هل بالإمكان إنقاذ المشروع الوطني بمثل هذا الأداء؟

تابعنا على:   20:14 2020-02-18

طه نصار

أمد/ رئيس السلطة الفلسطينية، اسماعيل هنية رئيس السلطة الفعلية في غزة، جرى بينهما اتصالًا هاتفيا  قبيل ساعات قليلة من إعلان ترامب بنود خطته لتصفية القضية الفلسطينية مساء الثلاثاء 28/1/2020، وأكد كل منهما للآخر رفضه «لصفقة القرن»، وانهما في خندق مشترك للحفاظ على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا كاملة في القدس واللاجئين والدولة.

المصدر: موقع فلسطين الآن – تحت عنوان (حماس تكشف تفاصيل المكالمة بين هنية وعباس).

ما الذي تحقق بعد هذا الاتصال التاريخي؟

جلسة برام الله ضمت جميع الفصائل، بما فيها حماس والجهاد الاسلامي.

العمل على تشكيل وفد قيادي للذهاب الى غزة.

لم يذهب الوفد الى غزة، وتبادل اتهامات بين غزة ورام الله .

بيانات من السلطة والفصائل في الضفة وغزة تحث الشعب على الصمود والوقوف في وجه الخطة الامريكية/الاسرائيلية  كيف؟

بإشعال الانتفاضة العارمة، ومطالبة البعض بتكثيف العمليات في كل مكان، بل وصف البعض ان ما يجري الآن في الضفة هو ثورة في وجه المحتل الاسرائيلي .

كل هذا حصل بدون :

- بدون تنقية الاجواء داخل فصائل منظمة التحرير، والاتفاق على جدول أعمال واضح بنتائجه وعلى رأسها تطبيق جدي وفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي الاخيرة .

- بدون الدعوة لعقد مؤتمر شعبي في الضفة الغربية لتشكيل «اللجنة الوطنية العليا لمواجهة الخطة الامريكية».

- بدون أن يحصل اللقاء الوطني في غزة لإدارة حوار وطني للتوافق على برنامج كفاحي لمواجهة خطة السلام الامريكية المسماة «صفقة القرن».

اذن القرار جاهز عند البعض من بعض قيادات الفصائل: الانتفاضة العارمة والعمليات، ولا داعي لإدارة حوار وطني للتوافق على برنامج كفاحي لمواجهة خطة السلام الامريكية المسماة «صفقة القرن».

هذه السياسة الاستخدامية لأبناء شعبنا الفلسطيني، سواء من قبل السلطة الفلسطينية أو من قبل بعض الفصائل، هي التي ساهمت في التمهيد مهدت لإعلان الخطة الامريكية/الاسرائيلية، المرسمة على ارض الواقع خلال العقدين الأخيرين، وما زالت مستمرةً في فرضها وتثبيتها. بما فيها «قضايا الحلّ النهائي»، تلك القضايا (القدس واللاجئين والسيادة والأرض والحدود) التي تركتها «اتفاقية أوسلو» خلفها؛ جرت تصفيتُها بنداً بنداً على أرض الواقع، أمام أعين السّلطة والفصائل الفلسطينيّة. ولم تفعل «صفقة القرن» إذاً شيئاً سوى أنّها أعلنت إقرار تلك القضايا وما فُرِض فيها دون الحاجة إلى مفاوضات مع الفلسطينيين.

وأعيد هنا بعضا مما ورد في نهاية الرسالة القصيرة التي وجهتها الى قادة العمل الوطني ونشرها موقع دنيا الوطن كما انتشرت على صفحات الفيس. أعيد نشرها هنا، لأنني ما زلت متفائلا بالتغيير نحو الافضل، لان شعبنا بتضحياته عبر المحطات الصعبة من تاريخه، بحاجة الى الوحدة الوطنية، بدلا من الانقسام وتقاذف الاتهامات، أعيد وأقول لقادة القوى الوطنية والاسلامية. أنتم مع شعبكم، سوف تصنعون التاريخ، وتذكروا أن الآمال والرغبات وحدها لا تصنع تاريخا لشعبنا الفلسطيني بل الارادة السياسية وبطولات شعبنا، هي المحركة وصانعة للتاريخ وتذكروا أن التاريخ لا يرحم ولا يقبل الاعذار الكاذبة والمبررات الوهمية.

اخر الأخبار