فايروس كورونا.. زواج بلا حفلات وحضور محدود بقفازات وكمامات في فلسطين

تابعنا على:   00:04 2020-04-15

أمد/ غزة - ترنيم خاطر- صافيناز اللوح: لم يترك فايروس كورونا جانباً من جوانب الحياة اليومية إلا وأثر فيه بشكل أو بآخر، حيث امتدت تأثيراته إلى السياسة والاقتصاد والعبادة والرياضة، وحتى مراسم الزواج.

فوسط حضور محدود من المدعوين، جرت مراسم زفاف العريس إبراهيم عكيلة (28عاماً) على عروسه هناء زعبر(26 عاماً)  في صالة منزل أحد أقربائهما بمدينة غزة، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضها فايروس كورونا.

فمنذ خطوبة إبراهيم وهناء اتفقت أسرتاهما على يوم 22 مارس/آذار الجاري موعداً لحفل الزفاف في إحدى قاعات الأفراح الكبرى، لكن الإجراءات الاحترازية المشددة التي اتخذتها وزارة الداخلية في غزة تسببت في إلغاء حجز القاعة.

تقول هناء وتعمل في مجال الهندسة: لـ "أمد للإعلام": "كانت أمي تحدثني كثيراً عن تفاصيل زفافها خلال الانتفاضة الأولى، وأثناء فرض جيش الاحتلال لمنع التجوال في قطاع غزة، ولكني لم أتوقع يوماً أن أتزوج في بنفس التفاصيل مع اختلاف الظروف".

وتضيف:" بعد أن اتممنا سهرة العريس، والحنة  - حفلة تقيمها العروس لتوديع العزوبية-،جاء في اليوم السابق ليوم الزفاف إعلان وزارة الداخلية بغزة، إغلاق قاعات الأفراح، فكان الأمر صادماً ومفاجئاً، ولم يكن أمامنا خيار سوى إتمام الزفاف في منزل أحد الأقارب، خاصة أن إصدار القرار جاء في وقت متأخر ولم يكن لدينا متسع لتأجيل الفرح".

وتابعت هناء:"ألغينا بعض التفاصيل التي كان من المقرر تنفيذها، مثل حجز قاعة الفرح والذي كلفنا مبالغ مالية ليست بسيطة، واقتصر بنا الأمر على عمل العرس بحضور عدد محدود من الأقارب، والتقاط بعض الصور الفوتوغرافية التذكارية لي بفستان الفرح برفقة العريس"، مستدركة للأسف كانت فرحتنا منقوصة، ومع ذلك قررنا أن نعيش أجواء العرس المنتظرة منذ أربعة شهور، والتعايش مع هذا الظرف الاستثنائي.

وتوضح أن هذه الفترة شهدت إقبال كبير من قبل الشباب على الزواج، رغم أن الحياة شبة متوقفة بسبب فايروس الكورونا، منوهة إلى أنها فرصة جيدة للاستغناء عن بعض مراسم الزواج المتعارف عليها في قطاع غزة، والتي باتت عائق للشباب لإتمام الزواج، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الداخلية بغزة عن سلسلة من الإجراءات تضمنت إغلاق قاعات الأفراح والمطاعم والمقاهي والصالات الرياضية وتعليق صلاة الجمعة حتى إشعار آخر، إثر الكشف عن أول حالتي إصابة بفيروس كورونا في غزة.

فيما قالت الشابة وفاء المدهون (27عاماً)، والتي تزوجت أيضا مع بداية انتشار فايروس كورونا، تقول لـ "أمد للإعلام"، أنها عقدت قرانها على خطيبها أيمن زقوت في 9 ديسمبر2019، وكان المتفق عليه أن يتم الزواج في شهر مارس".

