لقاء البرهان نتنياهو..."الأمة" و"التجمع" السودانيان يؤيدان لفك "العزلة" و بومبيو يشكر

تابعنا على:   15:10 2020-02-04

أمد/ عواصم – وكالات: اجتماع "تاريخي"، هكذا وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاءه مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يوم الاثنين.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه ناقش "تطبيع" العلاقات خلال لقائه بسياسيين سودانيين كبار في أوغندا، وأوضح في بيان صحفي "أن السودان يسير في اتجاه جديد نحو الأفضل والجنرال البرهان يريد مساعدة بلاده من خلال إنهاء عزلتها".

ويمثل اللقاء في مدينة عنتيبي، تغييرا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين هما نظريا في حالة حرب، كما أنه يعني لكل منهما الكثير.

إسرائيل تريد التطبيع الكامل للعلاقات مع السودان، الذي سيصبح ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل، فيما تريد السودان أن تحسن صورتها في المجتمع الدولي لترفع عن قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وربط مراقبون بين لقاء البرهان مع نتنياهو وزيارة زيارة مرتقبة للمسؤول السوداني إلى واشنطن، حيث دعاه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الأحد.

وطالما اتهمت السلطات السودانية في عهد البشير، إسرائيل بدعم التمرد في جنوب السودان.

تجمع المهنيين: التطبيع مع إسرائيل لا بد منه لفك عزلة البلاد

وقال محمد الأمين عبد العزيز، من تجمع المهنيين السودانيين، في حديث لموقع "الحرة" إن "الزيارة في الوقت الحالي كانت غير معلنة، ولكن بالمجمل فإنه على يبدو فإن إجراءات اللقاء إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح من أجل فك عزلة البلاد وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

وأشار إلى أن التطبيع مع إسرائيل لا بد منه من أجل مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البلاد، بحيث لا نبقى في طابع الدولة الدينية وأن نقدم السودان كدولة مدنية.

ودعا عبد العزيز إلى أن تكون الزيارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو غيرها فيما بعد معلنة وبشكل رسمي.

ويرى أن هناك إمكانية للتعاون بين البلدين خاصة في مجالات نقل التكنولوجيا تحديدا في الزراعة والاتصالات.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أوضح عبدالعزيز إن السودان له موقف إيجابي تجاه الفلسطينيين، لكن في الوقت ذاته علينا أن نتجه للتطبيع مع إسرائيل.

الأمة يوافق والمؤتمر يرفض

رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل مهدي، وصف لقاء البرهان مع نتنياهو بـ "الجريء والشجاع"، ويمهد لرفع العقوبات الأميركية عن السودان.

من جانبه، رفض حزب المؤتمر الشعبي المعارض اللقاء، معتبرا إياه "خيانة للأمة السودانية".

وأضاف البيان الصادر عن الحزب "أن الأزمات السودانية سواء الاقتصادية أو الأمنية لا يمكن حلها من خارج البلاد" في إشارة إلى نتائج اللقاء بين البرهان ونتنياهو.

مظلوم: لقاء نتنياهو والبرهان سيكون بوابة الخرطوم لأميركا

وقال الخبير الاستراتيجي جمال مظلوم في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" إن اللقاء بين نتانياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني سيكون "بوابة الخرطوم لأميركا".

وأضاف أن السودان تريد إزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حتى لو كان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مستبعدا أن تكون خطوة فردية من قبل البرهان،

"ولا بد أنها تمت بالتشاور مع جميع أعضاء المجلس السيادي، خاصة وأن مثل هذا الأمر يتعلق بالسياسة الخارجية للدولة".

ويرى أن هذه الخطوة ربما ستلقى أصداء دولية إيجابية خاصة في واشنطن، لكنها ستشكل معضلة داخلية أمام المجلس السيادي مرجحا أن الشعب السوداني "لا يزال يرفض إقامة مثل هذا النوع العلاقات مع إسرائيل، وليس كل ما هو مقبول على المستوى السياسي سيلقى دعما شعبيا".

وأشار إلى أن اللقاء يأتي في وقت هام لبرهان الذي سيلتقي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن قريبا.

وأشار مظلوم إلى أن السودان تنظر لإسرائيل كمنقذ ربما من قائمة الإرهاب الأميركية، فيما تنظر إسرائيل إلى إسرائيل على أنها فرصة سياسية من أجل تحشيد الدعم دوليا، والأهم من ذلك الفرص الاقتصادية التي ستكون متاحة لإسرائيل هناك، خاصة في مجال الزراعة.

زيارة واشنطن

وأعلنت السلطات السودانية يوم الأحد، إن الولايات المتحدة وجهت دعوة إلى البرهان للقيام بزيارة رسمية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأكد المجلس، أن رئيسه تلقى الدعوة في اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق، الأحد.

وتابع في بيان أن البرهان قال إنه سيلبي الدعوة قريبا.

وكانت العلاقات بين البلدين متوترة إبان التسعينيات، بعد أن سيطر الرئيس السابق المخلوع عمر البشير على السلطة في انقلاب للإسلاميين عام 1989 بعد الإطاحة بحكومة منتخبة.

في عام 1993، أدرجت الولايات المتحدة السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، بسبب استضافة نظام البشير مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي كان مقيما في هذا البلد بين عامي 1992 و1996.

وضاعفت واشنطن إجراءاتها ضد السودان، عبر فرض عقوبات تجارية صارمة على البلاد في عام 1997.

وقررت رفع تلك القيود في أكتوبر 2017، لكنها أبقت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب إلى جانب كوريا الشمالية وإيران وسوريا. إلا أن المحادثات لإزالة السودان من القائمة السوداء اكتسبت زخما منذ الإطاحة بالبشير في أبريل الماضي. وقامت وفود من المسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونغرس بزيارة السودان.

ومنذ أغسطس، يحكم السودان مجلس انتقالي ذو غالبية مدنية برئاسة البرهان، وهو مكلف بالإشراف على انتقال البلاد إلى الحكم المدني.

بومبيو يشكر رئيس مجلس سيادة السودان لقيادته السعي للتطبيع مع إسرائيل

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير مايك بومبيو شكر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان على قيادته في سعيه إلى تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورجتوس، في بيان يوم الإثنين، إن بومبيو والبرهان أكدا، خلال مكالمة هاتفية، رغبتهما المشتركة في تحسين المشاركة الفعالة للسودان في المنطقة والمجتمع الدولي، والتزامهما بالعمل نحو علاقات صحية أقوى بين الولايات المتحدة والسودان.

ووفقا للبيان، شكر بومبيو البرهان على قيادته في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كنتيجة للاجتماع الأخير الذي جمع البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، الاثنين، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.

كما دعا بومبيو رئيس مجلس السيادة السوداني إلى زيارة واشنطن للقائه في وقت لاحق من العام، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.

وأثار لقاء البرهان مع نتنياهو، في أوغندا، جدلا واسعًا في السودان، فيما وصفت فصائل فلسطينية الاجتماع بأنه "طعنة في الظهر".

بينما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم الحكومة الانتقالية فيصل محمد صالح، قوله إنه "لم يتم الإخطار أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن اللقاء، وسننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة". 

وأضاف صالح، في بيان له الاثنين، أن الحكومة السودانية تلقت الخبر "عبر وسائل الإعلام".

والبرهان هو ثاني مسؤول سوداني كبير يلتقي مسؤولين إسرائيليين، بعد لقاء الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري برئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، وذلك عندما كان وزيرًا في حكومة مناحيم بيغن، في 13 مايو/أيار 1982.

اخر الأخبار