السياسة الصفراء

تابعنا على:   23:48 2020-04-18

محمد حافظ العبادلة

أمد/ تحذيرات قيادتنا السياسية من تنفيذ الاحتلال لضم الضفة الغربية وغور الاردن وشمال البحر الميت ،حسب خرائط متفق عليها امريكيا وصهيونيا وما يترتب من عواقب مدمرة على امن واستقرار المنطقة منذ اعلان صفقة القرن دفع الكاتب للقراءة حول الثقافة والسياسة الامريكية ،فوجد اهم خصائصها :
• تحقيق المصالح والمنفعة برعاية انظمة الحكم الفاسدة المستظلة بشرعية الادارة الامريكية ،وهذا يتنافى تماما مع أي سياسة او قيادة تسعى للاستقلال والحرية ،لذلك لن يجدي نفعا الشجب والاستنكار ولا التحذيرات ولا الوساطات لتحقيق أي تقدم في مشروع الثوابت الفلسطينية مع الكيان الصهيوني والمظلة الامريكية.
• التلاعب بالحقائق والاستيلاء على عقول الناس بالإعلام الموجه واقناعهم بان الاستبداد نعمة ،والطغيان بركة من السماء ،والحروب الوحشية ضرورة لا بد منها للقضاء على فوضى الارهاب ،وان السجون والمعتقلات هي سر امان واستقرار الانظمة ،هذا ما نعيشه من حال الدول العربية والمنطقة منذ حرب الخليج ،وهذا لا يلتقي مع أي قيادة فلسطينية تريد اقامة دولة مستقلة ووطن بحدود 1967م.
• ادعاء الادارة الامريكية ممارسة حرية الرأي والوطن ،لكنها تتماها وتدعم انحطاط الدول والمجتمعات أي كان نوعه وصفته وتدعم الاستزلام لسياسة الادارة الامريكية وترعى ظهور المثقف والسياسي المأجور صاحب المواقف الوقحة والجسورة من القتلة واللصوص نهَّابي ثروات الامة ،وهذا لا يحتاج لتبيان ،فالعالم يعيش في صدمة ،وهذه السياسة تخالف كل قيادة وسياسة تحترم شعبها وتريد تأسيس وطن ديمقراطي.
لذلك من حق فلسطين ان تسال ابنائها من الذي قمع ومنع تمويل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؟ أليست سياسة الرجل الاصفر وادارته بالبيت الابيض؟!
من حق فلسطين ان تسأل ابنائها من الداعم للاحتلال الصهيوني ،ماديا وسياسيا وقانونيا بالمحافل الدولية؟ ومن هم المحاصرين للسلطة الفلسطينية وقطاع غزة بالخصوص؟ ،أليست السياسة الامريكية الصفراء والكيان الصهيوني.
من حق فلسطين سؤال الرباعية الدولية وكل المتخاذلين الاوروبيين لماذا صمتوا عن اغلاق مؤسسات م.ت.ف بالقدس المحتلة رغم مخالفة ذلك للتفاهمات الدولية والقانون الدولي؟ أليس السياسة الامريكية الصفراء؟
حق فلسطين سؤال قياداتها من المسؤول عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن ازمة فايروس كورونا والحجر الصحي المعطِل لطبيعة الحياه؟ ،كل العارفين بالقانون الدولي المستزلمين للإدارة الامريكية وسياستها الصفراء ،فورا سيقولوا الكيان الصهيوني المحتل ملزم بتوفير حياه كريمة لسكان المناطق المحتلة حسب اتفاقية جينيف4 ،ثم ينفض الاعلام وورشات القانون ولا احد يلزم الصهاينة بتنفيذ شيء!!؟
• سيادة الرئيس ،معالي رئيس الوزراء ،السادة الوزراء ،القوى السياسية الفلسطينية ،ادعوا الى حوار وطني يستكشف برنامج مشترك وآليات مناسبة لتنفيذ سياسة تحمي مشروعنا الوطني قبل فوات الاوان ،وادعو لإصلاح سياسي ومالى واداري لمؤسسات م.ت.ف لنستطيع خدمة شعبنا في كل اماكن تواجده ،على الاقل في زمن ازمة الصحة العالمية _كورونا_ ،وليكن مدخل التوافق (العنوان الانساني وصحة المجتمع الفلسطيني).
شعبنا ينتظر الدواء والكساء والغذاء والتكافل الاجتماعي واجراءات الوقاية الصحية ،وهو غير مستعد لسماع أي نقاش في زمن تحدي مجتمعي قاعدته الفقر والبطالة ،جميع فئات الشعب تبدل حالها ،واصبح محدث النعمة هو اليد العليا ،وهذا ما سيثقل علاج تماسك الجبهة الداخلية ،فمزيدا من العمل الطوعي والمصابرة!!؟
كل فلسطين تنتظر القائد ،القادة ،القيادة الناضجة اداريا دون فئوية الاحمر ،الاصفر ،الاخضر ،الاسود ،حينها سنجد المواطن الفلسطيني يرتقي بثقافته الاستهلاكية على قاعدة الكفاف واخذ ما يلزم بقناعة ،مطبقا (القناعة كنز لا يفنى).

اخر الأخبار