إن انفجرت غزة لن تستطيعوا حماية رؤوسكم..

تابعنا على:   23:57 2020-04-01

سميح خلف

أمد/ قد يكون ما مضى وقبل تفشي ازمة كورونا في العالم والتي طالت جميع الدول تقريبا وبنسب مختلفة قد يكون الوضع مسيطر عليه في غزة من خلال التهدئة والعصا والجزرة التي تتبعها حكومة الاحتلال في حصارها لغزة ومن خلال المساعدات النقدية والاغاثية التي تقوم بها الامارات وقطر والقائد الوطني محمد دحلان ومن خلال لجنة التكافل ولجان اخرى في كافة المستويات المؤسساتية والاجتماعية ، ولكن امام ازمة كورونا وخطورتها وسرعة انتقال وتفشي العدوة قد يكون الامر مختلف تماما في قطاع غزة ، هذا القطاع الذي يسجل اكبر واضخم كمية كثافة سكانية في العالم للمتر المربع .

غزة الان غير جاهزة للمناكفات وتسجيل المواقف سواء من رام الله او من غزة ، هذا الوباء سيطول الجميع حتى الحالة السكانية للاحتلال في الاراضي الفلسطينية ، هذا الفيروس لا يعرف خلاف سياسي او عقائدي او حزبي او فصائلي ، وبالتالي اصبحت مشكلة الانقسام مشكلة يجب ان تتخلص منها حكومتي رام الله وغزة وتبقى في طي التاريخ لحكم التاريخ عليها امام تشابك المسؤوليات في هذا الوضع القائم بين من يحكم رام الله ويحكم غزة .

اذا تفشى فايروس كورونا في غزة فسيلتهم الكثير ولن يتوقف الامر على قطاع غزة بل سيطال المستوطنين الاسرائيليين الذين استوطنوا فلسطين ، وهنا اضع نفسي بنفس المقعد الذي وجهت فيه دوائر الامن الاسرائيلية الانذارات للحكومة الاسرائيلية بان تفشي الوباء في قطاع غزة " كيوم القيامة " فليدرك الجميع ان هذا اليوم اذا ما استمر الاهمال واستمرت العقوبات الذي يستخدمها الرئيس محمود عباس تجاه غزة وعدم حصر الموارد الوطنية وحصار المستغلين لتلك الموارد والتوزيع العادل واهمال مؤسسات المجتمع المدني لغزة فان ذلك اليوم قريب وهنا اكرر ما قالته بعض الاجهزة الاسرائيلية للحكومة الاسرائيلية ماذا لو تفشى الوباء بحيث لايمكن السيطرة عليه ؟ هل سينتظر اهالي غزة مصيرهم المحتوم بعد حصار دام اكثر من 12 عام يلتهمهم الفقر والمرض والبطالة ؟ ام سيكون لهم خيار اخر ؟ وهنا استشهد بما قالته هيلاري كلينتون لنتنياهو .. ماذا لو زحف الشعب الفلسطيني عليك من حدود غزة رافعا الاعلام البيضاء هل ستنفع معه طائراتكم وصواريخكم وقوات النخبة ماذا سيقول العالم لكم ؟ وكم ستقتلون ؟ وهل سيسمح لكم العالم بذلك ؟... هنا هذا هو يوم القيامة على الارض الفلسطينية وقد تتغير الظروف ومنطق هذه الرسالة التي وجهتها هيلاري كلينتون لنتنياهو ، فاذا اصاب المرض سكان غزة نعم انهم سيزحفون الى كل المناطق المجاورة بحثا عن الحياة وهل تستطيع الة الحرب الاسرائيلية قتل المرضى الذين يرجون الحياة ؟ هذا بالنسبة للخيارات مع دولة الاحتلال التي هي مسؤولة للان بموجب القانون الدولي عن كل من الضفة وغزة ، اي مسؤولة عن حالة الصحة والتعليم والبيئة وكل المؤسسات المدنية بالاضافة الى عنصر واحد فقط هي التي تتمسك به اسرائيل " الامن " ومن هنا اضطلعت على رسالة وجهها عضو كينست اسرائيلي لنتنياهو يقول فيها يجب ان تضم الضفة لوزارة الصحة الاسرائيلية لحصار فايروس كورونا ، وغزة مستبعدة عن هذا التصور وبصرف النظر عن الاقاويل التي قالها نتنياهو سابقا بانه ينوي ضم غالبية الضفة والغور والغور الشمالي وبصرف النظر عن النوايا ، ولكن الحكومة الاسرائيلية تعتقد بل هو مؤكد ان تفشي وباء كورونا في الضفة بالتاكيد سيصيبب العمق الاسرائيلي ، اما غزة ... فخيارها واضح اذا وضعت في طي النسيان والاهمال فعلى الجميع ان ينتظر يوم القيامة الذي يقوم به ويقرره الغزيين ، ومن هنا اذكر واضع ما يعانيه قطاع غزة في ظل تفشي هذا الوباء .
اولا :
1 – على صعيد غزة طالبت وزارة الصحة في غزة عن طريق متحدثها الرسمي المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والإغاثية إلى التدخل الفوري لإنقاد الوضع الصحي في قطاع غزة من خلال توفير مبلغ 23 مليون دولار لأجهزة التنفس الصناعي والعناية المركزة والأدوية والمستهلكات الطبية ولوازم المختبرات والمواد الفحص المخبري وقطع غيار الأجهزة الطبية ومستلزمات الوقاية.

