في الأول من أيار: ما هي خططكم لتأمين غير الاَمنين غذائياً غير تصنيفكم للشوكولاتة أنها كماليات؟

تابعنا على:   10:12 2020-05-01

نسرين موسى

أمد/ يصادف الأول من ايار كل عام عيد العمال، وتردد الألسنة كل عام وعمالنا بألف خير.
للأسف نحن نكذب عمالنا ليسوا بخير ويتذوقون المر كل يوم.
كنت قد قررت أن لا أكتب في هذه المناسبة ، لأني أمقت أن أحول قضية مصيرية إلى موسمية نحتفل بها وشريحتها المُحتفل بها تنزف.
عمالنا لا يجدون قوت يومهم، حتى لا يوجد من يطرق بابهم ويسأل عن أحوالهم، وإن توفر يتوفر القليل في المناسبات كشهر رمضان مثلاً ، يتوفر لهم كابونة من هنا وهناك ، لكنها قطعا لا تفي كل احتياجاتهم، فهي تقتصر على الغذاء دون الملابس والاحتياجات الأخرى.
نظراتها هي التي دعتني حتى أكتب الاَن، حيث بمحض الصدفة كنت أتسوق من أحد المولات، ولفت انتباهي طابور طويل، كل شخص يحمل هويته، وكالعادة ساقني فضولي لأن أسأل منظم الطابور، لماذا يصطفون هؤلاء المواطنين ؟
أجابني يوجد كابونات من جمعيات اسلامية وأخرى إغاثية للأيتام وغيرها.
هممت وذهبت حتى أحاسب عن مشترياتي، لكنها كانت تسبقني ودار حوار بينها وبين المحاسب ، كان يطلب منها إعادة بعض مشترياتها التي اشترتها بواسطة القسيمة الشرائية من احدى الجمعيات الإسلامية أتحفظ على اسمها.
دققت بمشترياتها التي طلب المحاسب منها اعادتها ،كان من ضمنها الشوكلاتة والشامبو ومعقم الغسيل مع أخرى غذائية مسموح بها.
بانكسار أعادت مشترياتها وفي عيون طفلتها سؤال لماذا؟؟
أصررت على سؤالها ما السبب ؟ فأخبرتني :" هذه كماليات وفقط مسموح لنا بالمواد الغذائية".
أخبرتني أن زوجها من العمال الذين يجلسون في البيت بلا دخل، ولا يوجد لديها ما تدفعه ثمن تلك الأشياء التي أعادتها ، والحمد لله الكابونة سترتنا ولو ليومين ثلاثة ، "كما قالت".
غادرتها ونظراتها تلبست روحي وكل مشاعري، من الذي صنف الشوكلاتة كماليات للفقراء؟
أليس من حق الطفلة رفاهية الشوكلاتة؟ وأليس من حق السيدة ان تعطر غسيلها؟؟
لماذا أعدمتم مشاعرها وحددتم لها ما تأخذه؟؟
في زاوية أخرى أقسم لي أنه في أحد أيام رمضان اضطر أن يقدم لأبنائه سحور الخبز المغموس بالشاي، حيث لا يتوفر معه ثمن حاجيات رمضان!!!
ولا أضخم الامر حينما يشتهي أبناءه الدجاج يجلب "أقدام الدجاج" ويصنع لهم الفتة المتعارف عليها ويقنعهم أنها الألذ.
في غزة وليس في كوكب اَخر، يأتي عيد عمالنا وهم يستصرخون النجدة من وحل العوز والجوع ،إضافة إلى مخاوف جائحة كورونا التي لا يحتاطون لها.
ناهيك أن جائحة كورونا أعدمتهم نهائياً، فمن كان يكسب من بيع الشاي والقهوة أو أشياء أخرى على شاطئ البحر تقوقع في بيته.
ومن لجأ للعمل في إحدى المطاعم يجلس الاَن ينظر إلى وجوه اطفاله، ويبحث عن أي لقمة تسد رمقهم.
ككل موسم احتفالي تواردت الاحصاءات بان نسبة العمال وأصحاب العمل الذين تعطل عملهم حوالي( 109536)، ناهيك عن المطاعم والفنادق السياحية التي قامت بتسريح عمالها بشكل كامل، حيث يبلغ عدد العاملين في هذا القطاع حوالي (3000 عامل)، تم تسريح عدد كبير منهم من العمل في هذا القطاع منذ بداية إعلان حالة الطوارئ المتعلقة بفايروس كورونا، حيث أن هؤلاء العمال يعيلون (13500) فرد من ذويهم، كما أن بعض القطاعات قامت بتخفيض نسبة أجور العمال بنسبة 50%.
في الدول المتقدمة حينما يضعون خطة إجرائية لمواجهة أي طارئ يوفرون بأقصى سرعة البديل للمتضررين، ماذا وضعت السلطتين الحاكمتين في غزة ورام الله؟
فقط نجد التلميحات بالخطابات بأنهم قد يسطون على جزء من رواتب موظفينا الذين بالأصل يأخذون منها الفتات ،لكبح جماح كورونا.
أين الخطط لنجدة عمالنا وموظفينا؟ وأين البديل لمن تضرروا؟ وماذا انتم فاعلون لمعدل البطالة الذي يرتفع في فلسطين ؟؟
ما هي خططكم لتأمين الغذاء لغير الامنين غذائياً غير تصنيفكم للشوكلاتة انها من الكماليات؟
يا سادة عمالنا إسماً على قيد الحياة عيدهم يجيئ وهم يشتهون أقل المقومات.

اخر الأخبار