آلاف الغزيين يسارعون للتسجيل للعمل داخل إسرائيل في مشهد يثير التساؤلات!

تابعنا على:   23:29 2020-02-22

أمد/ غزة-نسرين موسى: فرحة عارمة عمت أوساط المواطنين والتجار خاصة ، بعد التسهيلات التي اعلنت عنها سلطات الاحتلال ، لاسيما بعد التفاهمات مع حركة حماس بشأن فرض الهدوء على حدود قطاع غزة ، ووقف إطلاق البالونات المتفجرة.

وقررت سلطات الاحتلال استصدار تصاريح للعمل داخل إسرائيل، ورفعت عدد التصاريح الممنوحة لفلسطينيين من قطاع غزة  بدءا من الخميس إلى 7 آلاف، وسط تقديرات بإمكانية رفع العدد الى 10 آلاف.

مواطنون تقبلوا عودة العمل داخل إسرائيل، وآخرين تساءلوا ما هي نتيجة كل هذه التسهيلات  التي تضخها سلطات الاحتلال؟

أمد للإعلام  رصد مختلف الآراء في سياق التقرير التالي:

يقول السائق محمد أيوب من مخيم البريج:" فور سماعي خبر صدار التصاريح ، توجهت إلى الغرفة التجارية في غزة ،لإصدار تصريحي، فتفاجأت بالعدد المهول الذي توافد ليفعل مثلي".

الأربعيني أيوب  يقول لــ أمد للإعلام":" المطلوب 1000 تصريح ، لكن المتوافدين كانوا أكثر من 3000، مما  أدخل اليأس إلى قلبي أن يتم طلبي ، لأن صف الانتظار كان طويلاً".

أيوب يضيف :" جلست أستمع من المتقدمين للأسباب التي جعلتهم يهرولون إلى اصدار تصريح لهم للعمل، منهم من أخبرني انه باع حماره حتى يتم الإجراءات، واَخر سرعان ما توجه إلى بيع ذهب زوجته، ومنهم من باع التراكتور الذي  يقضي طلباته".

يختم السائق أيوب:" للأسف كلنا ننتظر الفرصة لإيجاد أي عمل  ، وعل وعسى أن يصيبنا الحظ ونحصل على تصريح ، حتى نحصل على العيش الكريم الذي نفتقده في قطاع غزة، منذ سنوات الانقسام".

المواطن (م،ك) من مخيم النصيرات يقول:" للأسف ليس لدي ما أملكه حتى أبيعه وأتقدم لإتمام الحصول على تصريح للعمل في إسرائيل، لكن والله لن أتردد في بيع كليتي للخروج من وحل غزة ، لأني أموت ولا أحصل على خمسة شواكل في اليوم" .

يقاطع المواطن أبو حلمي حديث سابقه ويقول:" لا تستبعدون أن نردد شكراً إسرائيل، لأننا لا نجد العمل الذي نحصل من خلاله على قوت أطفالنا ، بعد تدمير شقي الانقسام مستقبلنا".

واثارت التسهيلات تساؤلات النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.

الناشط رائد العطل يقول:" فرحة التجار والناس في تسهيلات استصدار تصاريح العمل داخل إسرائيل،  لبناء المستوطنات على أرضنا المحتلة وإقامة علاقات تجارية مع المحتل،  تضعنا أمام تساؤلات محيّرة ومثيرة وشائكة، أما آن لهذا الغشاء أن يُفضّ؟".

وحسب تقارير رصدتها "أمد للإعلام" ، فإن  العامل في إسرائيل يكسب ما بين 5-7 آلاف شيكل شهريا (1460-2040 دولار أمريكي)،  أي 10 أضعاف ما يسكبه العامل في قطاع غزة في حال وجد فرصة عمل".

وتعتبر الناشطة سماهر موسى أن الحصول على تصريح والعمل داخل إسرائيل، أفضل من الهجرة إلى المجهول".

ويقول الناشط  إياد أبو الرب:" لم يتركوا للناس أي فرصة غير ذلك".

