زعماء وازلام ليسوا لنا

تابعنا على:   19:26 2020-02-15

محمد حافظ العبادلة

أمد/ لقاء رئيس السيادة المؤقت في السودان المدعو/ عبدالفتاح برهان مع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نتنياهو على الاراضي الاوغندية له دلالة امنية وعسكرية وسياسية برواسب الماضي المؤلم بذهن الصهاينة، وذكرى عز المقاومة الفلسطينية وعنفوانها وشرفها وكرامتها.
ليعلم السادة القُراء بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _مجموعات الرفيق وديع حداد_ والرفاق الألمان _الخلايا الثورية مجموعات بادر ماين هوف_ خطفوا طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية سنة 1976م واستقرت بمطار عنتيبي الدولي ،وكان على متنها ركاب صهاينة ،فقررت الحكومة الصهيونية تجهيز كوماندو من وحدة العمليات الخاصة التابعة لهيئة الاركان الصهيوني المسماة (وحدة سيرت ميتكال) لتحرير الرهائن ،ولمن لم يعرف هذه الوحدة نذكره بعملية حد السيف بالمنطقة الشرقية من مدينة خانيونس قبل أشهر وبطولات المقاومة الفلسطينية. (يوم يكون القرار الميداني بمقارعة العدو سنجد الكف الفلسطيني الذي يناطح المخرز) وحينما يُفوض رجال المقاومة امثال الشهيد الشيخ نور بركة ستقف كل الوحدات الخاصة المزعومة بالكيان الصهيوني عاجزة وستُرَد مهزومة مكسورة هي ومن دعمها.
رفاق 7 المان وفلسطينيين آمنوا بالكفاح المسلح وبحق القضية الفلسطينية هم من نفذوا العملية واشتبكوا مع الوحدة الخاصة لمدة 90 دقيقة ،حتى قُتل الاخ الأكبر لبيبي نتنياهو _الكولينيل يوناتان نتنياهو الملقب بِيوني_ واستشهد جميع الرفاق المنفذين لعملية الخطف.
وليتعرف شعبنا على عطاء ثواره ورفاقه منذ فجر الثورة الفلسطينية نقول: كان الرفاق يواجهوا هذه الوحدة الخاصة المكونة من 100عنصر مظلي وخيرة وحدات الكيان الصهيوني بقيادة الاركان ،وكان على رأس هذه الوحدة اربع قادة صهاينة هم (دان شومرون ,بيني بيلد ,يوكينيل آدم ,يوناثان نتنياهو) قُتِل الاخير عن عمر 30عام وهو من مواليد مدينة نيويورك الامريكية سنة 1946م وتم تدمير 11طائرة اوغندية نوع ميغ 17 (سوفيتية) تابعة للقوات الاوغندية واطلق الصهاينة على هذه العملية اسم الصاعقة.
اذكر هذه التفاصيل حتى يتصور الاخوة المهتمين مدى عنف المواجهة مع الكيان وحتى يدرك من طبعة العلاقة مع الصهاينة انه خائن دون أي تجميل او تخفيف بمعنى الكلمة ،وحتى يُدرك القارء حينما نقول ان الخطوة السودانية بالذات هي انقلاباً في العلاقات الاقليمية وبشكل خاص بين العرب والصهاينة وحتى يستشعر العرب والمسلمين مدى جرمهم بهذا السلوك التطبيعي.
السودان بعاصمته الخرطوم الحاضنة لمؤتمر اللاات الثلاثة سنة 1969م (لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات مع الكيان الصهيوني) حينما تقدم على خطوة التطبيع وبكل انهزامية ووقاحة من البرهان مبرراً اللقاء بصون مصلحة وحماية الامن الوطني السوداني ،بل ارتأى مصلحة الشعب السوداني العليا في هذا العمل المشين مدعيا الحفاظ على موقف السودان الداعم بالقضية الفلسطينية!!؟ انها المهزلة العربية المتكررة.
