التحرير الفلسطينية يذكرى وعد بلفور: لنستخلص العبر وتتوحد قوانا ضد الاحتلال في ذكرى الوعد المشؤوم

تابعنا على:   11:14 2013-11-02

 

أمد/ غزة : اصدرت جبهة التحرير الفلسطينية بياناً في الذكرى الـ 96 لوعد بلفور ، جاء فيه :

"ياجماهير شعبنا البطل

لقد شكل وعد بلفور الذي صاغه وزير خارجية بريطانيا العظمى الاسبق في العام 1917، وتعهدت بموجبه الحكومة البريطانية بإقامة «وطن قومي» لليهود الصهاينة في فلسطين على حساب الارض والشعب العربي الفلسطيني، عتبة الارتكاز لانطلاق المشروع الصهيوني الذي تحقق عمليا والحق الكارثة الكبرى بشعبنا في الخامس عشر من مايو / ايار ، 1948 بدعم قوى الغرب عموما وبريطانيا على وجه الخصوص ، ومازالت تداعيات هذه الكارثة البشعة متواصلة الى يومنا هذا.

اليوم تمر الذكرى السادسة والتسعون لصدور الوعد المشؤوم، وشعبنا في الوطن وفي مختلف اماكن اللجوء والشتات والمنافي يعيش فصول مأساة تشرده واقتلاعه من ارضه على يد العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر بحقه، ومازالت تواصل مجازرها وعدوانها على شعبنا، وتمارس سياساتها الاجرامية والتوسعية على ارضنا، بدعم ذات القوى الاستعمارية العالمية وان اختلفت اشكال هذا الدعم، اوتنوعت ادوارها بين مرحلة واخرى في التآمر على شعبنا .

وفي المقابل ادرك شعبنا مبكرا على عفويته الوطنية، فصول هذه المؤامرة البشعة التي احاكتها دوائر الاستعمار في العالم وفي مقدمتها بريطانيا، واستكملت ادارتها الولايات المتحدة بالتواطؤ مع الحركة الصهيونية، حيث توفر الدعم الكامل لسياساتها العدوانية والاستعمارية الاستيطانية على ارض فلسطين.

وعليه فقد امتشق شعبنا راية النضال منذ عشرينيات القرن الماضي، فانتفض واعتصم وواجه الهجرة الصهيونية، وقاوم العصابات الصهيونية الاجرامية المسلحة، التي فرضت عليه خيارات مصيرية بين الموت والابادة والاقتلاع والتشريد امام ضعف امكاناته القتالية.

وبرغم ظروف البؤس والتشريد والحرمان تمكن شعبنا مجددا من استنهاض قواه، وانطلق بثورته المعاصرة التي اعادة للإنسان الفلسطيني كرامته، وبلورت كيانه السياسي مع نشوء منظمة التحرير الفلسطينية، التي جسدت بمشروعها الوطني التحرري، وعبر تضحيات ابناء شعبنا العظيمة الهوية الوطنية، ووضعت قضية كفاحنا التحرري الوطني العادلة في مكان الصدارة بين الشعوب والامم، وحظيت حقوقنا الوطنية الثابتة في الحرية والعودة وحق تقرير المصير واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة، وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية، وحظيت بدعم وتأييد دولي رسمي وشعبي عارم.

اليوم ومع مرور هذه الذكرى المشؤومة، ورغم ثبات شعبنا على مواقفه وتمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية، وصموده وثباته على ارضه، واصراره على مقاومة الاحتلال حتى زواله ونيل الحرية وكامل حقوقه الوطنية، ورغم التأييد الدولي الواسع وما حظيت به قضيتنا العادلة من مكانة مرموقة على الاجندة الاقليمية والدولية، وبين حركات التحرر العربية والعالمية..