الناشط محمد نزار زريد يرى التسهيلات الاسرائيلية رجوع إلى نقطة تحت الصفر ، ويقول:" كان العمال يعملون وبدون اي معيقات ، وكان السفر طبيعي من معبر رفح، وأمور كثيرة كانت تسير  بدون اي مشاكل،  واليوم نتيجة سياسة عشوائية عقيمة ، أصبح  السفر يحتاج إلى تنسيق بمبلغ 1000 دولار ، وتصريح العمل 4000شيكل ، والناس لا تجد  ما تأكله  ".

ويقول الناشط عز الدين المصري عبر صفحته في الفيس بوك :" 4000 شيكل ثمن رسوم التصريح شهريا، و بالتنسيق بين إسرائيل و حماس, 7000 عمال من غزة إلى إسرائيل قريبا. الصورة من أمام الغرفة التجارية التابعة لحماس في مدينة خانيونس اليوم، و قد احتشد المواطنين منذ الفجر لتقديم طلب تصريح عمل في اسرائيل".

 

وأعلنت الغرفة التجارية الصناعية في قطاع غزة مساء يوم الخميس، عن شروط استقبال طلبات تصاريح جديدة للعمل في إسرائيل.

وحصلت الغرفة التجارية للمرة الأولى على حصة لتقديم (1000) تصريح، حيث تم توزيعها بالتساوي بين الغرف التجارية الخمسة، لتحصل كل غرفة على (200) طلب جديد.

وسوف يتم استقبال الطلبات فقط على الكشوفات المرجعة من الشؤون المدنية خلال أشهر 5،6،7،8/2019 والتي سوف يتم نشرها على لوحات الإعلانات في الغرف التجارية الصناعية، هذا بالإضافة إلى استقبال طلبات من حملة التصاريح التجارية التي صدرت بعد عام 2000 على أن يتم إحضار التصريح الأصلي، وسوف تستمر عملية استلام الطلبات حتى 10/3/2019 ولن يتم استلام أي طلبات بعد هذا التاريخ، وفق ما جاء في بيان الغرفة التجارية.

من جهته شدد ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة غزة، أن  الاقبال الكبير من المواطنين لإصدار تصاريح للعمل بإسرائيل ، لأن هناك احتياج كبير للعمل ، والبحث عن فرص عمل نتيجة لوجود بطالة تتعدى 50% أكثر من ربع مليون عاطل عن العمل بقطاع غزة ، ولا توجد فرص عمل ، وهذا  جعلهم يتهافتون  على العمل بإسرائيل.

وحول علاقة الغرفة التجارية في غزة بإصدار التصاريح قال الطباع لــ أمد للإعلام :" تصدر من وزارة الشؤون المدنية ".

وحول سؤال هل يدفع المواطن 400 شيكل للغرفة التجارية مقابل التصريح ؟ يقول الطباع: " الغرفة التجارية تمثل التجار والصناعين ومن ينتمي لها يجب احضار انه تاجر، فيجب أن يحصل على عضويتها مقابل مبلغ قانوني 200شيكل, أما رسوم السجل التجاري يقوم بدفعها  لوزارة الاقتصاد الوطني ".

ويشير الطباع أنه يجب على التجار اثبات صفته، فعليه احضار فاتورة ضريبية كمعاملة استيراد،  أو فاتورة شراءه لبضائع ، لكي يكتمل الشروط التي يجب توافرها بالتجار".

وشدد الطباع:" المواطن لا يدفع رسوم تصريح لدخول اسرائيل،  وإصدار التصاريح يتم عن طريق الشؤون المدنية دون مقابل، لكن تكلفة اثبات انه تاجر هي المكلفة،  لأنه يجب ان يكون لديه عنوان يمارس به نشاطه وسجل تجاري،  وفواتير بيع أو شراء ، وما يدفعه للغرفة التجارية هي أقل بكثير من تكلفته الإجراءات الأخرى".

اخر الأخبار