حلم ممتد مع القائد جمال عبد الناصر

تابعنا على:   17:46 2020-04-02

غازي فخري مرار

أمد/ حلم ممتد فى لقاء ممتع مع القائد جمال عبد الناصر رحمه الله :

اخرجت من مكتبتى كتابا تضمن فلسفة الثورة والميثاق القومى وبيان 30 مارس ووضعتهم على مكتبى علنى ابدا مطالعتهم عند صلاة الفجر بعد قراءة ما تيسر من ايات القران الكريم . نمت لكننى لم انم ووجدتنى فى مقهى شعبى مع عبد الناصر فى مقهى بميدان روكسى قريب من بيت القائد فى منشية البكرى . كان يلبس قميصه الابيض الذى اعتاد ان يرتديه بعد النكسه , لم انفعل فقد كان هادئا مبتسما وقال : كنت ترغب فى لقائى اثناء دراستك فى الجامعه وقطعت الطريق امامى امام البوابة الرئيسية فى جامعة عين شمس وكنت تقود مظاهرة فى تحية الرئيس بن بلا وضحك .. قلت له : يا اخى ابا خالد حملت هموم هذه الامة حيا وما زلت تتذكر رغبتى فى لقائك ميتا . الم تعدنا يا سيادة الرئيس بلقاء للطلبة العرب بعد ان انهينا معسكر سامى شرف ( نادى الشمس ) حاليا بعد نكسة حزيران وكنت مكلفا من الرفاق ان اتكلم باسمهم امامك فى مبنى الاتحاد الاشتراكى وفى اخر لحظة انبت على صبرى ليحضر اللقاء . فلم تحقق احلامنا بذلك اللقاء .. ووعدتنا مرة اخرى وبعد ان حضرنا مؤتمر الطلبة العرب فى لندن وكان منعقدا لادانتك بسبب قبولك مبادرة روجرز لتنقل حائط الصواريخ الى حافة قناة السويس

حضر شباب الطليعة العربية من فروع رابطة الطلبة العرب فى يوغسلافيا وايطاليا والمانيا والنمسا ومعهم عدد من اخوتنا فى ليبيا ومصر وكان المنسق لهذا المؤتمر الدكتور احمد صدقى الدجانى والاخ حافظ عزيز ومحمد الخولى واخرون مجهولون وحولنا هذا المؤتمر بقراراته التى صدرت الى الوقوف الى جانبك وجانب مصر العزيزه فكان ذلك مبعث فخرك واعتزازك وادركت ان الطليعة العربية اصبحت حقيقة فاعلة على ارض الواقع . طلبت ان تلتقى بالدكتور الدجانى وبعدد من الاخوة واخبرنى الدكتور الدجانى اننى ساكون معه فى هذا اللقاء الهام وسنطرح على القائد بعض افكارنا . لكنك يا سيادة الرئيس وفى هذا الموعد الذى كان مقررا فى 28 سبتمبر بعد الظهر فاجاتنا بالرحيل وتركت الحصان وحيدا .

هات ما عندك : امور كثيرة سيادة الرئيس جرت بعد رحيلك الامة ليست الامة التى عرفتها المذهبية والطائفية والاقليمية حلت محل القومية والعروبة واسقاط الاحلاف الاستعمارية وفى فلسطين الاف الشهداء والاسرى والوطن يستباح والشعب منقسم والتيارات المدعية الاسلام والتى وقفت ضد ثورتك وتامرت عليك وهى الان تتامر على سوريا والعراق وليبيا وفلسطين وتتحالف مع الصهاينة نسيت كل مواقفك العملاقه . وانت تؤكد على الثوابت : ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة .

ان الحق بغير القوة ضائع والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه استسلام . لن نتفاوض مع الصهاينه ولن نتنازل عن حقوق الشعب الفلسطينى . الوحدة موجودة فعلا بين ابناء الشعب العربى والخلافات قائمة بين النظم والحكومات . ان الحركة العربية الواحده هى الحل الوحيد والسليم لمواجهة الازمه والتناقضات . اللهم اعطنا القوة لندرك ان الخائفين لا يصنعون الحرية والضعفاء لا يخلقون الكرامه .

والمترددين لا تقوى ايديهم المرتعشة على البناء .ان الرجعية تتصادم مع مصالح جموع الشعب بحكم احتكارها لثروته .لا صلح لا اعتراف لا تفاوض . لقد اعطيت لهذه الثورة عمرى وسيبقى لهذه الثورة عمرى وسابقى هنا ما اراد الله لى ان ابقى اقاتل بجهدى كله من اجل مطالب الشعب . لقد اعطتنى هذه الامة من تاييدها ما لم يكن يخطر باحلامى وليس عندى ما اعطيه غير كل قطرة من دمى . لقد كان الكفاح من اجل الوحده هو نفسه الكفاح من اجل القوةة . ان الشعوب العظيمه لا تعتبر الابطال من شهدائها مجرد ذكرى . وانماتعتبرهم معالم على طريق انتصاراتها وشواهد حق على علو هممها . ودلائل صدق على عزمها الذى لا يلين وكفاحها الذى لالا يتوقف فى سبيل مثلها العليا .

كان الحديث ممتعا مع عبد الناصر سالته كثيرا واجاب بابتسامة تعلو ثغره الباسم وعيناه كصقر يحرس هذه الامة . سالته سؤالا اخيرا فى هذا الحلم التاريخى : يا ريس قم بنا لتطل على هذه الامة وقد شل وباء الكورونا اوصالها فقال : المرض سينقشع وعلى الامة ان تدرك اخطارا اقوى على مستقبل ابنائها حفظ الله مصر والعروبة .

صحوت للحظة فرايت عبد الناصر يتجه نحو المطار وكانه ذاهب لوداع امير الكويت الشيخ الصباح لكن البعض قال لى : لقد اخبروه ان المطار يتعرض لعاصفة ممطره فذهب ليستطلع الخبر . قلت : حتى فى مماتك يا عبد الناصر تحمل هموم الشعب وتسهر على مشاكل الامة . صحوت ويا له من حلم ممتد مع من احببته واخلصت لمبادئه وصدق اهدافه لهذه الامة . رحمك الله يا عبد الناصر واحسن مثواك .

كلمات دلالية

اخر الأخبار