2 - الوضع الصحي للحالات التسعة المصابة بفيروس "كورونا" في قطاع غزة مستقرة ومطمئنة ولم تطرأ عليهما أي اعراض أو تغيرات صحية حتى اللحظة، ولكن يجب على الجميع ان لا ينتظر ان تتوسع حالة الوباء في هذا القطاع المحاصر .

3 - الرقم المجاني 103 لوزارة الصحة أو منصته عبر الواتساب على رقم 0599503103 للاستفسارات الصحية أو الإبلاغ عن أي مخالفات من المؤسسات الصيدلانية أو الطبية.


ثانيا : الحالة التقييمة للوباء في قطاع غزة حتى تاريخه الثلاثاء 1-4-2020 :
1 - الطواقم الطبية تتابع صحياً 1816 مستضافاً داخل 27 مركزاً للحجر الصحي من بينهم 1061 حالة مرضية في الفنادق والمراكز الصحية والمستشفيات التخصصية ضمن الإجراءات الوقائية المعتمدة
2 - سحب العينات المخبرية للمستضافين في مراكز الحجر الصحي وأجرت 830 فحصاً لحالات مشتبهة خلال مارس الماضي كانت معظمها سلبية
3 – افادت وزارة الصحة تعمل على مواجهة فيروس كورونا بإمكانيات محدودة تتناقص بشكل يومي وصلت الى نفاذ 43% من الادوية و25 %المستهلكات الطبية و 65% من لوازم المختبرات وبنوك الدم وشح كبير في المعقمات ومستلزمات الوقاية مما يتطلب من الجهات المعنية محلياً واقليمياً ودولياً اتخاد إجراءات عملية واضحة وعاجلة لتوفير متطلباتنا الصحية لتحقيق استجابة أفضل لمواجهة الفيروس.
4 - وزارة الصحة بحاجة ماسة الى توفير 100 جهاز تنفس صناعي و140 سرير عناية مركزة لتحقيق الاستجابة الأولى لمواجهة فيروس كورونا حال تفشي الفيروس حيث أن المتوفر لدينا 63 جهاز تنفس صناعي و78 سرير عناية مركزة فقط وهي بالكاد تلبي الاحتياج اليومي للمرضى ونسبة اشغالها يصل ال 72% في المستشفيات

ثالثا :الرأسمال الوطني

من تقارير سابقة وكما افادت تلك التقارير بان هناك اكثر من 800 مليونير فلسطيني في الضفة وغزة ، اين هم وبماذا ساهموا تجاه شعبهم في تلك الازمة الخانقة ؟ فاذا لم يقف الراسمال الوطني في حصار غزة والبطالة والفقر وقطع الرواتب اثر قرارات الرئيس فمتى سيقف ؟ وهل هذا رأس المال الوطني ان لم يقف في مواجهة وباء كورونا حماية لشعبه ماهي فائدته ؟ وهل هناك من قوانين قد تسيطر على هذا المال ليس اجحافا بحقوق مالكيه ولكن من العدالة ان يكرس لخدمة المجتمع الفلسطيني .

رابعا : اسمع مناشدات من سلطة رام الله لدعم سلطة الحكم الذاتي المحدود وهنا قد اضع بعض الملاحظات لا التفاصيل ... اين مال حركة فتح المنهوب واين الصندوق القومي واين صندوق الاستثمار وما حدث بمصير المال المنهوب ببيع فنادق في افريقيا فيما مضى ومزارعها وعقارات واملاك حركة فتح ومنظمة التحرير في الاردن وسوريا ولبنان ومناطق اخرى ... اين قيادة حركة فتح التي اتخمت بالثراء بشكل غير مشروع وانا افهم واعرف كثيرا منهم اسما اسما وما لديهم من اراضي وحقول عنب في الضفة الغربية وفي لبنان وشركات ومصانع وعلى راسهم ابناء عباس ... اين هذا المال اذا لم يسيطر عليه الان لخدمة الشعب الفلسطيني وانقاذه من هذا الوباء وتعزيز ارادة الشعب الوطنية في اتجاه تكريس حقوقه على الارض ، قل اقول اين واين واين قيادة فتح بلجنتها المركزية في الضفة الغربية والعاملة الان اين مشاركتها باموالها لا بخطاباتها وابجدياتها الرنانة فيما قبل ، اما الان فالصمت سيد الموقف الشعب الفلسطيني في حرب مع فيروس كورونا ، اذا الشعب الفلسطيني في حرب مع فيروس كورونا والاحتلال معا اذا يجب ان توظف تلك الاموال لخدمة العمالة اليومية والبطالة والفقر والصحة والتعليم ... اكشفوا عن ارصدتكم في تلك البنوك .

ملاحظة ... نقدم الشكر الوفير للحالة الانسانية والقومية والاسلامية التي تعبر عن مواقف بعض الدول تجاه غزة والشعب الفلسطيني ونتمنى منهم فعل الكثير تجاه هذا الشعب المظلوم من قيادته ومن الدول التي دعمت الاحتلال ومن فيروس كورونا الان .
 

اخر الأخبار