نشوة نتنياهو وواجبنا كفلسطينيين

تابعنا على:   12:38 2020-01-27

خالد صادق

أمد/ هل سيعترف العالم بما تسمى بصفقة القرن المزمع الكشف عنها في غضون ساعات, سؤال يطرح نفسه بعد ان بدت ارهاصاته واضحة بحضور اكثر من اربعين دولة الى القدس والمشاركة في منتدى الهولوكوست الذي نظمته «اسرائيل», وهل بالفعل ان الدول الأوروبية والعربية وعدوا بعدم الاعتراف بالخطة السياسية للرئيس ترامب المسماة «صفقة القرن»، وأن هذا البرنامج لن يحصل على اعتراف دولي, حسب مصدر رسمي فلسطيني متحدثا لقناة «كان» العبرية, وهل ستبقى صفقة القرن عبارة عن مجرد اتفاق بين عضوين ، أحدهما يجلس في «إسرائيل» والآخر في البيت الأبيض ، وغير صالح. دون الاعتراف الدولي فهذه خطة لا تستحق أي شيء حسب نفس المصدر الفلسطيني, وهل يكفي اجتماع رؤساء فروع فتح الإقليمية لمناقشة كيفية الاستجابة للخطة في الأنشطة الميدانية ام ان الحدث اكبر من ذلك بكثير ويتطلب اجماعا فلسطينيا بين كافة شرائح المجتمع, وتوافقاً على خطوات التصدي «لصفقة القرن», حتى نضمن النتائج ونحبط هذا المخطط الخطير, عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف، قال إن القيادة الفلسطينية وضعت خطة استراتيجية لمواجهة خطة السلام الأميركية، المتوقع الإعلان عنها في أي وقت الآن، موضحاً أن الخطة الفلسطينية تقوم على تجسيد «دولة فلسطين على الأرض» ومقاومة إسرائيل ومقاطعتها بشكل شامل، حتى لو أدى ذلك إلى انهيار السلطة الفلسطينية, فهل السلطة قادرة بالفعل على الاقدام على مثل هذه الخطوات ام انها مجرد وسائل ضغط وفرقعات اعلامية تصاحب الحدث الجلل الذي تمر به القضية الفلسطينية, ولو ان السلطة ادركت خطورة الحدث بالفعل لدعت الفصائل الفلسطينية لاجتماع فوري وعاجل لتدارس المخطط الصهيو-امريكي, لكنها لم تفعل .

رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، قال «إن خطة السلام التي أعدتها إدارة ترامب ستكون «تاريخية وأضاف سأغادر البلاد إلى واشنطن وأحس بأنني أحمل رسالة كبيرة ومسؤولية كبيرة وفرصة كبيرة لن تتكرر، وذلك من أجل ضمان مستقبل إسرائيل» نتنياهو الذي يتحدث بثقة بعد ان حصل على تطمينات من دول اوروبية كثيرة واستغل «منتدى الهولوكوست» للترويج لما تسمى بصفقة القرن اعد العدة لما هو قادم, فأعلن حالة الاستنفار داخل الأراضي المحتلة في جميع المناطق خوفا من ردة فعل الفلسطينيين, وشرع بخطوات لتفريغ القدس من مشايخها واوقافها ومواطنيها بإبعادهم عن المدينة, وقام ليلة أمس بقصف مواقع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, وكثف من الاعتقالات في الضفة المحتلة, كما تواصل مع العديد من الزعماء العرب في المنطقة لاطلاعهم على تفاصيل الصفقة, خاصة الاردن التي هي جزء من الحل لمشكلة الفلسطينيين «الكونفدرالية» كما تم تسريب بعض بنود الصفقة عبر وسائل الاعلام العبرية والاجنبية, حتى لا يكون وقعها صادم على الفلسطينيين او العرب, اما الغرض من طرحها الآن فيتمثل في تعزيز فرص الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الفوز برئاسة ثانية خاصة مع ضعف موقفه نتيجة التسريبات التي كشفت عن فساده, فأراد ان يستند للوبي الصهيوني الامريكي لإنقاذه من خلال دعوة نتنياهو وغانتس للإعلان عن الصفقة, كي يرضي اللوبي الصهيوني الذي يوالي الطرفين, ولإنقاذ نتنياهو من قضايا الفساد وعدم قدرته على تشكيل حكومة يتزعمها طالما ان حزب «ازرق ابيض» و» يسرائيل بيتنا» يرفضان المشاركة في حكومته, لذلك جاء طرح الصفقة الان, وكما قال نتنياهو «فرصة مثل هذه تحدث مرة واحدة في التاريخ ولا يجوز تفويتها, لدينا اليوم في البيت الأبيض صديق لإسرائيل أكبر من أي وقت مضى أننا نقف على وشك لحظة فارقة في تاريخ دولتنا».

فماذا اعدت السلطة الفلسطينية والفصائل لهذه اللحظة الفارقة في تاريخ «دولة اسرائيل», هل سنبقى ندور بمواقفنا بين صحني الرحى ونسمع ضجيجا دون ان نرى طحنا, ام ان خطورة اللحظة ستستفز الفلسطينيين للتصدى لهذه المؤامرة الكبرى, يجب ان تتقدم السلطة خطوة للأمام تجاه الفصائل الفلسطينية, وستجد تقدما لخطوات من الفصائل, لا نريد تصريحات ومواقف تتناقض مع ما يحدث واقعيا, كالذي حدث بمشاركة ممثل عن رئيس السلطة فيما يسمى بمنتدى الهولوكوست, يجب ان نقتل حالة النشوة لدى بنيامين نتنياهو وحكومته والمعارضة الصهيونية بتوافق فلسطيني داخلي يؤسس لمرحلة جديدة من النضال الوطني ضد الاحتلال, واولى الخطوات التي يجب ان تقدم عليها السلطة, تطبيق قرارات المجلس المركزي في دورته الاخيرة... افعلوها ولو لمرة, حتى نمضي للخطوة التي تليها وهي مقاومة الاحتلال وتدفيعه الثمن, فهذا كفيل بكسر نشوته وفرحه.

اخر الأخبار