بين الملاجئ ورفع الحصار.. دلالات تصريح الأمين العام للجهاد

تابعنا على:   17:31 2020-04-07

خالد صادق

أمد/ التصريح المقتضب الذي ادلى به الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة, والذي جاء قويا ومدويا واربك الاحتلال ودفعه للتواصل مع الوسطاء لأجل منع تدهور الاوضاع والانجرار الى عملية عسكرية جديدة؛ يدل دلالة قاطعة على ان فصائل المقاومة الفلسطينية دائما حاضرة في الميدان, وقادرة على مواجهة سياسة الاحتلال العنجهية والتي تثبت للعالم كله عدم إنسانيته بحيث لا يحكمة عقل ولا اخلاق ولا قيم ولا منطق, فهو لا يستطيع ان يتعايش في اجواء طبيعية, ويحاول دائما تعكير الاجواء, وتوتير الاوضاع, وخلط الاوراق, بحيث يمارس نازيته ووحشيته في كل الاوقات واصعبها, فلا يكفيه ما يحصده وباء كورونا من ارواح, انما يسعى لاراقة المزيد من الدماء في صفوف الفلسطينيين, سواء بالقتل او الحصار او حرمانهم من ابسط مستلزمات حياتهم المعيشية, فوزير الحرب الصهيوني المجرم نفتالي بينت ربط بين رفع الحصار عن قطاع غزة, وبين اطلاق سراح الجنود الاسرى لدى المقاومة, وهذا تصريح عنصري ونازي ويدل على عقلية اجرامية تحكم سياسة هذا الاحتلال, كما يسعى الاحتلال لطرد العمال الفلسطينيين المصابين بوباء كورونا من الاراضي المحتلة عام 48 الى مدن الضفة دون تقديم معلومات لوزارة الصحة الفلسطينية عنهم, وهذا يدل على ان الاحتلال يسعى لنشر الوباء بين الفلسطينيين, كما يقوم بمنع الفلسطينيين في احياء القدس القديمة من العلاج والوقاية من المرض, ويرفض كل نداءات المؤسسات الحقوقية والانسانية التي طالبت بالإفراج عن الاسرى الفلسطينيين واطلاق سراحهم من السجون الصهيونية التي تفتقد لأبسط قواعد النجاة من الوباء.

الامين العام للجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة رأي في سياسة الاحتلال هذه بانها تهدف للنيل من شعبنا واسراه, وانها تمهد للقادم الأسوأ, فحذر الاحتلال من المضي بهذه السياسة الخرقاء, وانذر بتفجر الاوضاع عسكريا اذا ما امعن الاحتلال بسياسته هذه, وبعث برسائل واضحة ان الصمت على جرائم الاحتلال لن يدوم طويلا طالما استمر بممارسة هذه المسلكيات غير الاخلاقية سواء برفع الحصار عن قطاع غزة, او اطلاق سراح الاسرى, او نشر الوباء في الضفة والقدس, وقال الامين العام ان الظروف التي يعيشها شعبنا الفلسطيني تحتاج من قياداته الوطنية المزيد من الحكمة, والمزيد من القوة وعدم التردد, لذلك كان هناك تواصل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمناقشة الاوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا في الضفة المحتلة وكيفية مواجهتها, كما تواصل ايضا مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية لأجل تدارس الاوضاع الانسانية الصعبة في قطاع غزة, وكيفية مواجهة مرض الكورونا في ظل ندرة المستلزمات الطبية وانهيار القطاع الصحي نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ اربعة عشر عاما, وان استمرار هذا الحصار لم يعد مقبولا في ظل انتشار الوباء وتهديده المباشر لحياة الفلسطينيين, كما ان الاسرى يتعرضون لخطر تفشي وباء كورونا بينهم نتيجة الاهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون, وتعامل اطباء وسجانين صهاينة يحملون الوباء مع الاسرى الفلسطينيين وما يحمله ذلك من اخطار حقيقية تهدد حياة الاسرى, وقال بوضوح ان تحديات جديدة تنشأ واننا لا يجب ان ننتظر احدا.

علينا التصدي لممارسات الاحتلال, والا نترك شعبنا لمزيد من الجوع والاذلال لان الموت يطرق ابواب الجميع بقوة, وبلا رحمة ونحن لن نموت وحدنا طالما ان الاحتلال اختار لنا الموت, والعدو يجب ان يدرك ان استمرار الحصار وتسويق الوهم بأن «اسرائيل» محصنة لن يجدي نفعا لان المقاومة تملك المبادرة في أي لحظة للدفاع عن شعبها واسراها, وتصريحات الامين العام هذه تنسجم مع تصريحات مسؤول حركة حماس في قطاع غزة السيد يحيى السنوار الذي لوح بالخيار العسكري لإجبار «إسرائيل» على إدخال المعدات الطبية للقطاع، عندما قال: “المقاومة قادرة على إرغام الاحتلال على إدخال أدوات مواجهة فيروس كورونا، وسنأخذ ما نريده خاوة, وفي الوقت الذي نكون فيه مضطرين إلى أجهزة تنفس لمرضانا أو طعام لشعبنا، فإننا مستعدون وقادرون على إرغام الاحتلال على ذلك, وإذا وجدنا أن مصابي فيروس كورونا في غزة لا يقدرون على التنفس سنقطع النفس عن 6 ملايين إسرائيلي”, وهذا الانسجام في الموقف بين اكبر فصيلين عسكريين هو الذي دفع «اسرائيل» للتحرك نحو الوسطاء خوفا من العواقب, فرسالة المقاومة المباشرة عبر عنها الامين العام زياد النخالة بالقول: «لن نموت وحدنا», واذا خيرنا بين موتتين فسنختار الموت في ميدان المواجهة .

اخر الأخبار