الى بعض الأشقاء العرب...التحالف مع "الفاشية الجديدة" ليس فخرا!

تابعنا على:   08:37 2020-02-03

أمد/ كتب حسن عصفور/ أخذت في السنوات الأخيرة تتطاير معلومات عن فتح أبواب بعض دول عربية لدولة الكيان، شركات وشخصيات، بل انها لم تعد سرية بالمعنى القديم، خاصة وأن قيادة الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، وإعلامها الخبيث، لا يترك فرصة دون الإشارة الى "تطورات" تلك العلاقات، وكأنها "فتح جديد"، فيما أخذ البعض العربي يشير لها، وقلة من افراد زاد سقوطها في التودد لتلك الدولة الفاشية.

لا يتجاهل الفلسطيني، مواطنا وقضية، ما كان لدول الخليج فعلا إيجابيا حيث استضافت مئات الآلاف، ولا تزال من ابناء الشعب الفلسطيني، والذين كان لهم بالمقابل إسهام خاص ومميز في حركة البناء والتطور لتلك البلدان، الى جانب ما قدمته لمنظمة التحرير والثورة الفلسطينية دعما سياسيا وماليا، لا يمكن تجاهله.

وامام حركة "التراجع" الثوري – الكفاحي في المنطقة، وزمن المؤامرة الأمريكية الكبرى لتمرير مشروع هيمنة جديد، بمساندة الإسلام السياسي وادواته، ودول كانت قاطرة المال لتخريب ما يمكن تخريبه، وجدت دولة الكيان الإسرائيلي فرصتها الذهبية، لبناء علاقات خاصة، متنوعة مع بعض دولة عربية، وتحديدا في الخليج العربي، مستغلة تنامي "التهديدات الإيرانية"، بعد مشروع "تقاسم النفوذ" الأمريكي – الإيراني في العراق، وتوسع النشاطات التي تمثل "خطرا ما" على تلك الدول.

من حيث المبدأ، فمواجهة "الخطر الإيراني"، أي كان شكله ونوعه، لن تكون دولة الاحتلال هي القوة التي يمكنها أن تكون الخيار، ومن يرى أن إيران خطرا مباشرا، وإسرائيل خطرا محتملا، فذلك ليس سوى جهل سياسي كامل الأركان، حيث ان "الخطر الإيراني" يبقى محاصرا بشكل أو بآخر، بل انه يعتمد في جوهره على "بعد طائفي" يمكن التصدي له، بل وهزيمته بأدوات فعل متعددة، ومهما اعتقد أهل الحكم الفارسي فلن تتمكن بلادهم، من النيل من تلك الدول، كما هي النزعة الاستعمارية التركية، التي قد تكون اكثر خطرا من الإيرانية، لو تم التدقيق العملي في مظهرها العام.

مواجهة الخطرين التركي والإيراني، لن يكون باللجوء لدولة تمثل النموذج المعاصر لجوهر الغزو الاستعماري الحديث، بل وهي دون غيرها من تجسد دولة لجرائم الحرب، واللصوصية السياسية – الإنسانية، دون الحاجة لتذكير بعض الأشقاء بالهدف الذي لا زال معلوما، ان هدف الحركة الصهيونية، كان ولازال، بناء "دولة اليهود من النيل الى الفرات" وشعارهم على علمهم الذي بات يرفع في تلك البلدان، كافيا لتذكير من غابت ذاكرته.

هل من المفيد، التذكير بأن ما يتم اليوم من فتح باب العلاقات مع دولة الكيان، بواقعها الفاشي الاغتصابي، نسخ رديء لمحاولات بعض الأطراف العربية ما قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها، التحالف مع ألمانيا في زمن هتلر، علها تكون نصيرا لهم ضد المستعمر البريطاني والوجود الصهيوني في فلسطين، دون تدقيق في جوهر الموقف الألماني وأهدافه، وأن "الفاشية – النازية" لن تكون غيرها مع ليس مثلها فاشيا ونازيا.

تحالف غبي أنتج كوارث منها اغتصاب فلسطين، وقيام دولة الكيان التي استغلت جرائم الفاشيين لترتكب جرائم حرب، لم تتوقف وأبرزها اقتلاع شعب وتغيير هوية أرض.

لبعض الأشقاء العرب، لكم ما لكم من حرية ما تفعلون، رغم انه يمثل "خيانة" للوعي العام، ولكن تذكروا ان المجرم واللص الذي تجسده دولة الكيان، لأن يصبح غيره ابدا قبل أن يدفع ثمن الجريمة وينال العقاب الذي يستحق.

من باب وذكر ان نفعت الذكرى، القضية الفلسطينية رغم كل ما أصابها ولحق بها، لا تزال قضية الوجدان الأولى لشعوب الأمة، وبعض دول مارقة عرفت كيف تستغلها لزيادة حضورها على حساب بعض ممن يستخف بها!

ملاحظة: فشل "وحدة الحضور" الفصائلي في مؤتمر شعبي ضد صفقة ترامب بغزة، مؤشر ان الانقسام بات "أعمق" مما يعتقد البعض...الفاشلون لن يبنوا نجاحا فلا تتجاهلوا تلك "الحقيقة"!

تنويه خاص: الرد الروسي والفرنسي الصريح جدا على خطة ترامب، يمثل صفعة من طراز خاص لبني صهيون في البيت الأبيض... ليت بعض قنوات الردة الإعلامية تفتح أبوابها للأوروبيين الرافضين كما فتحتها لـ "الصهر الغبي"!

اخر الأخبار