هل يعيد فايروس كورونا توازن قوى الحرب الباردة لنظام عالمي جديد؟

تابعنا على:   18:41 2020-03-24

محمد حسن أحمد

أمد/ منذ اندلاع فايروس كورونا في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر من العام الماضي، كثرت التكهنات بشأن منشأ الفايروس الجديد الذى لم يتوقف حتى الآن في الانتشار من دولة إلى أخرى، هناك من اعتقد أن هناك عاملاً بيولوجياً وراء انتشار الفيروس الذى بات يعرف بـ"كوفيد 19" في المدينة الصينية، حيث ألمح مسئولون صينيون إلى تورط الجيش الأمريكي في اختراع فيروس الكورونا ونشره في مدينة ووهان.

وهو ما رفضته واشنطن، إذا صح هذا الاتهام فإنها جريمة حرب ضد الإنسانية.. لماذا نؤمن بنظرية المؤامرة.. وكيف كانت علامات الاستفهام الصينية مشروعة؟ وهل تداعيات فايروس كورونا ستعيد تشكيل نظام عالمي جديد ويصبح توازن القوى ضمن تحالفات ومحاور تشكل قطبًا آخر في وجه الولايات المتحدة الأمريكية التي سادت كوحيد القرن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وبروز توازن المصالح ، فهل عشرون عامًا عاثت أميركا فسادًا في الأرض وما زالت قد آن موعد الجزر لها بانتهاء حالة المد التي شهدت مظالم ودمار لدول وقتل مئات الآلاف من البشر وسرقة مقدرات الشعوب من قبل كيان قام على أنقاض الهنود الحمر ليستشري بفساده وعنصريته الاستعمارية، وطحن الشعوب واستغلال العالم بعد أن أطلق له العنان دون كوابح ، أو طرفًا يلجمه من رعونته وانفلاته من الأخلاق الإنسانية بكل غطرسة ، فهذا ما ستتضح ملامحه في المرحلة المقبلة.
 

وعودة إلى المشهد الصيني الأمريكي فقد دعت الحكومة الصينية، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة الأمريكية، إلى التوقف عن تسييس وباء كورونا المستجد، والاستمرار في تشويه سمعة الصين والدول الأخرى، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جينغ شوانغ، أن الولايات المتحدة "تضيع الوقت الثمين"، الذي كسبته الصين في مكافحة الفايروس الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر العام الماضي، واتهم شوانغ خلال مؤتمر صحفي اليوم الولايات المتحدة بمحاولة تشويه سمعة الدول الأخرى والبحث عن "كبش فداء"؛ لتغيير مسؤولياتها، وفي ذات السياق أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن استيائه من موقف الصين حيال انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث اتهم بكين مجددًا بعدم المشاركة بمعلومات مهمة حول الفايروس الذي اجتاح بلاده أيضًا، ووصلت حالات الإصابة بالفايروس في الولايات المتحدة إلى أكثر من 35 ألف حالة إصابة حتى الآن، فيما ارتفعت أعداد حالات الوفاة إلى أكثر من 450 حالة وفاة، وواصلت الولايات المتحدة والصين، الجمعة، حربهما الكلامية على تويتر حول فايروس كورونا، وفيما لامت واشنطن بكين على إخفاء حجم انتشار الوباء عند اكتشافه، اتهمت وزارة الخارجية الصينية وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بـ"الافتراء، واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أن العالم يدفع "ثمنًا باهظًا" نتيجة بطء الصين في تقديم معلومات حول كورونا المستجد عند ظهوره، ويُغضب ترامب الصين باستخدامه يوميًا مصطلح "الفايروس الصيني" لوصف كوفيد-19، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ إن "الصين أعلمت الولايات المتحدة بفايروس كورونا المستجد ورد فعلها منذ 3 كانون الثاني/ يناير"، مضيفةً أن الولايات المتحدة لم تنبه مواطنيها في الصين إلاّ بعد 12 يومًا من ذلك، وأضافت المسؤولة الصينية "الآن يتهمون الصين بالتأخر"، وردّت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس على تويتر قائلة “يوم 3 كانون الثاني/ يناير، أمرت السلطات الصينية بتدمير عينات فيروس كوفيد-19، وأسكتت أطباء ووهان ، وحجبت مخاوف الرأي العام على الإنترنت، وأضافت أورتاغوس “المتحدثة الرسمية محقة: إنه تسلسل يجب على العالم تحليله”، ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية على تويتر مقتطفات من حوار متلفز مع الوزير مايك بومبيو، وقال المسؤول الأمريكي، في الحوار الذي بث مساء الأربعاء على تلفزيون فوكس نيوز، “الحكومة الصينية كانت على علم بالمخاطر، لقد حددتها، كانت أول من يعلم، وأضاعت وقتًا ثمينًا في البداية.

ما سمح لآلاف الناس بمغادرة ووهان والذهاب إلى مناطق على غرار إيطاليا التي تعاني الآن أشد معاناة، وأضاف بومبيو “لم يقم الحزب الشيوعي الصيني بما يتوجب عليه والآن صار عدد لا يحصى من الناس مهددين، وعقبت المتحدثة باسم الخارجية الصينية قائلةً: “توقف عن الافتراء”، وأكدت هوا شونينغ أن خبراء منظمة الصحة العالمية اعتبروا أن جهود الصين “سمحت بتجنب مئات آلاف حالات العدوى"، فهل تشكل تصريحات واشنطن وبكين ملامح المستقبل للتعاون أم التنافر بما يساهم ذلك من إبقاء التفرد الأمريكي أم بروز كتلة جنوب شرق آسيا المنتظرة منذ انهيار النظام العالمي؟.

كلمات دلالية

اخر الأخبار