كورونا غزة.. نساء ينجحن في "مواجهة" أزمة الحجر المنزلي بشكل مختلف

تابعنا على:   00:00 2020-04-28

أمد/ غزة- نسرين موسى: ليس هناك ما هو أفضل من استغلال الوقت وتوظيفه بشكل فيه لمحة ابداع، أو تمضية وقت الفراغ فيما هو نافع ومفيد من الأعمال، ويبدو الأمر أكثر جلاءً من خلال الفنون بأشكالها المتعددة.

فكيف استحال الوقت المهدور لدى البعض إلى كنزٍ ثمينٍ من الساعات التي لا تنتهي إلا وقد ظهر إلى النور، مجسّم يليق الوقوف والتأمل بكل إعجاب.

الإعلامية  خولة  الخالدي من غزة، أول ما يلفت انتباهك عندما تجول في صفحتها عبر الفيس بوك،  تغريدة بصبغة المزاح، تقول فيها:" زوجي بدأ يخبئ الأطباق مني لأنني أرسم على أي شيء يصادفني،  فصرت أرسم على وجوه أطفالي".

لوحات جميلة تأخذك كل لوحة منها إلى عالم جميل يوحي بكثير من الاشياء العميقة  التي تحبها النفس البشرية.

تتحدث الإعلامية خولة لــ "أمد للإعلام": "موهبة الرسم كانت موجودة منذ طفولتي كهواية، لكن وظيفتي بالإعلام ومسؤولية بيتي وأطفالي ، جعلاني لا أمارسها بشكل كافي".

تقول الخالدي: "بمجرد أن حلت كارثة وباء كورونا على العالم، والخوف من وصوله إلى غزة، وبدء تطبيق إجراءات السلامة، التي منها الحجر المنزلي ، تم تحديد مواعيد، وبت أجد  وقت كافي للعودة الى الرسم ، وكانت فكرة الرسم على الزجاج الرائدة بالنسبة لي ، وعملت على تطويرها بعمل لوحات عديدة".

تضيف الخالدي:" كان كل تفكيري منحصراً باستثمار الوقت بطريقة ايجابية مع افراد اسرتي".

تنوه الخالدي:" فكرتي ليست تجارية بحتة بل هي قطع فنية للبيت او الأصدقاء،  وليس إضافة عمل مادي ، وتفريغ للنفسية وملئ وقت الفراغ بعمل مفيد مع مشاركتي لأبنائي الذين يحبون هذه الهواية، لجذبهم  بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تبعدهم عن جو الأسرة".

تختم الإعلامية الخالدي:"  كانت نقطة إيجابية ليكون هناك شيء نفعله كأسرة ، وخلال نشري لأعمالي عبر الفيس بوك أبعث الأمل لأصدقائي، بعيدا عن التذمر،  وعمل شيء إيجابي، يسد وقت الفراغ الطويل الذي يستثمر بالأكل والمشاكل الاسرية الناتجة عن الحجر".

وبعيدا عن لوحات الخالدي تستثمر السيدة رنا من مجموعة اسمتها "رنا شوب " عبر الانستغرام ، وقتها بما يدر عليها دخلاً يساعدها في حياتها المعيشية.

تقول  السيدة  رنا لــ "أمد للإعلام": كنت أفكر في تحدي هذا الوضع، الذي فرضه فايروس كورونا، حيث الوقت الطويل داخل المنزل، وكان يضيع بلا فائدة، فصممت إن انشئ  مشروعاً خاص بي، أعتمد عليه في حياتي ".

تقول صاحبة مشروع  رنا شوب:" فكرت باستيراد الملابس من تركيا، رغم صعوبة الوضع بسبب كورونا،  وواجهت كثير من الصعوبات بأمور الشحن والتعقيم".

وتنوه السيدة رنا: "صرت أوفر كثير من  الملابس المميزة التي تجد اقبالا من السيدات لعدم وجودها في قطاع غزة".

وتشدد : "سأستمر باستثمار جهودي ووقتي بهذا العمل إلى أن يكبر أكثر".

وفي عمل مشابه لسابقتها تستثمر السيدة سحر مسؤولة صفحة "واو أون لاين" عبر الانستجرام، وقتها  بحياكة القطع المنزلية المميزة، وتقوم ببيعها عبر صفحتها".

تقول لسحر لــ  أمد للإعلام:" الوضع الذي فرضه فيروس كورونا خلف متسع من الوقت، صرت اقوم باستغلاله في الصباح بالحياكة وصنع الاشياء الجميلة وأقوم ببيعها".

تضيف سحر: "ما شجعني زيادة الطلب على معروضاتي".

تشير سحر:" أنا خريجة جامعية والوضع السيئ في قطاع غزة، حرمني من ايجاد وظيفة تناسب مؤهلي الجامعي، فقررت انشاء هذا المشروع الخاص بي".

من جهته يعتبر خالد فضة نائب مدير عام الارشاد النفسي والتربوي في وزارة التربية  والتعليم، أنه يجب استغلال الوقت  الطويل في المنزل بطريقة  صحيحة ، دون اهداره بأشياء  خاطئة.

ويضيف:" قد يسيطر القلق علينا جميعا وخاصة الاطفال ، لذلك يجب ايجاد طرق بديلة  عن اللعب بالشارع أو حتى الانكباب على مواقع التواصل الاجتماعي دون فائدة.

مثلا علينا تشجيع أطفالنا بالانشغال بمواهبهم، ونحن الكبار علينا تجنب المشاهدة المستمرة  للأخبار، وعلينا التحدث مع أصدقاءنا عبر الهاتف.

ويتابع: "الكل في السابق لم يعطي العائلة حقها، فهذه فرصة أثناء الحجر لترميم العلاقة ،مثلا على سطح المنزل او في حديقة المنزل نهتم بتربية الدواجن والطيور او زراعة الورد  او الريحان ،ومشاركة العائلة بالاهتمام بها.

البوم الصور

اخر الأخبار