فلسطين بين صفقتين

تابعنا على:   08:41 2020-02-22

طارق الصيفي

أمد/ لخص الكاتب عبد الجليل هزبر صفقة القرن بمقارنه صغيره عرفناها منذ الصغر مع الصفقة الأولى ، والثانية التي نعيها عندما شابت روؤسنا والأحفاد الجدد  وها أنا أضعها أمامكم لقرائتها .

السلطان العثماني عبدالحميد الثاني في الربع الأول من القرن العشرين، رفض إعطاء اليهود قطعة أرض من فلسطين، رغم الثمن الكبير الذي عرض عليه، وكانت دولته حينها في أمس الحاجة إليه !
وبسبب رفضه لتلك الصفقة  خسر ملكه وسلطانه؛ حيث ضغط عليه حزب الاتحاد والترقي بقيادة أتاتورك - عملاء اليهود في تركيا - وخيروه بين أن يوقع بالموافقة على وطن قومي لليهود في فلسطين مقابل 150مليون قطعة ذهبية انجليزية، أو يتم عزله من الحكم ونفيه، فرفض التوقيع، وقبل بالعزل والنفي السريع، وقال: لن ألطخ سمعة أجدادي العثمانيين بالتنازل عن أرض فلسطين؛ فهي ليست ملك يميني، بل ملك جميع المسلمين !

وحكام العرب في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين يبيعون كل فلسطين للصهاينة المحتلين، بكل بجاحة ووقاحة، ودون أدنى خجل من إسلام، أو عروبة !

الحاكم التركي رفض بيع بعض فلسطين وهي تحت حكمه وسلطانه، ورغم عدم وجود من يعارضه يومها في بيعها ، والحاكم العربي اليوم يبيع فلسطين، وليس له عليها أدنى سلطة، ويمضون في إتمام الصفقة، رغم المعارضة الشديدة، والاحتجاجات القوية في كل دولة ومدينة !

الحاكم التركي رفض بيع قطعة صغيرة من أرض فلسطين، مقابل أموال طائلة تدخل خزينة دولته، يدفعها له الصهاينة ، بينما الحاكم العربي اليوم يبيع كل فلسطين مقابل أموال طائلة تخرج من خزينة دولته، ويدفعها هو بدلا عن الصهاينة !

فأي شرف تُوِج به الحاكم التركي في صفقة القرن الأولى،
وأي عار التصق بالحاكم العربي في صفقة القرن الثانية !

فهل بقي لدعاة القومية العربية أمام هذه الفضيحة المخزية من باقية ؟

إن ما يفعله حكام العرب اليوم في صفقة القرن 2019 هو تكرار لما فعلته بريطانيا مع اليهود في وعد بلفور1917
حيث " أعطى من لا يملك  وعدا لمن لا يستحق " . وكما قاوم أصحاب الأرض ذلك الوعد، سيقاومون هذه الصفقة،
وسيحيلونها عليهم صفعة ::{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}.

ختاما ..

رحم الله السلطان العثماني عبدالحميد الثاني الذي من أجل فلسطين بسلطانه ضحى، وقبح الله الحاكم العربي الذي من أجل ترضية عدوه، بفلسطين ضحى .

كلمات دلالية

اخر الأخبار