلاق سراح عالِم إيراني أميركي في الولايات المتحدة، يدعى سيروس أصغاري، 59 عامًا، والذي ثبتت إصاباته بالفيروس التاجي الأسبوع الماضي أثناء وجوده في حجز إدارة الهجرة والجمارك، في انتظار ترحيله، بعد أن تمت تبرئته في نوفمبر الماضي في محكمة اتحادية بتهمة سرقة أسرار تجارية في انتهاك للعقوبات أثناء زيارة تفرغ في جامعة أميركية في أوهايو.

وبالرغم من أن أصغاري ليس جزءًا من مفاوضات السجناء هذه المرة، فإن مصيره ليس منفصلًا تماما عنها.

وقال مهربادي إن اتصالاته مع الولايات المتحدة تفيد بأن الإفراج السريع عن السيد أصغاري من شأنه أن يعجل عودة وايت إلى منزله، وتابع: "هذه الحالات الثلاث متشابكة معا، أصغاري، وايت والطبيب الأميركي الإيراني".

وقد حظيت قضية أصغاري باهتمام كبير في إيران، وعقدت لجنة الأمن القومي بالبرلمان اجتماعا يوم الاثنين لمناقشتها، بحسب وسائل إعلام إيرانية رسمية.
كما غرد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، عنه في مارس الماضي، مستنكرًا من إبقاء أصغاري وعلماء إيرانيين آخرين "رهائن" حتى مع تفاقم جائحة فيروس كورونا.

اخر الأخبار