اللاهوت التوراتي وتفكيك القضية الفلسطينية

تابعنا على:   21:20 2020-02-07

د. صالح الشقباوي

أمد/ يسعى الفكر القومي الصهيوني المعاصر ، بالتعاون مع الفكر الديني "الاهوت التوراتي " الى تفكيك وتدمير الرواية الفلسطينية " للنكبة " وازاحة الخطاب الفلسطيني التاريخي الذي يخص المدلول السياسي للحقوق الوطنية الفلسطينية ومن يتحمل اثار واسباب النكبة باعتبارها مطلق وثابت ازلي .

ان اسرائيل تؤسس الايجاد خطاب القوة والهيمنة ، وتفكيك الخطاب والفكر الفلسطيني " استراتيجية التفكيك" وهذا الفعل الفلسفي الصهيوني يؤدي الى غياب الاطار المرجعي اليقيني وتدميره، الامر الذي يقضي حتما على تحمل اسرائيل للمسؤولية ..ويتعدد المنظور وندخل في فوضى المعنى .

يحاول الخطاب التوراتي تدمير الخطاب والرواية الفلسطينية لكل ما حدث للشعب والوطن الفلسطيني انهم يحاولون تبسيط والغاء شرعية روايتنا الفلسطينية وتفكيك خطابنا الفلسفي التاريخي والذي يحمل اسرائيل والغرب مسؤولية تمزقنا وتشردنا والغاء قصدية ورمزية معنانا الوطني باعتباره كما ذكرت سابقا مطلق وثابت سياسي وجزء من مكونات هويتنا الوطنية المعاصرة ..والذي يخص المدلول والذي تم الاعتراف به ،كونه مدلول مركزي ومهيمن ويقوم بتمثيل المعنى النهائي"الوطن" وهو المدلول الثابت الذي يقر المعرفة ويمنح م.ت.ف شرعية صياغة خطابنا الوطني الواجبة والملزمة.

ان خطاب التفكيك الصهيوني يحاول ان يلغي اي مركزية للقضية الفلسطينية في العقل العربي والدولي ..من خلال خلقه لنوع من المعارف الزائفة(ايديولوجيا).وممارسته لنشاطات لاهوتية يهودية معادية تقوض القرارات والهيئات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وتفكيك عراها الراسخة في العقل والوجدان الدولي والتي عاشت في اكناف عصور السرديات العالمية الكبرى والتي اكسبتها معنى الاصل الواحد وافشلت الفكر الصهيوني بفرض مفهوم الدلالات النسبية والمعنى المتدد ..وقد شكل صمود الذات المركزية وثبات التقابل الحدي الى فشل اللاهوت اليهودي بتفكيك الثابت الوطني واستبدال معنى بآخر ومرجع بمرجع ...فنحن نعيش لحظة مهمة نخوض فيهاصراع المعاني المتضاده (فلسطين ام اسرائيل).(يهودي ام عربي فلسطيني )

بعد ان رفض العقل الصهيوني قبول وجودي على المكان انا واياه وحول وجودنا الى مفهوم انا او هو ...وبذلك يفرض قطيعة ابستمولوجية شاملة عاى معنى ورمزية الحضور الثنائي على المكان الواحد وهو بذلك يفك الارتباط مع نقيضه الفلسطيني ..ويقطع كل صلاته بفلسفة التعايش المشترك ..بل ويصيغ فلسفة بأدوات معرفية جديدة استمدها من الواقع العربي ...والفضاءات التأسيسية الجديدة العالمية والتي اوصلت ترامب ...بحضور عبر الغياب.

كلمات دلالية

اخر الأخبار