أضواء على ما يجرى فى مدينة القدس عاصمة فلسطين التاريخية

تابعنا على:   07:11 2020-01-25

غازي فخري مرار

أمد/ منذ ان اعلن الرئيس الامريكى ترامب قراراته التاريخية حول القدس خدمة للصهيونية لتحقيق اغراضه الانتخابية ارضاء للوبى الصهيونلى ( الايباك ) الذى يحكم التوجهات الامريكية وسياستها فى الشرق الاوسط . والقدس تواجه هذا المخطط التهويدى سواء من حيث الديمغرافيا او المقدسات.

توالت الهجمة على كنائس القدس ومساجدها وازدادت اقتحامات المستوطنين للحرم القدسى الذى يسمونه جبل الهيكل دون احترام لمشاعر اهلنا المسلمين ولقدسية هذا الصرح الاسلامى مسرى نبينا محمد وقبلة المسامين فى شتى انحاء العالم بعد الحرم المكى , منعت سلطات الاحتلال الصلاة مرارا كما منعت دخول الشباب وحدت من دخول اهلنا عرب ال 48 الى القدس ومنعت الاخ الدكتور عكرمة صبرى من التواجد فى المسجد الاقصلى لاقامة الصلوات واتخذت قرارا بابعاده لكن شعبنا فى القدس وفلسطين تحدى هذه القرارات العنصرية واتجه بعشرات الالاف فى صلا الفجر الى المسجد الاقصى وقد حمل على الاعناق فى فجر الجمعة الشيخ عكرمة صبرى واقتحم نود الاعداء وصلى بالمصلين فى المسجد الاقصى . هذه مواجهة من مواجهات شعبنا فى القدس بالاضافة الى مواجهة البوابات وباب الرحمة التى انتصر فيها شعبنا على اجرام الصهاينة ومخططاتهم فى تهويد القدس ومزاعمهم عن جبل الهيكل المزعوم .

واهتم العدو الصهيونى هذا العام من ان يجعل من مدينة القدس مركزا تهويديا باحياء ذكرى المحرقة ( الهولوكوست ) الخامسة السبعين واستغلال ذكراها ضد ابناء الشعب الفلسطينى واستنهاض رؤساء العالم ان يساندوا العدو الصهيونى فى مخططاته بادانة محكمة الجنايات الدولية التى اعتبروا قرارها بمحاكمة العدو الصهيونى فى جرائم الحرب التى ارتكبها بحق شعبنا ووطننا فى الاستيطان وجرائم القتل والاسر ومصادرة الحريات والعدوان على مدننا وقرانا وممتلكاتنا . وهنا لا بد ان نقف قليلا ونوحد خطابنا بشان المحرقة ومن تسبب بها وماذا استفادت الصهيونية منها وما علاقتنا نحن الفلسكينيون بهذا الحدث النازى . لا بد من القول ان الشعب الفلسطينى لا شان بهم بهذه المحرقة ولم يؤيدوها ولم يكونوا يوما مع الجرائم التى ارتكبتها الحركة النازية ضد اليهود الذين تعايشوا مع اهلنا معززين مكرمين فى فلسطين وساهمت الحركة الصهيونية على يد بعض قادتها وتخطيطا معها لتهجير مئات الالاف من اليهود على اثر الهولوكوست الى فلسطين كما احرقت الباخرة التى اقلتهم فى ميناء حيفا لتثبت لهم ان الكيان الصهيونى هو احامى لليهود من اعتداءات الاوروبيين عليهم . واذا كان اليهود باعادهم التى اختلف فى تقديرها فى معسكرات النازى وكان منهم السياسيون المعارضون لحكم هتلر والتى تم المبالغة فى تقديرها حتى وصلت الى عشرات الملايين ومع هذا نحن نقف ضد الجرائم التى ارتكبت فى حق اليهود لاننا نعتبر ان الدين اليهودى هو دين سماوى كالمسيحية والاسلام ونفرق بين الديانة اليهودية والصهيونية التى قامت بكل الاعتداءات على شعبنا وارتكبت من الجرائم والمذابح ما يفوق الهولوكوست وهل نسى العالم ما قامت به العصابات الصهيونية فى دير ياسين وقتلت الاطفال والنساء الحوامل وبكرت بطونهن وقتلت الاجنة فيها هل ننسى معارك قبية ونحالين ومذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 ومذابح غزة فى الهجمات المتتالية والعدوان الوحشى على اطفالنا ونسائنا وتدمير المساكن فوق رؤس شعبنا هل ننسى وينيسى العالم مذابح الاقصى واهلنا فى صلاة الفجر ومذابح الحرم الابراهيمى والاهل يصلون على ايدى الجرائم الصهيونية ؟ ما ذنب شعبنا وما علاقته بمحرقة ارتكبت بعيدا عنا ونحن نتعايش مع اليهود فى قرانا ومدننا ؟ لماذا اكال العالم بمكيالين يوم وقف مع الكيان الصهيونى يقدم له ما يزيد على 150 مليار يورو ومساعدات اخرى اقصادية وسكرية تعويضا لهذه المحرقة ولم يحرك ساكنا لما اصاب الشعب الفلسطينى من فقدان لوطنه وجرائم ومذابح ومن نشر الاستيطان وحرمانه من حق العودة وحقه فى تقرير مصيره اليس من واجبنا ان نرد على هذه المحرقه باقامة مؤتمر عالمى ندعو فيه رموز العالم ليشهدوا جرائم ومذابح هذا الاحتلال وما ارتكبته الصهيونية بحق شعبنا فى ابشع الجرائم ؟ اليست زنازين سجون العدو تشابه معسكرات النازى وما يلاقيه الاف الاسرى من عذاب واضطهاد وموت تحت التعذيب والامراض والبرد والاهانات والحرمان ؟ على العالم ان يشهد كل هذا فى مؤتمر تجسد فيه كل هذه الاهوال التى حلت بشعبنا من الصهيونية العنصرية وتحضر له المستندات والصور وشهود العيان والروايات الحيه ومن ارتكبت فى حقهم الجرائم يدعى اليه العديد من الجاليات اليهودية ورؤساء الدول ومحكمة الجنايات الدولية ومحافل الامم المتحدة ومجلس الامن ليروا ويشهدوا حجم الجرائم التى تزيد اضعاف ما ارتكب بحق اليهود فى الهولوكوست المجسم .. اننى اطالب السلطة الوطنية وقادة الفصائل والرموز الوطنية الفلسطينية والعربية ومؤسسات المجتمع الوطنى واتحاد المحامين العرب ان يتداعوا لدراسة هذا الامر للرد على ما تقوم به دولة الكيان ونكتفى بكلمات مجاملة من عدد من رؤساء العالم اثناء زيارتهم بعد ان ادوا واجب المشاركة فى احياء ذكرى الهولوكوست فى قدسنا التاريخية .

ان صمود شعبنا ومقاومته بكل خياراتها هو الرد على جرائم المحتل ولنا من اهلنا فى القدس ومقاومينا فى كل الوطن الفلسطينى مثالا يحتذى واسلوبا نتبعه فى تحرير الارض وحماية الوطن .

اخر الأخبار