وتابعت ومعالم السعادة تبدو واضحة في صوتها وتعابير وجهها:"رغم انزعاجي في بداية الأمر عندما تم اقتراح أن  يتم الزفاف في المنزل وبحضور المقربين، حيث كان الاتفاق منذ البداية على عمل عرس موسع في أحد قاعات الأفراح، ويشارك فيه العائلة والأصدقاء، وجميع من يكن لنا الحب، إلا أن ظهور فايروس الكورونا حال دون ذلك".

وتضيف المدهون: "شكرت ربي كثيراً لأن مراسم الزفاف كانت داخل البيت، وكانت الأجواء جميلة وبحضور من يحبنا، حتى أنني لم أكتفي بعرس واحد، حيث أنني عملت عرس في بيت أهلي وأخر في بيت زوجي".

وأكدت على أن السعادة الحقيقية ليست بفستان الفرح الأبيض، ولا في قاعة الأفراح الباهظة، فهناك الكثير ممكن قاموا بكل مراسيم الزفاف، إلا أن حياتهم الزوجية لم تكن موفقة وانتهت بالانفصال".

ودعت جميع الشباب المقبلين على الزواج التخلص من بعض العادات والتقاليد فيما يخص مراسيم الزواج والتي تعتبر مرهقة لهم خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة، مؤكدةً على أهمية أن يكون هؤلاء الشباب هم أصحاب الإرادة دون تدخلات من قبل الأهل، فالسعادة الحقيقية في أن نكون مع من نحب.

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لعبد الرحمن عبد الرؤوف حمدان (23عاماً)، من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، تزوج يوم الجمعة الماضية، ولذي أتم مراسم زفافه على غير ما هو معتاد، فلا قاعة أفراح، ولا حتى حفلة شبابية أسوة.

يقول الشاب حمدان الذي حلم ككل شاب أن يتزوج ويفرح بليلة العمر، :" مع انتشار فايروس كورونا، وضمن الإجراءات الاحترازية المتبعة في فلسطين، من تطبيق حالة الطوارئ وإغلاق الصالات والجوامع والأسواق الشعبية، منعاً من تفشي هذا الوباء لجأت إلى إلغاء كافة مراسيم زفافي".

وأضاف لـ "أمد للإعلام" قررت بتكاليف الزفاف مساعدة عشرات العائلات من ذوي القربى والحالات الإنسانية والفقراء وسط قطاع غزة، حيثُ قمت بشراء مساعدات غذائية، لأكثر من 40 أسرة بثمن صالة الأفراح التي كان قد حجزها ليقيم بها ليلة عمره.

وأكد العريس حمدان، أنّ هدفه من هذه الخطوة، هو إيصال رسالة إلى جميع المواطنين، ليخطوا هذه الخطوة، ويمدوا يد العون للفقراء، وللعمال الذين يعملون باليومية، وقد جلسوا في منازلهم بفعل حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس محمد عباس لعدم تفشي فايروس "كورونا-كوفيد 19.

وأوضح أن العائلات التي تم استهدافهم بهذه المبادرة، هي من جميع مناطق مخيم المغازي، وعائلتين من أبراج مخيم النصيرات، مشيراً إلى أنّ زوجته وافقت على خروجها من بيتها إلى بيت زوجها مباشرة بدون عرس، على أن يتم مساعدة الفقراء الوقوف إلى جانبهم بهذه المحنة.

 وقدم عبد الرحمن رسالته لكل الخاطبين المقبلين على الزواج بهذه الفترة، أنّ يحذوا حذوه، ويقدموا يد العون لأهلنا في قطاع غزة، في ظل أزمة "فايروس كورونا".

وقبل عقد من الزمن، كان الفلسطينيون يقيمون حفلات الزفاف في المنازل، قبل انتشار قاعات الأفراح، وهو ما بدأ بعضهم بالعودة إليه في ظل انتشار الفايروس، الذي ظهر لأول مرة، في الصين، نهاية كانون أول/ ديسمبر الماضي.

وصنفت منظمة الصحة العالمية كورونا، مساء 11  آذار/ مارس الجاري، بـ""الجائحة" وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفايروس وعدم انحصاره في دولة واحدة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار