هل انتصرت اسرائيل على العرب كما يقول نتنياهو ؟

تابعنا على:   19:41 2020-01-21

منير أبو شمالة

أمد/ نتنياهو قال اليوم لقناة روسيا اليوم أن اسرائيل سوف تتغلب على ايران كما تغلبت على العرب ...نقول نعم لقد تغلبت اسرائيل على أنظمة عربية فاسدة دكتاتورية.. تحكمت بمساعدة قوى الشر في الغرب والشرق بالشعوب العربية عبر سبعة قرون ..وصادرت ارادتها ولم تتغلب اسرائيل وكل قوى الشر معها على الشعوب العربية وأرادتها..هذا ليس كلام شعارات بل مسنود بالحقائق التاريخية والحاضرة في واقعنا اليوم ، وخير دليل على ذلك أنه بالرغم من كل ما أوتيت اسرائيل والصهيونية العالمية من قوة وامكانيات عبر مائة عام ..مازالت اسرائيل مهددة بوجودها ومازال الفسطينيون الصامدون في فلسطين أكثر من الصهاينة وأن مظاهرات العودة التي يقوم بها الشباب والأولاد العزل على حدود غزة وبإعتراف الصهاينة أنفسهم تشكل تهديد وجودي لأسرائيل ..وأن القوة والأمكانيات والدعم الذي حظيت به اسرائيل لو وجه ضد الشعب الصيني لما بقي لهذا الشعب أسم وهوية أو وجود بعد القليل من السنوات ..ومثال ذلك أن مؤامرة فصل تايوان أو هونكنغ عن الصين لم تتكلف جزء بسيط قياسا مع ما حظيت به اسرائيل ، والأمثلة كثيرة على دول أختفت عن خريطة العالم وشعوب مسحت هويتها ولم تتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني البطل ، وأن سبب أنتصار اسرائيل في حروبها مع العرب منذ عام 1948 ولغاية الأن هو إبعاد الشعوب العربية عن شرف مواجهة العصابات الصهيونية ، وتم نزع سلاح الفلسطينيين وأيضا العرب ..وتكلفت بالموجهة الأنظمة العربية الخائنة والمشاركة في المؤامرة...ومثال ذلك إيقاف المتطوعين الفلسطينيين والمصريين العصابات الصهيونية عام 1948 وحالوا دون احتلال قطاع غزة ..ولكن للأسف تلك الحدود " والتي سميت حدود الهدنة .. تم تغييرها فيما بعد ..وابرمت اتفاقية التعايش المشترك مع حكومة الملك فاروق والتي أعترفت بالأراضي التي أقتطعت من قطاع غزة وتم السيطرة عليها بعد الهدنة من طرف اسرائيل بالرشاوي .... ..كما ذكر في مذكرات الكثير من جنرالات اسرائيليين..وتبلغ مساحتها حوالي ثلث مساحة القطاع الأن . أما الضفة الغربية ومعها منطقة "الحمة" فقد سلمت تسليما عام 1967 ..بعد أن سلمت مناطق في اللد والرملة ..وجنين بعد هدنة عام 1949...ولم يسمح للشعب بالدفاع عن نفسه ...هذه هي الحقيقة ..وفي لبنان عندما تكلف الشعب اللبناني في الجنوب بتحرير أرضه رأينا كيف لقن الجيش " الذي لا يقهر " درس من دروس عظمة أمتنا ..وكيف حرمت الأراضي اللبنانية ليس على اسرائيل فقط بل على الأميركان والفرنسيين بعد عمليتين ضد قوات الأخيرتين...جعلهم منذ 1982 لا يفكرون إطلاقا بالعودة الى لبنان....إذا أنت يا نتنياهو على من أنتصرتم ؟؟ على دمى صنعتموها أنتم وحلفائكم وثبتمونها على صدور هذه الأمة ..وقدموا لكم عساكرنا الصادقون مع الله وأوطانهم قربانا لوجودكم .."إلى حين " .. وأحيلك إلى ما قاله حليفكم كيسنجر في يوم من الأيام لزعيمكم بيغين " إنني أسلمك أمة نائمة ..ولكن مشكلتنا مع هذه الأمة عبر التاريخ ..أنها أمة لا تموت .. أستثمر نومها ما أستطعت ، فإنها إن أستيقظت ..أعادت بسنوات ما أخذ منها في قرون ...وأخيرا يجب أن تفهم أنك وحلفاءك من الشرق والغرب مهما أمتلكتم من أسلحة فتاكة فإنكم لن تمتلكوا سلاحين لدى هذه الأمة وهما أولا إمكانية إستيعاب مئات بل ملايين من الشهداء ..ولن تفنى... "أرجع للتاريخ وتأكد"....، وثانيا عقيدة الأستشهاد التي تمثل لهم تأشيرة دخول للجنة بدون مسائلة.
 

اخر الأخبار