صور مقدسية مشرفة

تابعنا على:   09:23 2020-01-26

د. خالد معالي

أمد/ ان ترى الاف المقدسيين وبرغم البرد القارس يصلون صلاة الفجر في  المسجد الاقصى المبارك، وهم انفسهم بالالاف ينتشرون بحثا عن الطفل المقدسي قيس ابو ارميله رحمه الله، وينزل الشبان في المياه التي شارفت درجة حرارتها على الصفر بحثا عنه، كل هذه الصور تجعل المرء يرفقع رأسه عاليا ويفتخر بالقدس واهاليها، ولا يخاف على القدس ما دام فيه امثل  هؤلاء المقاومين الموابطين الابطال رغم تركهم وحيدين في الميدان.

وان ترى الشيخ عكرمة صبري يحمل على الاكتاف متحديا قرار ابعاده عن المسجد الاقصى هنا تنتحني اجلال واكراما لهذا الشيخ الجليل، فهناك عمائم حمراء كثيرة استكانت للدنيا ورضيت بفتاتها وراحت تنام في احضان الحكام الظلمة كما يجري في غالبية الدول العربية، طمعا في دنيا فانية غير خالدة.

ما أعظم الشبان المقدسيبن وانت تراهم بالصور على مواقع التواصل يهبون بالمئات للبحث عن الطفل قيس أبو إرميلة، غير آبهين بقمع سلطات الاحتلال والبرد القارس، كل همهم هو العثور على الطفل والذي لا ينفي حتى الان انه قد يكون تعرض لخطف من قبل احد المستوطنين ومن ثم اغراق متعمد، فالمستوطنون في القدس يستبيحونها في ظل  حماية جيش الاحتلال، ولا يريدون ان يروا مقدسيا فلسطينيا واحدا فيها.

من الصور المشرقة الاخرى للمقدسيين ان تحدي شرطة وقوات الاحتلال لا يتوقف  على مدار الساعة رغم عدم التكافؤ، فمنظر جنود وشرطة الاحتلال وهم مدججين بالسلاح لا يخيف الشبان ويتحدوهم ويرفضون الاحتلال وتدنيس المسجد الاقصى.

اهالي القدس ورغم عدم نصرتهم من الجيوش العربية ولا حتى من اي نظام حاكم عربي ، الا انهم يثبتون بالافعال ان القدس أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وزهرة المدائن ترخص الارواح لاجلها، وانها مركز طائفة الحق كامثال هؤلاء الشبان الذين يتحدون اعتى واشرس واظلم احتلال عرفه التاريخ.

برغم ابعاد عشرات الشبان والنشطاء والمرابطين عن المسجد الاقصى الا انه بقي عامرا بالمقدسيين، فاهل الضفة الغربية ممنوع ان يصلوا في القدس ولا حتى ان يدخولها، فنرى الشبان يدافعون عن القدس واهل القدس لا يقصرون او يترددون في الدفاع عن مقدساتهم الاسلامية  والمسيحية.

بعد ايام قد تشتعل المنطقة بفعل التسريبات حول نية الادارة الامريكية الاعلان عن صفقة القرن،  والاعلان عن ان القدس المحتلة هي يهودية، في ظل صمت عربي ومجتمع دولي مريب لا يحتمل، وليدفع العالم ثمن سكوته على الظلم الحاصل على الشعب الفلسطيني وقتها، ومن بدا هو الاحتلا ل وامريكا المتغطرسة .

على مدار 25  عاما من عمر "اوسلو" رأينا ان الاستيطان تغول واصبح المستوطنون في القدس المحتلة او بقية مناطق الضفة الغربية لهم صولات وجولات بحماية جيش الاحتلال، وهو ما يعني ان "اوسلو" كان خطئا فادحا منذ بدايته في ظل معادلات القوى الغير متكافئة.

اهالي القدس المحتلة ومعهم الضفة الغربية، وكل احرار العالم لن يسلموا بفرض الامر الواقع عبر صفقة قرن او غيرها، لان الحقوق لا تضيع لمجرد قوة عظمى ظالمة تريد ان تنفذ رؤيتها واجندتها على حساب الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

من استطاع ان يفشل شرق اوسط جديد على زمن وزيرة الخارجية الامريكية "كونداليزا رايس" قادر  على ان يفشل صفقة القرن، رغم الظلام الحالك في المنطقة، ورغم صعوبة الظروف الراهنة من تشتت فلسطيني واقتتال عربي عربي.

ويسألونك من هو، ومتى هو!؟ ونقول ان تجربة جنوب لبنان وهدم 22 مستوطنة بغزة، لنا  فيها عظمة وعبرة وان الحقوق لن تضيع ما دام هناك مطالب فيها بجد وحيوية وخطط محكمة ومقاومة ذات نفس طويل، وسينتزع اصحاب الحق من حلوق اعدائهم حقوقهم بشرط ان لا يتنازلوا عنها، وان يعطوا شرعية لمحتل غاصب.

 

اخر الأخبار