اسباب تصعيد العدوان على غزة

تابعنا على:   04:57 2014-07-21

إيمان موسى النمس

لجأت اسرائيل للتصعيد لتحقيق اهداف عمليتها العسكرية في اسرع وقت ممكن وقد وضح محللون هذه الاهداف فيمايلي : اولا ضمان القضاء على قدرات المقاومة الاستراتيجية والمقصود بذلك الصواريخ التي تهدد امن اسرائيل ، ثانيا القضاء على البنية التحتية لغزة بحيث تكلف المقاومة ثمنا باهظا ، ثالثا استعادة قوة الردع الاسرائيلي .وتعد اهم مظاهر هذا التصعيد الاعلان عن بدء عملية برية وتكثيف القصف وارتكاب مجازر جديدة ، اسوؤها مجزرة حي الشجاعية .

بالنسبة للعملية البرية فقد ظهرت امارتها باستدعاء اسرائيل لجنود الاحتياط ، ونقل مقر القيادة الاسرائيلية ومحاولة اعداد الرأي العام الاسرائيلي لفكرة ان الحرب قد تطول وستشهد تصعيدا ، إلا ان تنفيذ العملية البرية ارتطم بمعوقات منها معارضة قيادات عسكرية ، ومخاطر العملية العالية التي ستكلف اسرائيل خسائرا جسيمة خصوصا امكانية خطف جنود اسرائيليين وقد عرض المحلل العسكري رون بن يشاي بعض المخاطر فيما يلي استهداف الجنود عند الاحياء السكنية واستهداف قوات المشاة وإمكانية تلغيم الارض.

هذه المعوقات انهارت بعد تعرض نتيناهو لنقد من اطراف يمينية ، وبعد حصوله على غطاء مؤقت يمكن ان ينفذ فيه عمليته بعد رفض الفصائل مبادرة التهدئة ،وانتهى ذلك بوضع هدف واقعي ومحدود للعملية هو استهداف الانفاق ، وقد كان من النتائج المباشرة لإعلان نتنياهو البدء في العملية البرية هو ارتفاع نسبة شعبيته حسب استطلاعات الرأي ، لكن من المتوقع ان ذلك لن يدوم على وقع قتل الجنود الاسرائيلين في المعارك البرية خصوصا مع توعد الفصائل الفلسطينية

اضافة الى ان قيادات الاحتلال الاسرائيلية تعلم ان الوقت ليس في صالحها فالإسرائيليون لا يمكنهم العيش مدة طويلة في الملاجئ على وقع صواريخ المقاومة اذ حسب مصادر عن جيش الاحتلال الاسرائيلي يتم اطلاق صاروخ كل 6 دقائق على اسرائيل ، اضافة الى تكلفة الحرب المرتفعة اذ تقدر خسائر اسرائيل حوالي 14 مليون دولار يوميا كما انها أدت الى تضرر قطاعاتها خاصة السياحة .

كما ان المساندة والمؤازرة من قبل الدول الغربية لن تدوم على وقع المجازر وانتفاضات الشارع على السياسيين ، فالجرائم المرتكبة في غزة لا يمكن التعتيم عليها اعلاميا ولا يمكن تبريرها ايضا فكلامها انها تبذل جهدا لحماية المدنين وإنها تدافع عن نفسها ضد صواريخ المقاومة اصبحت محل تندر وفكاهة .

بالنسبة الي تكثيف القصف بطريقة عشوائية فيهدف بالضغط اكثر على المقاومة خصوصا في ظل رفضها للمبادرة التهدئة المصرية ، و الحرص على عدم منحها انتصار سهل فمع الانجازات التي حققتها المقاومة واعتز بها الفلسطينيون مثل تصنيع صواريخ محلية وتصنيع طائرة بدون طيار وتنفيذ كتائب القسام بعمليات نوعية ، كل هذا استدعى تغطيته بدمار شامل بهدف خفض اسهم المقاومة شعبيا بإظهارها بمظهر المتهور الذي يؤدي الى حرق الاخضر واليابس مقابل نجاحات رمزية ، لكن صمود اهل غزة الى جانب المقاومة بمختلف فصائلها ،وتعاطف اهل الضفة مع المقاومة يبين ان اسرائيل لم تنجح في مهمتها هذه .

وبالنسبة للمجازر وتركيز القصف على مناطق معينة فهو يعود الى تقسيم الاستخبارات العسكرية والشاباك وجيش الاحتلال قطاع غزة الى مربعات ضمن خريطة أطلقوا عليها اسم \" خارطة الألم \" وتشمل هذه الخارطة الأهداف الحساسة التي يشكل تدميرها مصدر الم كبير ويشكل ضربة قوية للفصائل الفلسطينية ، وتشمل خريطة \" الألم مخازن السلاح ، مختبرات تصنيع وإنتاج الصواريخ بعيدة المدى ، منازل وبيوت قادة الفصائل بكل مستوياتهم ، مقرات القيادة والسيطرة ، غرف العمليات الحربية ، مواقع إطلاق الصواريخ.

ووفقا لهذه الخريطة تم تحديد حي الشجاعية في وقت مبكر كهدف بعد ان تم رصد ان اكثر الصواريخ من هذا الحي وتوعد قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي بأنهم سيهدمون الحي كما حدث مع الضاحية الجنوبية لبيروت .

اخر الأخبار