شرف المحاولة

تابعنا على:   16:25 2020-03-31

د. رياض صيدم

أمد/ يعيش فلسطينيو الداخل المحتل ظروفاً معقدة جداً من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية يكفى أن تقول أنهم أولئك الذين يعيشون في داخل الكيان الصهيوني مثابرين صامدين أمام كل آليات التهجير لأكثر من سبعين عاماً.

وتعرضوا إلى تحولات كبيرة وخطيرة على كل المستويات، علماً أن الاحتلال الاسرائيلي لم يدخر جهداً في محاولاته الدائمة لخلق حالة الارتباك لدى شعبنا بالداخل المحتل على كل الاصعدة وأكثر من ذلك.

وواجه الفلسطينيون في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، إلى الآن مختلف أنواع التمييز والحرمان من الحقوق الإنسانية ، وتعرضوا لكثير من التغيرات والمشاريع التصفوية ولعل مشروع يهودية الدولة ، كان المشروع الأكثر خطورة يليه صفقة القرن المزعومة والتي خططت لتبادل أراضي وسكان من أجل تخفيض عدد السكان العرب في الداخل الفلسطيني حيث يقوم الاحتلال بعد أنفاسهم مستخدماً كل أنواع الضغط من أجل إنهاء وجودهم الإنساني على أراضيهم من هدم البيوت وعدم منح رخص بناء أو تعمير، وتمييز عنصري واستخدم الكيان الصهيوني مئات الادوات والخطط والقوانين لإنهاء الوجود العربي في كيانه المزعوم وبرزت القائمة العربية المشتركة في الانتخابات الاسرائيلية التي توالت بسبب الصراع على الحكم في اسرائيل وعقدت أكثر من مرة في سنة واحدة، ولا القى باللوم على هذه القائمة، بما ألت إليه الأمور من اتفاق بين حزبي أزرق أبيض وبين حزب الليكود اليمينى المتطرف حظت هذه القائمة، والحركة الشعبية العربية في فلسطين بشرف المحاولة لإسقاط فكرة تشكيل حكومة يمينية رغم أن رهانها لم ينجح ولكنها حظت بشرف المحاولة في أن تكون قوة مؤثرة في المجتمع ذاته الذي يحاول إذابتها وإنهاء وجودها .وقفزت في الانتخابات الاسرائيلية لتكون الكتلة الثالثة في الكنيست.

لعل البعض حذر هذه القائمة بعدم الرهان على حزب أزرق – أبيض وألا تراهن على الديمقراطية الزائفة في المجتمع الاسرائيلي لأن اسرائيل أكثر الدول دكتاتورية ودولة إرهابية بكل المقاييس ، إلا أن إخواننا ورفاقنا في الداخل المحتل بذلوا كل ما بوسعهم من اجل إثبات وجودهم وأن يكونوا قوة مؤثرة في السياسة الاسرائيلية والتغير الدراماتيكي الذي حدث في موقف زعيم حزب أزرق أبيض يدلل على أن الفروق بينهم تتلاشى في حربهم ضد العرب ما بين الوسط واليمين ولكن نجاح القائمة العربية كقوة ثالثة يعطيها ما تسطيع أن تبني عليه وتستخلص العبر من التجارب في المستقبل في آليات وطرق التعامل مع هذا الكيان إن الجهد الذي بذلته القائمة المشتركة فاق كل التوقعات ولكننا يجب أن لا نرفع سقف توقعاتنا من طبيعة العلاقة المعقدة في مجتمع قائم في اسرائيل على الاستيلاء والنهب والتدمير والتميز وليس لنا إلا أن نقول حظى شعبنا بالداخل والقائمة العربية المشتركة بشرف المحاولة ،اخواتنا بالداخل الفلسطيني المحتل بحاجة ماسة وقوية لتقييم التجربة السابقة بكل ما احتوت من انجازات وإحباطات والعودة إلى فتح نقاش موحد مع الكل العربي الفلسطيني في الداخل والخارج للاستفادة من الحدث الأخير الذي يفضي إلى تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو والاستماع أكثر للحركات والاتجاهات الأخرى في الداخل الفلسطيني والتي تعزف عن الدخول في الانتخابات الاسرائيلية ، وهنا فقط اصحاب الحق في الاجابة عن التساؤل المهم وهو هل يقاطع العرب الفلسطينيين في الداخل المحتل الحياة السياسية في اسرائيل ام يستمروا فيها وفق استخلاص العبر من التجربة السابقة واستحداث اليات تتوافق وتطور التطرف في اسرائيل.

الأمل دائما بكم ومعكم اهلنا في أرض 48 المحتلة أن تستمروا بالمواجهة وبالطريقة التي تتفقون عليها وهو خياركم الوحيد أمام هذا التطرف في اسرائيل ودمتم بعز وكرامة .

كلمات دلالية

اخر الأخبار