رحيل العميد المتقاعد علي خليل ربعي

تابعنا على:   07:24 2020-04-05

لواء ركن: عرابي كلوب

أمد/ المناضل/ علي خليل محمد ربعي (صقردورا) بطولة تبدو أقرب إلى الأسطورة ولكنها حقيقية ومعاشة وواقعية. بقي سبعة عشر عاما مطاردا في جبال دورا – الخليل.

كان كالنسر يعشق العيش في أعالي الجبال، فهل يستطيع كل زبانية الاحتلال كسر حالة هذا النسر الفلسطيني، حيث سجل أطول فترة مطاردة عسكرية في جبال الخليل من عام 1968-1984م. كان أحد رجال فلسطين الأبطال ومجموعة الخليل الذين شكلوا نواة القواعد الارتكازية للثورة الفلسطينية في الأرض المحتلة وكان له الأثر الكبير في نشر الثورة المسلحة في أرجاء المنطقة من خلال تنظيم المجموعات المسلحة والتي استضافت المجموعات العابرة من الأردن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة أو العائدة منها.

تزامنا مع تشكيلات القواعد الارتكازية في كل من بيت فجار، وبيت فوريك، ونابلس، وقباطية، والتي كانت لها الأثر الكبير في نشر الخلايا الثورية المسلحة وتوسيع رقعتها في أرجاء المنطقة هذا البطل – علي ربعي – من خيرة وأصدق من حملوا الراية ومارس دورا بطوليا يعتز به كل من عرفه أو سمعوا عنه، فكان مثالا في دماثة الخلق، ونقاء السريرة والتفاني المتميز بين صفوف المناضلين الأوائل، وكان يضرب به المثل في تعبئة ممن عملوا معه كشاعر وطني، مرهف الحس، جاذبا كل من يجالسه نحو الانتماء والالتحاق بالثورة الفلسطينية المعاصرة. المناضل/علي خليل محمد ربعي، من مواليد دورا-الخليل عام 1944م وأنهى دراسته الأساسية والاعدادية وحصل على الثانوية العامة من مدارسها، والتحق متطوعا عسكريا إثر النداء الذي وجهه الجيش العربي الأردني خلال حرب حزيران، حيث اشترك في معركة القدس مع المجموعة التي قاومت الجيس الاسرائيلي عند احتلالها عام 1967م. التحق المناضل/علي ربعي بحركة فتح مباشرة بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها الجيوش العربية، كان من ضمن المجموعة باجس أبو عطوان، علي أبو مليحة، محمد جبر خليل عوض، خليل عبدالله العواودة، إبراهيم خليل مسلم وهم شهداء حركة فتح فيما بعد، وأخوة آخرين على قيد الحياة.

