السيد رئيس الحكومة الإستثمار برأس المال البشري أولوية للتنمية المستدامة

تابعنا على:   09:10 2020-02-26

إياد  الدريملي

أمد/  السيد رئيس الوزراء Dr. Mohammad Shtayyeh الدكتور محمد اشتية: تابعنا عبر وسائل الإعلام تصريحاتكم ان الحكومة الفلسطينية خصصت مبلغ 100 مليون دولار لدعم الشباب بمشاريع تبدأ هذا العام. فمن حيث المبدء هذا مبشر وجيد وإن كان هناك غموض حول بنود هذه الموازنة ووجهتها ،

ولكن دعنا نرى كيف سيتم ترجمته خلال الموازنة المقبلة من خلال البنود التي نأمل أن يسمح للجمهور الإطلاع عليها وأنتم من أهل الإختصاص بهذا الشأن. كما أنه من المهنية أن يتم توضح رؤية الحكومة حول قضايا التنمية والإفصاح عن سلوكها بأى اتجاه ستتركز توجهاتها في خدمة قطاع الشباب من هذا التخصيص المالي. و نتمني أن يتم الإفصاح عن حصة قطاع الشباب في المحافظات الجنوبية من هذه الموازنة بشكل واضح حتى يتسنى للمؤسسات والمتابعين والمراقبين متابعة برامج حكومتكم في المحافظات خاصة مع تعطل عمل المجلس التشريعي المناط به المراقبة والمتابعة والمناقشة والاقرار للخطط والموازنات العامة.

ودعني أذكركم بأن معظم الدراسات الأخيرة تفيد أن على صانعي القرار الفلسطيني الإستثمار بشكل مباشر وسريع في رأس المال البشري و الفكري وعقول الشباب عبر تطوير وتوسيع وتشجيع صناديق الابداع والإبتكار والإختراعات وتمكين العقول الشابة من ترجمة أفكارها لإنعاش ودفع عجلة الإقتصاد الفلسطيني المتعثرة، بإعتبارهم المخزون الحقيقي القادر على أن تشكل إبتكاراتهم وبراءة إختراعاتهم وافكارهم ومبادراتهم محور من محاور التنمية المستدامة، و التي ستفضي الي رفع معدلات الدخل للأفراد والأسرة والناتج القومي مستخدمين أدواتهم الجديدة من قوة التكنولوجيا والأجيال المتقدمة في عصر الإنترنت و انه لا مناص امامنا جميعاً الا العمل علي تبني الخطط الجديدة المعتمدة على الحلول البديلة والخلاقة في دعم البنية التحتية المادية و الاجتماعية والثقافية لتحقيق كل ذلك. والاعتماد على تشجيع وتطوير مجالات البحث العلمي و منظومة التعليم العالي ليخدم ويتلائم مع خطط التنمية المستدامة وجودة الحياة من خلال تقديم افكار وحلول ومقترحات ابداعية جديدة في المشكلات والظواهر في بيئة الحياة المتعددة والمعقدة لاستنهاض الاقتصاد الفلسطيني ووضع اللبنات الاولى لخطط التنمية المستدامة في فلسطين عبر الانتقال من الأهداف الإنمائية للألفية إلى أهداف التنمية المستدامة والتي دعت الى إشراك الشباب في صناعتها وقيادتها والتي تعبر عن حاجاتهم واولوياتهم ومتطلباتهم الجديدة والخاصة المتعلقة بتنمية قطاع الصحة والتعليم للشباب وتهيئة بيئة حاضنة لهذه الجهود والأفكار. كل ذلك يجب ان يأسس ويأخذ بالحسبان كيف نعيد الثقة لعشرات الاف من العقول والطاقات و الكفاءات الذين غادروا ارضهم لغياب وجود حاضنات وطنية و مقومات للنجاح حقيقية تشجعهم على البقاء و العطاء و الابداع .

فلا زال امامنا فرصة سانحة للاحتفاظ بمن تبقى للاستثمار بهم ضمن نهج قائم علي الشراكة والحداثة والمواكبة ، و قيادة واعدة وخلاقة تؤمن بالعدالة والانصاف وتحظي بثقة عالية تدعم جهود تحقيق التنمية المستدامة و تسعي لرفع مؤشرات جودة الحياة والرفاهية لجمهورها، وتوفير متطلبات الحد الادني للانطلاق نحو اقتصاد يقوده وارتكازته الشباب.

ويبقي السؤال هل يملك صانعي القرار والسياسات في فلسطين فعلا رؤية جدية لجهة إحداث تغير شامل قائم علي التنمية المستدامة الشاملة للخلاص من الاحتلال والحصار وتعزيز صمود الانسان علي ارضه ؟

و هل تكفي هذه المخصصات للتأسيس لاقتصاد يواجه التحديات و المعيقات وحالة التراجع الكبير التي تستنزف حالتنا الفلسطينية بالمقارنة مع ارتفاع كبير في مؤشرات الفقر والبطالة والهجرة والعزوف والإحباط في أوساط الشباب والخريجين ؟

ملاحظة: هناك دراسات اثبتت نسبية نجاح نشوء اقتصاد جديد ( اقتصاد مواجهة) في ظل وجود احتلال على الارض. تنويه: إستمرار حالة التجاهل و الابتعاد عن الاستثمار برأس المال البشري كأولوية سيزيد من حجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها كهجرة العقول والكفاءات،و ازدياد في حالة فقدان الثقة بالقيادة وتوجهاتها وستعتبر خطواطها مزيد من خطوات القفز في الهواء.

اخر الأخبار