صفقة القرن بين واقع التطبيق وامكانية الاسقاط

تابعنا على:   22:27 2020-01-28

    د. أسامة محمد زيدان

أمد/ صفقة القرن هذه ليست وليدة التو واللحظة فالحديث حول صفقة مفادها تصفية ما تبقى من حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بدأت مع قدوم هذا الأرعن إلى البيت الأبيض، نعم ما يحكم السياسة الأمريكية هو مجموعة مصالح الإدارة الأمريكية كما أن رأس المال له نصيب الأسد في رسم سياسات الإدارة الأمريكية حول العالم.
ليس جديدا على أمريكا وتعاقب الزعماء على البيت الأبيض أنهم نصبوا أنفسهم شرطي العالم وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبدا لهم الأمر أن العالم بات بقطب واحد.. فباتت أمريكا تعيث فسادا تحت شعار تصدير الديموقراطية والتي فصلتها الإدارة الأمريكية في مطابخ وكالة الاستخبارات الأمريكية، وكون العالم العربي عبارة عن برميل دولارات ولاد كان لا بد من العبث بخارطة العالم العربي وخلق أعداء من رحم الدول العربية حينا... وحينا آخر تويتر العلاقات مع جيران الدول العربية وجاء الربيع العربي بكل ما هو قذر في هذا العالم لخلق شرق أوسط جديد تكون امريكا حامية الديار فيه .
لم تعد سياسة العصا والجزرة أسلوب يتبعه بلطجية العالم ، فقد تخلوا عن الجزرة وباتت العربدة الأمريكية نهج سياسي يتسلح به شرطي العالم.
في اعتقادي أن ألمشكلة لا تكمن هنا بل تكمن في حالة الترهل العربي وسياسة التبعية والإذعان التي تنتهجها تلك الدول ولهذا فإننا وأقصد الدول العربية ترانا نمول الإرهاب تارة وتارة أخرى ندعي دعم المقاومة ويأتي سيد البيت الأبيض لنسيده و نخرج كل ما في جعبتنا من أمصار الكرم العربي ونغدق في العطاء لكن .... صاغرين.
تأتي صفقة القرن و حالنا الفلسطيني يسر عدو ، و يحزن حبيب ، سنوات طوال من مفاوضات و المطلوب المزيد من التنازلات آخرها أن يوافق الشعب العربي الفلسطيني على صفقة العهر هذه..
اذا ماذا عسانا فاعلين؟
اولا: إنهاء الانقسام فورا دون ابطاء و دون شروط مسبقة.
ثانيا : تفعيل منظمة التحرير وتطبيق كل القرارات السابقة للمجلس الوطني دون إبطاء.
ثالثا: خلق أساليب للنضال و عدم الاكتفاء بالنضال السلمي كأسلوب خيار استراتيجي..... ما زالت البندقية عنوان النضال و إن تراجعت قليلا.
رابعا: لم يعد مطلب الدولة المستقلة في حدود حزيران لعام1967 موضوعيا ... فإذا كان مشروع ترامب يقوم على الدولة الفلسطينية بغزة الموسعة ، نقول ان دولة فلسطين مساحتها 27 ألف كيلو متر مربع.
خامسا : على الرئيس السلطة الفلسطينية أن يعلن وفاة اتفاقية اوسلو وما ترتب عليها من اتفاقيات متلاحقة، وهذا لن يتأتى دون حل السلطة و وضع الاحتلال أمام مسؤولياته كدولة احتلال .

اخر الأخبار