داخلياً وخارجياً حماس في وضع لا يُحسد عليه

تابعنا على:   09:40 2020-05-08

لارا أحمد

أمد/ غيّر فيروس كورونا حسابات حركة المقاومة الإسلامية حماس. قطعاً لا تمرّ هذه الحركة بأحسن أحوالها سواءً في قطاع غزّة الذي تُشرف عليه أو مع الدول الصديقة والدّاعمة التي انحسر دعمها وضعفت إمداداتها لتصل الأخبار للحديث عن انقطاع من بعض المانحين.

من غزّة، تعمل حركة حماس جاهدةً من أجل احتواء انتشار الفيروس إلّا أنّ المهمة ليست سهلة بالمرّة، فالقطاع المحاصر متضرّر من قبل دخول هذا الوباء على الخطّ، وقد جاءت هذه الأزمة لتشدّد الخناق على الفلسطينيّين بغزّة.

غزة إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. تعدّ ما يُقارب مليونيْ ساكن في رقعة جغرافية ضيّقة تقدّر بـ 365 كلم مربّع، أيْ 6000 شخص في كلّ كلم مربّع واحد.

رسميّاً، سُجّلت عشرات حالات الإصابة إلى الآن، هذا الرقم الذي لا يعكس حقيقة الوضع الوبائي في البلاد نظراً لانخفاض أعداد التحاليل. حماس في وضع لا يُحسد عليه، وليس لديها الكثير لتفعله أمام هذه الأزمة نظراً لتردّي المنظومة الاقتصادية والصحية التي تقف على شفير الانهيار.

ولتخيل حجم الكارثة في قطاع غزّة، يكفي النظر إلى أجهزة التنفس المتوفّرة البالغ عددها 63 جهاز تنفس، بالإضافة إلى 78 سرير فقط للعناية المركزة. هذه التجهيزات في خدمة مليونيْ إنسان كلّهم مهدّد في أيّ لحظة بالإصابة بهذا الفيروس وعدم إيجاد ما يلزمهم للعلاج ممّا يضعهم أمام خطر الموت.

ليس وضع حماس بالخارج أفضل من وضعها بالداخل، ففي دول صديقة لها كلبنان وتركيا يتمّ التضييق على الناشطين بحماس سواءً من حيثُ إمكانيّة التحرّك بحريّة أو من ناحية مالية لأنّ كلّ دولة من هؤلاء تُقدّم مصلحتها الذاتية على مصالح حليفتها. بعض المصادر تتحدّث أنّ أعضاء حماس يُنظر إليهم كخطر محتمل وإلى ناقلين لفيروس كورونا نظراً للعلاقات الوطيدة مع إيران الموبوءة.

حماس الآن في وضع لا يُحسد عليه، تعيش حصاراً بالداخل وحصاراً بالخارج، وهي تُكافح من أجل تحصيل بعض الدعم واحتواء الوضع الوبائي بالإمكانيات البدائية المتاحة لها، فهل تنجح في إدارة الأزمة الراهنة باقتدار وحكمة أم أنّها الأزمة القاصمة للظهر؟

كلمات دلالية

اخر الأخبار