25 يناير..

تابعنا على:   19:37 2020-01-26

حسن النويهي

تستحق التوقف عندها والكتابه عنها بحثا وتمحيصا وقراءه نقديه من حيث النتائج فالاسباب معروفه غالبا اما النتائج فما زال الاختلاف حولها قائما ويزداد حده...

بدايه شهادتي في ثوره يناير مشكوك فيها حتى لا يأتي قارئ او متربص ويقول انت متحيز...

انا مع ثوره يناير ومع التغيير الجذري في مصر وضد الانقلاب وضد السيسي على طول الخط مهما فعل... مصر ام الدنيا وقاطره الامه واكبر بلدانها وأولها حضاره وبناء وتاريخها حافل بالعلماء والمؤرخين والشعراء والفنانين والمبدعين وموسى وهارون وفرعون.. مصر ان نهضت نهضنا معها وان نامت نامت الامه معها وان هزمت هزمنا معها... لذلك نحب مصر بلدا ووطنا وانتماءا وارضا وعشيره ونهتم بها وبما يحدث لها نتألم لالمها ومخزن لحزنها ونرقص طربا لفرحها وانتصارها... من هنا ابدا وقفت مع ٢٥ يناير دقيقه بدقيقه حرفا بحرف حدثا بحدث تابعت ابطالها وروادها من بدا فيها ومن التحق فيما بعد من صمد ومن قاتل ومن ثبت من فاوض ومن فكح ومن كان على وعد ومن كان على العهد من كان متربصا ومن كان على تواصل مع اجهزه ودول.. من كان مصريا خالصا ومن كانت مصر اخر همه...

لكن كان حضن الثوره يتسع للجميع وانصهروا في بوتقه واحده كان هدفهم الأول اسقاط راس النظام وأعتقد البعض ان ما بعده أسهل اعتقد البعض ان مصر هي حسني مبارك وأن الدوله المصريه كلها بيده وقع البعض في مصيده التفاوض والوعود ووقع البعض الاخر في حب الظهور والاعلام ووقع الجميع في مصيده الجيش حامي الثوره..
لقد كان النظام من الذكاء ان اوكل مهمه اسقاط الثوره الي الجيش بحجه حمايتها...

لقد ظهر مصطلح الدوله العميقه وهي ما بنته الانظمه القمعيه الديكتاتوريه خلال فتره حكمها وهي عباره عن مؤسسه امنيه عسكريه اقتصاديه اعلاميه اجتماعيه فنيه راسخه الوجود قويه متكامله ان سقط بعضها يسنده البعض الاخر وتتلون كالحرباء حسب الحاجه تتغطى باي غطاء مع الجميع وضد الجميع ولا تهتم الا بحمايه نفسها ومصالحها...

هذه الدوله العميقه بكل فروعها هي من تصدت لافشال ثوره ٢٥ يناير... واذا أردت أن تفشل ثوره ففجرها من داخلها وازرع الخلافات والشكوك بيت قيادتها...
لقد برز الاخوان المسلمين في صداره الجمع وهم التنظيم الاقوى والاوسع افقيا والممتد على مساحه مصر صاحب ألمؤسسات والخبره والقيادات... صاحب خبره في الشارع وفي السلطه وفي البرلمان والانتخابات وله من العلاقات داخليا وخارجيا الكثير...

اعتقد ان الثمره ناضجه وهو الاحق بقطفها ونظر للاخرين نظره دونيه فعددهم قليل وتاريخهم الشخصي ليس ابيضا وامكاناتهم ليست كبيره بحجم الاخوان... نعرف ان الاخوان تنظيم عالمي وأهدافه تتعدى القطريه ونظرته اقصائيه وان ابدي الحرص على التعاون براغماني ويسخر الدين للسياسه ولكل مصيبه ايه اوحديث او مصدر او مفتي...

اخذ وعدا باننا لن نمنع قيام دولتكم ولا التوسع او التمدد في الإقليم وكانت بمثابه الطعم الذي يلقيه الصياد لفريسته... أصابهم الدوار ودخلوا العرس بنشوه النصر ووقعوا في الفخ ووجدت الدوله العميقه في ذلك ما تصبحوا اليه جندت جنودها وفرقت بين الرفاق والاخوه واوقعتهم في رقاب بعض بدا التحريض والتشابك تمزيق الملابس والمليونيات وغيرها ولم يصحوا الاخوان وأعتقد بعض شيوخهم انها زوبعه في فنجان معنا الجيش ومعنا أوباما ومعنا الست بتعت الاتحاد الأوروبي وخلاص كله حيروح في الباي باي... رغم كل النصائح لم يسمعوا لاحد ولم يستمعوا لاحد بالعكس التفوا حول بعض المطاريد عملاء الاجهزه خريجي السجون وتصدروا الموقف...
الدوله العميقه تجهز الملعب للانقضاض على الثوره وما زال الثوار فرحين في الميادين والخطب الحماسيه وشويه المشايخ وبعضهم من الذين يبيعون دينهم بدنياهم او صحن طبيخ...

جاءت الحظه 30 يونيو وجئ بالسيسي ومعه ربانيه جهنم من حوله وانقضوا على الثوره باكملها وعنوانها ميدان رابعه فقتل الالاف واعتقل عشرات الالاف وانتقلت مصر إلى ظلام وظلم شديد لن يخرجها منه إلا نقد التجربه والمصالحه الوطنيه وبرنامج وطني للانقاذ... يتفق عليه الجميع من أبناء مصر الشرفاء...
 

كلمات دلالية

اخر الأخبار