بهذا السياق نرى كيف انقلبت المعايير بالمنطقة حيث استشعر الكيان الصهيوني بالنصر السياسي والامني والاقتصادي في افريقيا مما جله يستبدل الاات العربية الثلاثة بلاات صهيونية هي (لا دولة فلسطينية لا عودة للاجئين لا للقدس عاصمة لفلسطين) وفي القرن الماضي كان زعماء العرب يحتلون مواقعهم من خلال دعمهم للشعب الفلسطيني ،وخطاباتهم تتمحور حول القضية الفلسطينية متوسلينها لبناء زعاماتهم الشعبية ،وكان معيار الوطنية والاخلاص للوطن هو الدفاع عن القضية الفلسطينية واعلان العداء لأمريكا والكيان الصهيوني.
اما اليوم وفي زمن ازلام الاستعمار والرجعية العربية صارت الوسيلة لصون امن البلاد ومصالحها هي التقرب من الكيان الصهيوني وامريكا وتطبيع العلاقات مع العدو هو شهادة حسن السير والسلوك للخروج من قوائم الارهاب الامريكية.
في الوقت الذي تؤكد القمم العربية على المقاطعة وانسحاب العدو من الاراضي العربية المحتلة لم يبقى متسع لقيام دولة فلسطين الا عند الجيران!!!؟؟؟
اليوم نرى زعماء الانظمة العربية ينشدوا تقربهم للصهاينة والامريكان بحيث لم يستطع احداً منهم رفض صفقة القرن ليثبتوا عروشهم ،حتى الرئيس محمود عباس حينما نطق الرفض اعلامياً لم يتبعهُ أي خطوة عملية للوحد بالميدان مع شعبه بل جعل سقف رفضه المفاوضات بظل الرباعية ،وهذا يعني العودة لاوسلو وتبعاته ،ضارباً بعرض الحائط كل التوصيات الصادرة عن المجلس الوطني والمجلس المركزي وراي الشعب الفلسطيني وقياداته الميدانية حتى الان.
الم يعلم زعمائنا وحكامنا ان هناك صفقة ربانية لو عقدوها مع شعبهم تُكون لهم مجتمعات ديمقراطية يسودها الحق والحرية والاستقلال والشفافية والارتقاء بالمفاهيم الاجتماعية والاقتصادية والوطنية لنصل لدرجة التكافل ثم التكامل ثم التنمية ثم التطوير ثم القدرة على كن المحتل والمستعمر والغازي ،بدل صفقة العار المعبرة عن الاستحمار السياسي لهم من قبل العدو الصهيوني وداعميه؟
الم يسمع حكامنا بوثيقة المدينة المنورة التي نظمت الحياه اليومية بين اليهودي والمسيحي والوثني والملحد على اسس مشتركة هي (الدفاع المشترك عن الوطن ،الحفاظ على السلم الاجتماعي ،القيادة المشتركة).
الم يسمع هؤلاء الحكام عن حلف الفضول بالجاهلية المُتأسس على حقوق الانسان التي تُدرس اليوم؟؟
 هؤلاء ليسوا منا _انه عالم ليس لنا_ من قال اننا احفاد ابوسفيان ،العرب قديما لم يُعهد عنهم الكذب ،اين هم من عصبية وقبلية ابوجهل التي منعته من اقتحام بيت رسولنا الكريم لقتله خوفا على السمعة وحفاظا على العلاقات بين العرب الجاهلة (يا اهل الحضارة والعلم).
 اين حكامنا اليوم من فقه المسؤولية الذي منع حاكم الحبشة من تسليم اللاجئين المسلمين لبلاده ايام هروبهم من المشركين لعدوهم؟
 اين العالم العربي والاسلامي من حماية المقدسات؟
 هذه زعامات منسجمة تماما مع قناعاتهم واصولهم المرتبطة بالاستعمار والصهيونية ،انها مصالح الانظمة والرجعيات العربية التي لا هم لها الا تثبين عروشهم وملكهم بالقهر والدم والاستعباد.
 انهم يتاجروا ويستثمروا في استقرار البلاد والعبادة ،شعارهم التحلل من كل القيم والاخلاق والمفاهيم والاعتبارات الوطنية والسيادية.
 انها المدرسة الزحفاطونية _سياسة الزحف على البطون_ انهم تلاميذ المدرسة الاقتصادية الصماء التي لا تعرف المشاعر الانسانية ،لا كرام ولا شرف ولا حقوق ،انهم عبيد الشهوات والغرائز المادية (كانوا وسيبقوا اضل من الانعام).
 

اخر الأخبار