أهداف في شباك شلومو غانور

تابعنا على:   02:52 2014-07-26

محمود الاسمر

قد لا يعلم القارىء من هو شلومو غانور، ولهذا أبدأ بالتوضيح بانه احد رؤوس الالة الدعائية الاسرائيلية، والذي كثيرا ما تستضيفه وسائل الاعلام العربية لسماع رأيه كمحلل أو معلق سياسي للاحداث وما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وغانور هذا يقدم في التلفزيون الاسرائيلي الى جانب زميله المعلق يوني بن مناحيم برنامجا تحت عنوان \" حوار\" يقوم فيه كل اسبوع باستضافة اسرائيليين وفلسطينيين للتحوار حول القضية الفلسطينية، وعادة ما نسمع أبواقا اعلامية تحاول ان تروج للسياسة الاسرائيلية، واحيانا بشكل مقزز تعافه النفس، ما يجعل الشخص يتساءل عن سبب مشاركة الفلسطينيين فيه، وهم لا يتجاوزون اعداد اصابع اليد الواحدة، في هذا البرنامج، مثل البوق المدعي بالدفاع عن حقوق الانسان باسم عيد ، وخاصة ان أغلب الاسرائيليين المشاركين فيه علاوة على مقدميه هم من كبار العنصريين، مثل مردخاي كيدار الذي دعا مؤخرا الى اغتصاب نساء وامهات واخوات المقاومين الفلسطينيين .

ولكن وفي برنامجه الاخير في الاسبوع الاخير والذي تحدث فيه غانور عن الحرب الدائرة على قطاع غزة، سدد له المشاركان الفلسطينيان، وهما البروفيسور علي قليبو واحمد العملة عدة اهداف في شباكه ، لدرجة ان هذا الحوار ذكرني بمباراة المانيا والبرازيل في المونديال الاخير، حيث خرجت البرازيل منه وهي تجرجر أذيال الخسارة المحرجة، وهذا ما شعرت به بالضبط ، حيث ان قليبو والعملة قد أحرجا في البرنامج الالة الدعائية الاسرائيلية، وأيما حرج!

ففي مقدمة البرنامج قال غانور ان سكان غزة المساكين يعيشون حالة من الفقر فوق الارض بينما قادة حماس يختبئون تحت الارض، محاولا التباكي على سكان غزة وحالهم، فما كان من علي قليبو الا أن سأله: ولماذا اذن تقصف اسرائيل سكان غزة بالطائرات طالما انها تعلم ان من تريدهم موجودون تحت الارض؟ ، بل واستمرت تلك المقارعة حينما قال السيد علي قليبو لغانور أن اسئلته مغلوطة وغير منطقية، الامر الذي اثار حرج غانور.

وكالعادة وفيما حاول غانور أن يظهر بمظهر الناصح للفلسطينيين بالسؤال عن عدد المدارس والمشافي والمؤسسات التي يمكن بناؤها بمبلغ الثلاثة مليارات شيكل التي أنفقتها حماس بحفر وبناء الانفاق، أجابه السيد احمد العملة بهدف محكم: وكيف تنفق اسرائيل مبلغ سبعين مليار شيكل على وزارة الدفاع ومبلغ ثلاثة مليارات شيكل على كل قبة حديدية؟ ، ما جعل غانور يفقد صوابه من شدة الحرج.

وهنا لا مكان الا ان نوجه الشكر لمثل هؤلاء السادة، فيا هل ترى، هل نشاهد هنا كذلك حالة اخرى من حالات التطور الفلسطيني في امكانية مقارعة اسرائيل، وليس عسكريا فقط بل واعلاميا ودعائيا وفي ملعب الدعاية الاسرائيلية، وفي عقر دارها، وهو التلفزيون الاسرائيلي باللغة العربية؟

اخر الأخبار