غزة في زمن الكورونا

تابعنا على:   21:43 2020-03-10

أ.د.كامل خالد الشامي

أمد/ لا تشعر كثيرا في قطاع غزة أن الكورونا قد أثرت علي حياة الناس الاقتصادية , إلا أن الاقتصاد الغزاوي يعاني منذ فرض الحصار عليه قبل 14 عاما, لكن الجديد في الأمر هو تعطيل المدارس بالدرجة الأولي وإلغاء بعض الأنشطة الجماهيرية, وتباطوء السفر عبر معبر رفح البري وربما حتي من علي معبر العودة, وهذه المعابر عادة تسمح بإعداد قليلة للسفر من خلالها, وهذه إجراءات متفق عليها

رب ضارة نافعة فقد بدأ الحصار يأتي بثماره فلا إصابات كورونا بغزة , ولكن هناك توصيات من وزارة الصحة الفلسطينية بإتباع طرق معينة ربما تمنع الإصابة بالكورونا, كما طلبت وزارة الصحة من القادمين الي غزة وهم من أهلها المقيمين فيها, ولا توجد سياحة خارجية تأتي الي غزة , طلبت منهم تنفيذ الحجر الصحي لمدة 14 يوما.

وقد عاد الفوج الأول من المعتمرين وطلب منهم الالتزام بالتعليمات.

الي الآن لا مشكلة مع الكورونا, ويقدر العلماء والخبراء أن تفشي الكورونا سوف يستمر ربما لمدة عام, لكن المشكلة في تفشي الوباء ليصبح وباءا في غزة.

غزة ليست مستعدة وإمكانياتها شبه معدومة فلكل ألف نسمة يوجد اقل من طبيبين ولكل ألف نسمة يوجد اقل من سريرين. والإمكانيات الدوائية العلاجية محدودة  جدا , ولا يخفي علي أحد ان متوسط دخل الفرد في غزة في العام هو 600 دولار أمريكي أي اقل من دولارين في اليوم وهو ما يعني تفشي وباء كورونا لن يمر بخير علي الناس فإمكانيات التطبيب الخاص شبه معدومة واغلب السكان يعتمدون علي ما تقدمة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين لهم والمستشفيات الحكومية إمكانياتها محدودة, ولا يمكن التفريق بين مناطق قطاع غزة من حيث تقديم الخدمات الطبية فكل المناطق تقريبا متساوية في الخدمات.

وربما تكون غزة الأكثر كثافة من حيث السكان من غيرها التي تصل الي 2700 شخص علي الكيلو متر المربع الواحد, بينما تصل الكثافة في مدينة اووهاو الصينية التي انطلقت منها الكورونا الي نصف كثافة سكان غزة علي الكيلو متر المربع الواحد, وتصل مساحة مدينة اووهاو الي 8500 كم2 بينما غزة الي 365 كم2 وعدد سكانها الي 2 مليون نسمة و اووهاو الي 11 مليون نسمة.

لكن غزة عاشت أسوأ أيامها في الحروب التي شنت عليها في الأعوام 2008/2009 و2012 و2014 حيث قتل الآلاف وجرح عشرات الآلاف وهدمت بيوتها ومزارعها , واستطاعت أن تلتقط أنفساها ولو قليلا إلا الوضع الاقتصادي المتردي والحصار المستمر منذ 14 عاما قد اثر دون ادني شك علي مناعة السكان فهم أكثر عرضة من غيرهم لالتقاط المرض.

سوف تكون إسرائيل مضطرة للتدخل إذا تفشي الوباء في غزة حفاظا علي نفسها , رغم أنها تتهرب من مسئولياتها وتدعي إنها انسحبت من جانب واحد, إلا أنها ما زالت تحاصر غزة من الأربع جهات وتتحكم في عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد المقيم في غزة.

الخيار الوحيد هو تدخل منظمة الصحة العالمية, لمحاصرة الكورونا في غزة ان تفشت,

اخر الأخبار