الا ان قضيتنا مازالت تواجه المخاطر الكبرى بسبب العدوان المتواصل على شعبنا وارضنا من قبل حكومات الاحتلال الاجرامية وجيشها وقطعان مستوطنيها اللذين تنتهجون سياسة القتل والعدوان الاستيطاني الاستعماري في القدس وفي كافة الارض الفلسطينية، ويمعنون في التنكر لحقوق شعبنا الوطنية، وتضرب حكوماتهم اليمينية الفاشية المتطرفة عرض الحائط قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، رغم ما يروج لإمكانية تحقيق سلام مزعوم عبر تفاوض مباشر قائم برعاية امريكية.

لذلك نؤكد في جبهة التحرير الفلسطينية ان هذه السياسات العدوانية المتواصلة مازالت وستبقى تشكل الخطر الاكبر على مصير شعبنا وارضنا وقضيتنا ، وعلى حاضر ومستقبل المنطقة برمتها، طالما بقيت تحظى بذات الدعم والمساندة والانحياز المطلق من قبل الادارة الامريكية ودوائر الاستعمار العالمية.

وعليه ومن واقع ادراكنا وادراك شعبنا لهذه الحقائق، وعملا بمسؤولياتنا الوطنية والكفاحية نؤكد على ما يلي:

- ان الكارثة الوطنية والانسانية الكبرى التي وقعت على شعبنا في العام 1948، ويعاني شعبنا من فصولها وتداعياتها منذ اكثر من مائة عام، يتحمل مسؤوليتها كاملة بريطانيا، والولايات المتحدة الامريكية، والحركة الصهيونية، ودوائر الاستعمار الكبرى في العالم، والرجعية العربية، وعليهم اولا تقديم الاعتذار لشعبنا والاعتراف بجريمتهم، وما احاق بشعبنا جراء وقوعها واستمرارها، وما خلفته من ماسي على شعبنا الى يومنا هذا، والتكفير عنها عبر تمكين شعبنا من استعادة كامل حقوقه الوطنية المغتصبة، وتحقيق عودته الى ارضه ودياره تنفيذا للشرعية الدولية وقرارها 194، وتعويضه عن ممتلكاته التي فقدها، وعن معاناته وماسيه المتواصلة.

- مواصلة مسيرة كفاح شعبنا ونضاله التحرري بموجب استراتيجية وطنية شاملة يكون قوامها التأكيد على تمسك شعبنا بحقوقه وثوابته الوطنية، وبمقاومته الوطنية المشروعة بكافة اشكالها، وتجذير مقاومته الشعبية ضد الاحتلال بكافة اشكاله على الارض الفلسطينية، ووقف التفاوض المباشر مع الاحتلال، ومواصلة المعركة السياسية والدبلوماسية على المستوى الدولي لانتزاع عضوية فلسطين الكاملة في الامم المتحدة وفي كافة المؤسسات الدولية، والتوقيع على كافة المعاهدات الدولية، وفضح جرائم الاحتلال وكشف سياساته وممارساته الاجرامية المتواصلة بحق شعبنا واسرانا ومعتقلينا البواسل، وضد ارضنا ومقدساتنا ومقدراتنا الوطنية.. وتعزيز حملة المقاطعة بكافة اشكالها عليه، وصولا الى تحقيق عزلة تامة للاحتلال وسياساته على المستوى الدولي، وتقديم قادته ومجرميه الى المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.

- الاسراع باستعادة وحدة صفنا الوطني وانهاء الانقسام البغيض عبر تنفيذ اليات اتفاقات المصالحة الوطنية الشاملة، واستنهاض قوى شعبنا وطاقاته وتعزيز صموده وتمكينه من مواصلة مقاومته الوطنية حتى زال الاحتلال وتحقيق طموحاته الوطنية في الحرية والعودة واقامة وتجسيد دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

- مواجهة الاحتكار الامريكي لعملية التسوية، وعقم المفاوضات المباشرة مع الاحتلال، وذلك عبر التأكيد على الدعوة لمؤتمر دولي لحل قضية الصراع برعاية كاملة من قبل الامم المتحدة، واستنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وممتلكاتهم التي شردوا منها في العام "1948.

اخر الأخبار