الجائحة وكذبة نيسان

تابعنا على:   17:14 2020-04-02

بدر عبد القادر مصلح

أمد/ يحكى أن من يقعون ضحية كذبة نيسان ابريل يسمون بأغبياء ابريل، لأن في معظمهم يعرفون أن يوم الأول من ابريل تكثر فيه الخدع والنكات، لكن لربما ظروف الحياة تنسيهم هذا الأمر، حيث تحتفي غالبية دول العالم بهذه المناسبة بطابع غير رسمي رغم شعبيتها، بل الامر يقتصر على الدعابة والممازحة سواء أكانت مؤذية أو غير ذلك، وهذه الكذبة ليست وليدة اليوم ولكن روايات كثيرة نسجت حولها أنها منذ أمد طويل من الزمان، توارثتها الأجيال جيل بعد جيل، وبصرف النظر عن الحكايا والأقاصيص التي نسجت عن هذه المناسبة، والتي لسنا بصدد الحديث عنها في هذه السطور، وإنما سيكون حديثنا عن الجائحة التي أطلت على العالم من جمهورية الصين الشعبية، أواخر العام المنصرم وما لبثت أن انتشرت هنا وهناك كالجراد المنهمر، في أسقاع المعمورة فهناك دول استطاعت حصر الفايروس في بؤرته كالصين وفلسطين وأخرى فقدت السيطرة عليها لتهاونها بالأمر، كالولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا ....،

إذا كانت الملاريا و الكوليرا أوبئة الفقراء فكأن كورونا هو وباء الأغنياء و أهل السلطة، و هذا أحد أسباب شلل الاقتصاد العالمي على قول أحد نخب الفكر، والأدلة على كلامه فإن الأمراض التي تصيب الفقراء أخذت مأخذها في اليمن وأهله، والكورونا فقدت أو تكاد تفقد السيطرة عليها في شمال إيطاليا ونيويورك وباريس....

اتخذ كثير من الناس أسبابا عديدة لانتشار هذا الوباء، بالسرعة التي نراها في الوقت الراهن، فمنهم من ذهب إلى أن هذا الوباء غضب من الله على البشر، لإفسادهم في الأرض وتخريبهم الطبيعة والبيئة من حول الإنسان كالقضاء على المساحات البرية على هذا الكوكب ، إبادة الكثير من الحيوانات البرية ،التي قد نجد أن بعضها انقرض، أو أن وجوده أصبح نادرا ، والتفاته للتصنيع العسكري وسباقات التسلح هنا وهناك، وهذا نتاج لفساد وإفساد الإنسان ، قد تكون هذه الأسباب صحيحة عند الذين يقتنعون بها من منطلقات فكرية وعقدية، وعلى هذا النقيض يقول آخرون فإن هذا الوباء أسبابه علمية بحتة وقد عكف الأطباء والمختصون على إجراء الكثير من الأبحاث والدراسات لتحليل هذا الامر، وبين المقتنع بالرأي الأول وذاك المقتنع بالرأي الثاني ذهب فريق ثالث ليضع كل أمر الكورونا وما يتعلق به تحت شيء مفاده نظرية المؤامرة، وقد وجدنا بعض من الناس استغلت بداية الفاتح من هذا الشهر سواء على أرض الواقع أو عبر منصات الإعلام التفاعلي بقصد التندر والتسلية.

حكايا وأقاصيص في جلها لا أصل لها عن جائحة( COVID19 ) ففزع منها البعض واستهجنها البعض الآخر، على أية حال فنحن في هذا الوقت أمام عدوى وباء خطير والتهاون فيه قد يودي بأمور لا تحمد عقباها ...، وبالتالي على الكل أن يضع التالي من ضمن أولوياته :
" أن يعتبر المرء نفسه مصاب ويجب عليه حماية غيره من الإصابة، أو يعتبر الآخرين مصابون ويحمي نفسه من إصابتهم.

" أن يلزم بيته قدر الإمكان ولا يخرج منه إلى للضرورة، لتلبية احتياجاته مع أخذه التدابير الوقائية الازمة.

" من يأتي إلى بلد ما وكان هذا البلد فيه وباء فلا يدخل إليه ومن كان في بلد به وباء فلا يخرج منه وقاية لغيره.

" التقيد بالحجر الصحي لمن يشعر أنه بحاجة للحجر .....

" أثناء الحجر الصحي ، يجب ضمان خدمات الدعم والمساعدة الشخصية وإمكانية الوصول المادي والاتصالات.

" التوعية بهذا الفيروس لكافة شرائح المجتمع بما فيهم الأطفال والنساء والاشخاص ذوي الإعاقة، كل بلغة تناسب مستواه ....

" التقيد بالتعليمات الطبية اللازمة للحفاظ على الصحة العامة والتقليل من مسببات الإصابة بهذا الوباء ونضجه

كلمات دلالية

اخر الأخبار