"الإسلام السياسي" وحصـــاد الهشيم

تابعنا على:   18:31 2020-04-22

فتح العليم الفكي

أمد/ تأبى جماعات ما يعرف ب «الإسلام السياسي» وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين إلا أن تخالف الإجماع الدولي في هذا الظرف غير العادي الذي يمر به العالم هذه الأيام بسبب جائحة كورونا التي جعلت الدول والحكومات والشعوب تلتف حول هدف واحد هو التطبيق الصارم للإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذت من أجل حماية المجتمعات من هذا الوباء القاتل ووقف انتشار وتفشي فيروس «كوفيد 19» اللعين.

منذ بداية الإعلان عن هذه الأزمة ظل موقف هذه الجماعات الإرهابية ثابتاً لم يتغير وهو الإنكار والتشكيك في الوباء، رغم أن ضحاياه تجاوزت أعدادهم أكثر من مليوني شخص على مستوى العالم، والذين قضوا نحبهم جراء إصابتهم به فاق المئة وسبعين ألفاً.

لقد خططت هذه الجماعات الإرهابية للاستفادة القصوى من هذا الظرف الحرج لتحقيق أغراضها الدنيئة، فبدأت بالتركيز على التحريض بعدم الالتزام بالحجر الصحي ومعارضة قرارات تعليق صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد.

لم تجد دعوى هذه الجماعات آذاناً صاغية بل حصدت الهشيم، لوعي الشعوب ومعرفتها بألاعيبها وانتهازيتها ومحاولاتها الصيد في الماء العكر واستغلال الأزمة لمصالحها الذاتية الضيقة، لذلك قررت اللجوء إلى أساليبها التي عرفت بها عبر التاريخ في القتل والإرهاب وترويع الآمنين.

كانت البداية في مصر، حيث شهدت منطقة الأميرية شرقي القاهرة يوم الثلاثاء السابق عملية استباقية ضد جماعة متطرفة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد المسيحيين راح ضحيتها ضابط كبير في الشرطة المصرية والتي لولا يقظتها لارتكبت هذه الجماعة مجزرة بحق الأقباط وأثارت فتنة دينية مصر في غنى عنها.

وفي يوم الثلاثاء نفسه قامت ميليشيات حكومة الوفاق الليبية المدعومة من جماعة الإخوان والمرتزقة متجاهلة الهدنة الإنسانية لمواجهة الجائحة التي دعا اليها أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة والتي وافقت عليها بمهاجمة مدينتي صبراتة وصرمان الاستراتيجيتين في غربي البلاد.

لقد صاحبت عملية الهجوم على صبراتة وصرمان أعمال همجية وانتهاكات بشعة لحقوق الإنسان، تراوحت بين القتل بلا محاكمات ونهب ممتلكات الأهالي وتدمير مساكنهم وإطلاق سراح عتاة المجرمين ومهربي البشر من السجون.

وفي السودان مع تضييق لجنة تفكيك النظام المباد الخناق على رموز وقيادات الإخوان وفضح لصوصيتهم ونهبهم لأموال شعبهم بالباطل وحل منظماتهم وعلى رأسها «منظمة الدعوة الإسلامية»، فأطارت هذه القرارات صوابهم وأفقدتهم البوصلة ولم يجدوا غير دفع الناس إلى الخروج للشارع وتحدي قرارات الحكومة الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وكسر حظر التجول.

وأخيراً تفتق ذهن الجماعة الإرهابية في تونس عن القيام بعملية إجرامية لم تخطر على بال بشر، إذ كشفت وزارة الداخلية التونسية يوم الخميس الماضي عن إفشال مخطط إرهابي لنشر فيروس كورونا من الحاملين لأعراض الوباء وسط القوات الأمنية.

مجمل القول، أن جماعات «الإسلام السياسي» تكشف كل يوم انفصامها عن شعوبها وهمومهم وقضاياهم بل كل همها تحقيق حلمها الأبدي في الوصول إلى السلطة وبأي ثمن.

عن الخليج الإماراتية

اخر الأخبار