الكورونا والجريمة

تابعنا على:   18:11 2020-04-09

سمير ضاهر

أمد/ أدى انتشار فيروس كورونا إلى التأثير على سلوك البشر في مختلف دول العالم سواء كان السلوك الاجتماعي الايجابي كإحياء المناسبات العامة ومشاهدة الأنشطة الاجتماعية والرياضية والمشاركة في الفعاليات الوطنية والدينية ، وكذلك تأثر السلوك العدواني والإجرامي ، بانخفاض معدلات الجريمة وتغير أشكال وأنماط ممارستها .
على ما يبدو أن العزل المنزلي وحظر التجوال سواء كان الجزئي أو الكلى الذي فرضته الحكومات على الشعوب، أجبر الجانحين بشكل واضح على البقاء وملازمة منازلهم وعدم الخروج منه إلا عند الضرورة مما أثّر تأثيراَ إيجاباً على تراجع الجرائم والسرقات.
إلا أن السلوك العدواني والإجرامي سلوك غير سوي لذا يختلف عن السلوك الطبيعي، في التأثر بالأزمات والكوارث الكبرى، فغالبا لا يهتم المجرمون بسلامة حياتهم أو أمن وسلامة الآخرين فلا يوقف المجرم نشاطه الإجرامي خوفا من وباء كورونا.
فمعظم المجرمون يقومون بممارسات غير صحية كتعاطي المخدرات، وممارسة الأنشطة الإجرامية التي تعمل ضد القانون والقواعد العامة للمجتمع، إن بقاء الناس في بيوتهم ربما يقلل جرائم السطو وسرقة المنازل.
إن غلق المحلات والمقاهي وفراغ الشوارع سلاح ذو حدين من ناحية يسهل مطاردة المجرمين بينما يغيب الدور المجتمعي في المعاونة في ضبط المجرم، وربما يزيد خطر السطو على المتحركين في وقت الحظر وخاصة في ساعات الليل المتأخرة.
أن ارتفاع معدلات الجرائم هو أحد المؤشرات التي ترتبط بالمتغيرات الاقتصادية أحيانا، وهو أيضاً ربما يكون مؤشر بالغ الدلالة وبخاصة في أوقات الحروب والكوارث، سواء كانت تلك الكوارث طبيعية أو وبائية مثل ما هو حاصل الآن بكافة دول العالم، بسبب انتشار فيروس كورونا ،إلا أن القارئ الجيد لمؤشرات الجرائم وبخاصة جرائم النفس، وجرائم السرقات بكافة أشكالها وأنواعها، يستطيع أن يرى أن هناك حالة من الانخفاض الملحوظ بمعدلات الجرائم، وما تتلقاه أقسام الشرطة بكافة مدن الوطن من شكاوى يدل على انخفاض معدلات الجرائم.
إلا أنّ المجرمين يحاولون البحث عن طرق جديدة للاستفادة من الأزمة، بدءاً من المتاجرة بالأقنعة الطبية والأدوية المزيفة، وصولاً إلى القيام بعمليات احتيال عبر الإنترنت.

وقد حذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول ) من أن المجرمين يستفيدون من مخاوف الناس من وباء الكرونا لبيعهم منتجات دون المستوى المطلوب أو يحتالون عليهم ويستولون على أموالهم عبر اختراق حساباتهم من خلال الشبكة العنكبوتية ، وقد صرحت مديرة يوروبول كاترين دي بول خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس أن المجرمين يهتموا بأمر واحد كيف يمكن كسب المزيد من المال لهذا السبب يستغلون انتشار الوباء لتغيير طرق عملهم .
ذرت اليوروبول وفي تقرير نُشر في لاهاي اليوم الجمعة (27 آذار/مارس 2020) من أن المحققين اكتشفوا تزايد حالات جرائم الإنترنت والاحتيال والسرقة والتزوير. ومن أكبر الجرائم المسجلة، بيع مواد الحماية المزيفة بما في ذلك الأقنعة والمواد المطهرة والأدوية، تحت ذريعة أنها تساهم في الحماية من الفيروس .
ولما كان من المتوقع زيادة في النشاط الإجرامي من خلال الانترنت خاصة مع توقع زيادة المبادلات التجارية سواء الفردية او التجارية بسبب انتشار الوباء. لذلك توجب على الأجهزة الأمنية زيادة اليقظة للتصدي لهذا السلوك الإجرامي لحماية مصالح الناس وأموالهم .

كلمات دلالية

اخر الأخبار