اشترك في العديد من العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة وأصيب في أحد المعارك عام 1974م. رفض المناضل/علي ربعي الالتحاق بالجامعة وفضل الالتحاق بالثورة وحين طلبت منه الفتاة التي كانت تحبه ويحبها الزواج أخبرها أنه كرس حياته من أجل قضية شعبه ووطنه. بعد استشهاد المناضل/باجس أبوعطوان وبعد استشهاد المناضل الفذ أبو جابر من المجموعة نفسها ، بقي المناضل/علي ربعي يقود المجموعة وشكل قيادة متنقلة لسنوات طويلة وقوات وأجهزة مخابرات العدو تحاول الإمساك به دون جدوى. كانت زيارات جنود الاحتلال شبه يومية لمنزله يفاجئونهم ليلا ونهارا، صباحا ومساءا، وقاموا بضرب والده بالرغم من بلوغه العمر عتيا بالهراوات وأعقاب البنادق على رأسه و ألقوا بوالدته الكبير بالسن في الشارع تحت ثلوج الشتاء مدة طويلة. قتلوا ثلاثة من أشقائه تحت التعذيب ولكنهم لم يتمكنوا من الإمساك بصقر دورا إلا بعد أن تخاذل وخان من كان موضع ثقة. اعتقل أشقاؤه وعلى إثر التعذيب القاسي، استشهد ثلاثة من إخوانه وهم: - الشهيد/مصطفى خليل ربعي ، الذي كان يسجن المرة تلو الأخرى في الزنازين. - الشهيد/أحمد خليل ربعي، استشهد في أواخر عام 1978م بعد عملية الليطاني وقد قضى نحبه على إثر التعذيب الشديد الذي مارسه عليه زبانية المخابرات. - الشهيد/محمد خليل ربعي ، فقد استشهد عام 1982م وقال له رجال الاستخبارات العسكرية أنه سير3غمه على أنتهاك شرف ابنة أخيه الكبرى ثم سجنوه وبتروا عضوه التناسلي وأخرج من السجن وهو ينزف واستشهد قبل أن يمضى على وجوده في منزله سوى ثماني ساعات. الأخ الرابع هومحمود خليل ربعي وفقد الذاكرة ولايكاد يعرف نفسه من جراء التعذيب الذي مارسه الاحتلال ضده فقد اختطف عدة مرات ولمدة طويلة وقد تآكل لحمه نتيجة إلقائه في برميل (قار) حار جدا. كان المناضل/علي خليل ربعي، يتمتع بحس أمني عالي، وحس وطني مرهف وكان عالي الثقافة ، يعشق الشعر ويكتب الشعر الوطني الملتزم. في الثالث من أكتوبر عام 1984م ألقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القبض على المناضل/علي خليل ربعي بعد سبعة عشر عاما من النضال في جبال وشعاب منطقة الخليل وكهوفها ومغرها. أخفت السلطات الاسرائيلية نبأ اعتقاله لمدة أسبوعين من تاريخ اعتقاله وفرضت حظرا للتجول على سكان دورا – الخليل والقرى المحيطة بها لمدة شهر ثم سمحت للنساء فوق سن الأربعين فقط بالتجول وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن المؤبد. تم الإفراج عنه عام 1985م في صفقة تبادل الأسرى وأبعد إلى ليبيا ثم ذهب للأردن الشقيق للإقامة بها. عاش محروما بعد إبعاده من ملامسة تراب الوطن ومن خيرات هواء الوطن، عاش بغربته وبمعاناته ولم يتمكن من العودة حتى وفاته. عصر يوم الأربعاء الموافق 29/3/2020م فاضت روحه إلى بارئها إثر مرض عضال عن عمر يناهز السادسة والسبعين عاما حافلة بالنضال والعطاء لوطنه وشعبه وقضيته. رحم الله المناضل العميد/علي خليل ربعي (صقردورا) واسكنه فسيح جناته. هذا ونعت حركة فتح المناضل الوطني الكبير الفدائي العميد/علي ربعي (صقردورا) الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في الأردن بعد حياة طويلة من النضال منذ نعومة أظافره والتي شكل خلالها أطول حياة من المطاردة استمرت سبعة عشر عاما، وكان من ضمن أولى خلايا العمل الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي في الأرض المحتلة وكان رفيقا للشهيد/جابس أبو عطوان ورفاقه الشهداء في جبال دورا-الخليل ، وأصيب في العملية التي استشهد فيها باجس وبقي وحيدا في الجبال سنوات طويلة بعد استشهاد بقية أعضاء مجموعته الفدائية وثم أسره وإبعاده إلى الأردن في عملية تبادل الأسرى عام 1985م. ونعت الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين إلى أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل البطل العميد/علي خليل ربعي (أبوخليل) رفيق درب الشهداء الأبطال في جبال الخليل وهم الشهيد/باجس أبو عطوان والشهيد/علي أبو مليحة والشهيد/شعيب العواودة و الشهيد/ خليل العواودة والشهيد/إبراهيم خليل ، وتقدمت الهيئة من أبناءه وأخوانه وأسرته بالتعازي الحارة سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.

اخر الأخبار