في يوم المرأة العالمي

تابعنا على:   22:35 2020-03-10

رامز مصطفى

أمد/ العالم وهو يحتفي في الثامن من أذار بيوم المرأة العالمي ، لا تزال المرأة التي تشكل نصف المجتمع ، تعاني من النظرة الدونية ، من خلفية مورثات وعادات وتقاليد اجتماعية ، من المفترض قد تمّ تجاوزها ، ونحن في القرن الواحد والعشرين ، حيث أصبح العالم قرية صغيرة بفضل ما شهده من ثورة علمية على غير صعيد .
تاريخ من النضال الاجتماعي الطويل والشاق خاضته المرأة من أجل إنصافها في المساواة وعدم الاستمرار في تهميشها ، لكي تساهم بمسؤولية في بناء مجتمعها ودفعه نحو التطور والتقدم كقوة انتاج فاعلة . هذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق المجتمع بالمعنى الأوسع ، وبالدرجة الثانية على عاتق الأسرة بالمعنى الأضيق ، للأخذ بيدها والدفاع عنها نحو إنخراطها المسؤول في المجتمع ، وتمكينها من الحصول على حقوقها الاجتماعية والاقتصادية ، إفساحاً في الطريق أمامها من أجل المشاركة في الحياة السياسية والمجتمعية . وذلك من خلال التصدي لكل الممارسات التي تسعى جاهدة إلى الإبقاء على تخلفها وقهرها وتعنيفها ، والنظرة إليها على أنها سلعة لتحقيق شهوات حيوانية ليس إلاّ .
ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي لابد من التوقف أمام عظمة المرأة الفسطينية وتضحياتها على مدار عمر قضيتنا الوطنية ، ، حيث تصدرت جزء لا يستهان به من مشهد النضال والكفاح الفلسطيني في مواجهة الانتداب البريطاني ، وعصابات المستوطنين الصهاينة ، حيث مثلت زليخة الشهابي وإميليا سكاكيني وساذج نصار وفدوى طوقان وغيرهنّ من السيدات الفلسطينيات ، مع العديد من الشهيدات اللواتي سقطنّ في تظاهرات القدس ويافا العام 1933 ، ومنهنّ عزبة بنت محمد علي سلامة وجميلة الأزعر ، وعائشة أبو حسن ، الصفحة المشرقة لنضال المرأة الفلسطينية قبل النكبة .
ومسيرة نضال المرأة الفلسطينية تواصلت بعد نكبة العام 1948 ، وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة العام 1965 ، والانتفاضتين الأولى عام 1987 ، والثانية العام 2000 ، والعمليات البطولية ، والانخراط في مسيرات العودة . ولو أردنا ذكر أسماء ماجدات وخنساوات وأيقونات فلسطين ، لن نوفيهن حقهنّ ، فمنهن الشهيدة والأسيرة والجريحة والقيادية والمرابطة ، والأديبة والكاتبة والمثقفة ، والحقوقية والطبيبة ، والإعلامية والناشطة الاجتماعية ، وسيدة الأعمال ، والمربية والعاملة . المرأة الفلسطينية وحدها من حملت ابنها مرتين ، مرة في صغره طفلاً ، ومرة تزفّه شهيداً فداءً للأرض والإنسان .
 

اخر الأخبار