يا مواطن انت فخر الوطن ..!

تابعنا على:   20:49 2020-04-12

د. عبدالرحيم جاموس

أمد/ المواطن الوفي والمخلص هو فخر الوطن، المواطن الذي يعمل ويبني بجد واجتهاد واخلاص ينفع نفسه وذويه وشعبه وامته وهو اغلى ما يملكه الوطن، والوطن هو اغلى ما يملكه المواطن، نعم الإنسان الواعي بواجباته هو اغلى ما يملكه الوطن، المواطن الذي يقدم المصلحة العامة ومصلحة الوطن على مصلحته الشخصية هو المواطن الواعي والغالي والناجح، لا قيمة للوطن دون مواطن واعي وصالح، وصلاح الوطن من صلاح المواطن.
تصمد الأوطان والشعوب في وجه الازمات والتحديات الجسام التي قد تتعرض لها الاوطان، عندما يكون المواطن مدركا لمعنى المواطنة الحقة، هذا الإدراك الواعي هو السلاح الأمضى في مواجهة كل شكل من اشكال التحديات والازمات الداخلية والخارجية، المادية والمعنوية، سواء كانت تحديات اقتصادية او كوارث وبائية او طبيعية او عدوانية وحروب تستهدف الوطن او انسانة او وحدته، فالمواطن هو اللبنة الاساس في بناء الأوطان وحمايتها والذود عنها، فديمومة الأوطان من ديمومة هذا المواطن، فلا وطن دون مواطنين غيورين عليه يحمونه ويذودون عنه ويضحون من اجله بالغالي والنفيس، فكل الإحترام لهذا المواطن الإنسان الذي يدرك واجبه نحو وطنه وشعبه، وكما يقول المثل وقت الازمات والشدائد تظهر معادن البشر.
اذا ما نظرنا الى ما يمرُّ به العالم من ازمة وبائية ازمة وباء الكورونا وما تمثله من تحدٍ خطير للبشر على مستوى الكرة الأرضية، ندرك اهمية دور المواطن والمواطنين في التصدي لهذه الازمة الكارثية إلى جانب القيادة الواعية والراشدة التي تضطلع بدورها القيادي بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين وبما يمليه ويفرضه عليها الواجب والتحدي للإزمة بحنكة وريادة تجتازها وشعبها بأقل الخسائر والأضرار وتهزم الوباء الكارثي وتحفظ النفس عندها تحقق النصر للوطن والمواطن على السواء.
إن ازمة وباء الكورونا التي اجتاحت كافة دول العالم، اثبتت اهمية التكامل بين دور القيادة ودور المواطن في بلادنا، في مختلف المناطق والمدن والقرى، فكانت القيادة الحكيمة والراشدة والمتيقظة متنبهة لدورها فبادرت مبكرا بإتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية والوقائية قبل ان يستفحل هذا الوباء وتعم الجائحة الكارثة، لأجل حماية الوطن والمواطن على السواء منها ومن اخطارها، مقرونة بوعي المواطن والتزامه بكافة التعليمات وتنفيذه لكافة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وسنتها القيادات المسؤولة، لقد كانت هي السلاح الأمضى في مواجهة هذه الكارثة والجائحة الوبائية بعد لطف الله ورحمته، حيث اذا ما نظرنا وتفحصنا الإحصاءات للإصابات بهذه الجائحة على المستوى الوطني وقارناها بالإصابات على المستوى العالمي، نعرف وندرك اهمية المبادرة القيادية وتكاملها مع دور المواطن الواعي والملتزم بتنفيذ تعليمات وتوجيهات قيادته في هذا الشأن للوصول إلى هذه النتائج الإيجابية التي اصبحت فيه معظم دولنا العربية مضرب المثل لجميع الدول في العالم، هنا قد تجلى معنى وتناغم وتكامل دور المواطن الواعي مع دور القيادة الحكيمة والراشدة، فكان التوفيق من الله عز وجل والصمود امام الجائحة بأقل الخسائر والاضرار، هنا يتجلى ايضا معنى الصلاح في القيادة وفي المواطن. ويتجلى قول الله تعالى (كيفما تكونوا يولى عليكم)، ولا يورث الله الارض إلا لعباده الصالحين.
لا نملك في ظل انتشار هذه الجائحة ومواجهتها ونتائجها على المستوى الوطني والعربي، إلا ان نقول الحمد والشكر والثناء لله اولا واخيرا، ومن ثم الشكر للقيادات الواعية والراشدة وللمواطن الواعي والملتزم بما يفرضه عليه الواجب، حتى تعبر سفينة الوطن بالجميع إلى شاطئ الأمن والأمان والصحة والعافية والسلام، فلا وطن دون مواطن ولا مواطن دون وطن، ولا شعب دون قيادة، ولا قيادة دون شعب، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.

اخر الأخبار