
دحلان اصبر على هؤلاء ....
عبلة سامي
من هم المتضررين من اجراء مصالحة داخل حركة فتح ولماذا يزعجهم الحديث عن هذه المصالحة ولماذا يقوموا ببذل كل جهد ممكن من اجل افشالها وهل اجراء مصالحة داخل الحركة هو ضرر ام مصلحة حقيقية لفتح وهل يمتلك هؤلاء القوة والنفوذ لإفشال المصالحة الفتحاوية الفتحاوية وما هو موقف اللجنة المركزية من هذه المصالحة وهل لرأي قواعد الحركة احترام لدى مركزية الحركة وهل فعلا هناك انقسام في الحركة وما هو ثقل هذا التيار وهل فعلا تمتلك المركزية ادانة تستوجب لفظ هذا التيار وهل ستستطيع الاطراف التي تنازع هذا التيار اقصاءه وإبعاده ؟؟؟؟؟؟ تساؤلات تدور وتحتاج الى اجابة سنحاول معا نسرد بعض الاحداث ونستخلص بعض الاجابات لها .
الرئيس ابو مازن اسم برز بعد توليه منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس ابو عمار ورغم احقية الكثيرين من ابو مازن في خلافة الرئيس عرفات إلا ان هناك العديد من المؤثرات الخارجية والداخلية جعلت منه وريث لمناصب عرفات منها انه يمتلك مشروع ورؤية وقدرة على مخاطبة العالم وتحيدا امريكا التي رحبت وشجعت على توليه هذا المنصب لاسيما وانه تعرض الى حرب ضروس خلال توليه منصب رئاسة الوزراء ولم يمنح الفرصة للبرهنة على قدرته ادارة المرحلة ومنها اسباب داخلية تلاقت مع رؤية لدى عدد من شباب الحركة الطموح الذي كان يأمل في تنفيذ برنامج اصلاحي داخل مؤسسات الحركة والسلطة و تخليصهما من مراكز قوى عفنة تتحكم في صنع القرار وإدارة الشأن الفلسطيني .
التيار الاصلاحي الذي امن بما اطلقه الرئيس ابو مازن من افكار حول الاصلاح ومأسسة السلطة والحركة وإعادة النهوض بهما والتخلص من حالة الترهل والشيخوخة التي اصابتها هو من ساند ابو مازن بقوة مواجها تيار قوي داخل الحركة كان رافضا لأبو مازن وحاربه في حياة الرئيس عرفات ودفع هؤلاء الشباب ثمن مساندتهم لابو مازن إلا أنهم لم يتخلوا عنه حتى اوصلوه الى راس السلطة والحركة وكان مطلبهم الوحيد منه الالتزام بتعهداته .
لم يستطيع الخصوم القدامى نسيان قوة هؤلاء الشباب وقوة تأثيرهم على صنع القرار وحشد دعم القواعد له فكانوا يشكلوا هاجس ومصدر قلق مستمر للكثيرين الذين يدركون ان بقاء هؤلاء الشباب هو خطر حقيقي على وجودهم فكان لابد من إزاحتهم بكل السبل والأسباب الممكنة وغير الممكنة ,وجاء الحظ ليخدم هذه الفئة بسقوط غزة والتي بات العديد من ابناء شعبنا اكثر ادراكا لأسباب سقوطها ومن يتحمل المسئولية عن سقوطها فاعتبرت هذه الفئة ان الفرصة مواتية لها فبدأت بحربها من تشويه واستزلام و إلصاق تهم وتحميل مسئولية لما حدث في غزة لهؤلاء الشباب معتقدين انهم قد انتهوا .
هناك العديد من الاسماء المتداولة في مركزية حركة فتح منهم من هو اقدم من دحلان في الحركة ولكن هل يمللك هؤلاء القوة الشعبية والاتصالات الدولية والعربية التي يملكها دحلان ,هذا احد الدوافع التي تجعل هؤلاء يحاولوا استبعاد دحلان وإقصاءه هو وجماعته الملتصقة مع الجمهور لاسيما جيل الشباب الذي يرى فيه امل الغد بعد رحيل عرفات .
غزة رغم محاولات التضييق والحرب الضروس التي شهدتها ساحاتها التنظيمية ومحاولات الترغيب و التهريب المستمرة بحق كوادرها إلا أنها استمرت بإعطاء الولاء لدحلان وكان صاحب اليد الطولى فيها ورغم من انها عوقبت على خيارها هذا إلا أنها كانت تعلم ان هناك من لا ينام دون ان تكون غزة على رأس قائمته وهمومه وان هناك من كان يرى في غزة شر تخلص منه .
كان لدحلان وجود في كافة الساحات الخارجية ومناصرين لرؤيته وفكره وحتى في الضفة الغربية معقل المتنفذين والمحاربين للرجل واستطاع ان يثبت ذلك خلال انتخابات البلديات الاخيرة فاستشعر هؤلاء بعظم تأثير الرجل وخطره على وجودهم المتهالك والضعيف فكثفوا من حربهم عليه بعد فشل محاولة الباسه قميص سقوط غزة والذي اسلفنا انه يحمل علامات استفهام .
بعد البحث ومزيد من البحث لم يستدل هؤلاء على أي دلائل تدين الرجل او تخفض من شعبيته المتزايدة
فأرسلوا جيش أشاع ما أشاع عن الرجل لكنه صمد في وجه هذه الحرب فلم يجدوا بدا إلا الإيقاع بينه وبين الرئيس ابو مازن الذي كان لديه هاجس من الرجل الذي يعتبر نفسه شريكا له فوجد الكلام صدى لديه ووقع في نفسه فكانت النتيجة قرار بفصل دحلان ولم يكن هناك من قادر على مواجهة القرار رغم قناعة الكثيرين بخطأ وعدم جواز هذا القرار ومخالفته للنظم وتأثيره السلبي على الحركة, إلا أن يقين هؤلاء بان بقائهم مرهون بزوال دحلان وجماعته جعلتهم إما موافقين لتلاقي المصالح أو موافقين لعدم قدرتهم على المواجهة .
بعد تزايد شعبية دحلان وتمسك القواعد به وانكشاف حقيقة المرجفين أمام القواعد ورؤية كوادر فتح الحرب الصريحة التي أعلنت على غزة ورجالها واستئصال كل مقاومة للفساد وترسيخ الفردية داخل التنظيم ,واهتزاز صورة العدالة أمام الناس والمختصين بعد المسرحية الهزلية التي أطلق عليها مجازا محكمة دحلان أصبح هناك قناعة اكبر لدى الناس وحتى مع من اختلاف مع تيار دحلان بوجود استهداف لا يوجد له تبرير إلا انه تصفية حسابات بعيدا عن القانون والتنظيم وأخلاق كل منهما الهدف منها فقط إزاحة هذا التيار القوي من وجه الخائفين والمؤمنين انه لن يستقيم وجدهم إلا بزوال هؤلاء وانه لن يستفردوا بالتنظيم والسلطة إلا بانعدام المعارضة .
مرة أخرى يفشلوا في محاولاتهم ليسلكوا طريقا أخرى ظنا منهم أنهم قادرين على إنهاء وجود دحلان وجماعته من خلال الاعتقال وقطع الراتب لترهيب الناس إلا انه بازدياد هذه الممارسات ازداد التفاف الناس حول الرجل وباتوا أكثر قناعة بأنه عصي على الانكسار ويستحق الرفقة فيقوم هؤلاء بالنبش خلف الرجل وكل رفاقه فلم يتركوا لا زوجة ولا ابن ولا رقم جوال ولا سيارة تتحرك ولا حساب في بنك وإلا راقبوه فلم يدلهم بحثهم على شيء .
لعله الرصاص يستطيع إرهاب هؤلاء القوم الذين لم يخشوا التهديد ولم يخضعوا للترغيب حوادث إطلاق نار في عدد من مدن الضفة الغربة تستهدف قادة ونواب وكوادر معظمهم من المعارضين لنهج اختطاف الحركة لعل أبرزها كان الرصاص الذي استهدف منزل وسيارة النائب ماجد أبو شمالة في محاولة لإسكات هذا الصوت المزعج الذي ما ينفك يذكرهم بخطاياهم بحق غزة وأهلها وبحق التنظيم صاحب الشعبية الكبيرة في الوسط التنظيمي والكوادر الأسيرة والمدافع عن قضايا المستضعفين والمعارض لممارسات الحكومة والحركة والسلطة تجاه الناس والذي لا يخشى كلمة حق ولا يستطيع أن يهادن خطأ أو ممارسة قانونية مخالفة والذي يتمسك بحق المجلس التشريعي الرقابي ونصوص القانون الأساسي والمؤمن بضرورة إشراك القواعد في صنع مصير الحركة , إلا أن هذه الرصاصات الجبانة كشفت عورة من أطلقها وضعفه وزادة من شعبية المستهدفين وجرأتهم ولم تثنيهم عن السير في طريقهم الحالم بغد أفضل للحركة .
المحاولة التالية كانت استجلاب الفاسدين ومساومتهم على إسقاط خطاياهم بحق الوطن والشعب على أن يقوموا باستخدام القضاء المشكوك في حياديته ومحاولة نبش الماضي فجولات مكوكية بين عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية ودول عربية من اجل إقناع الناس بالتقدم بشكاوي ضد شخصيات بعينها لنفس الغرض والهدف هو محاولة إقصاء القادرين على الرفض والمعارضة ومازالت هذه الأطراف مستمرة في محاولاتها حتى اللحظة .
ستنتهي محاولات هؤلاء بالفشل كما انتهت سابقاتها ومازال نجم دحلان ورفاقه يصعد وسيصعد وان المتآمرين عليه خاسرين وهو الرابح نصيحتي لهم بمراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان وان يكونوا أذكياء بالقدر الذي يتناسب مع المكانة التي هم فيها .....
لجنتنا المركزية إن صمتكم هو الذي يحرجكم ويخرجكم من دائرة احترام القواعد وان هذه القواعد والتفافها حولكم هي الضمانة الحقيقية لبقائكم واستمرار وجودكم فان الأجدر بكم السعي لإرضائها وتلبية وجودها بدل الدخول في نفق إزاحة الناجحين وان ما صدر منكم وباسمكم من إجابة على التساؤلات السياسية المشروعة التي أطلقها دحلان والتي خرجت عن إطار الإجابة السياسية لشخصنه الموقف وتحويله إلى معركة لإثبات الولاء لرجل هي ضعف لكم وإعلاء لموقف دحلان بعد تواتر المواقف الإسرائيلية والتي كشفت صدق موقف دحلان فاصبر دحلان على هؤلاء ....