تصليب مواقف الجهاد الإسلامي

تابعنا على:   12:52 2019-12-30

خالد صادق

أمد/ القرارات التي خرج بها المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين, جاءت لتصليب المواقف السياسية والثوابت لمواجهة مسلسل التفريط والتنازل الرسمي الفلسطيني والعربي عن ثوابت شعبنا, ومحاولة لإرسال رسائل للاحتلال الصهيوني, الذي يتحدث بوضوح عن ضم الاغوار وتهويد القدس والخليل, والسيطرة الكاملة على الحرم الابراهيمي, وتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا, والكونفدرالية مع الاردن, والالتفاف على حق العودة والقدس عاصمة لفلسطين, حتى حل الدولتين الذي لا يقبل به شعبنا الفلسطيني تنكرت له «اسرائيل», فجاء انعقاد الدورة الثانية للمكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي, ليتحدث بلسان الشعب الفلسطيني, وينقل رسائل واضحة للاحتلال انه لا تفريط في الحقوق الفلسطينية, وان اوهام السلام لم تخدعنا ولن تخدعنا, وان نضالنا متواصل برفقة اخواننا في حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية, وان حالة الخداع التي تمارسها بإمكانية التوافق على هدنة طويلة لن تقنع أحداً, فحماس عبرت عن موقفها بوضوح على لسان القيادي البارز في الحركة خليل الحية, انه لا تهدئة مع الاحتلال, وان نضالنا بكافة اشكاله مستمر حتى تحقيق اهداف شعبنا, فلا حماس ولا الجهاد ولا الفصائل الوطنية ستوقع على تهدئة مع الاحتلال مهما كانت المغريات, ولن تفلح محاولات الاحتلال بشق الصف الفلسطيني, او تشتيت المواقف السياسية للفلسطينيين.

المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين افرد جزءاً مهماً من نقاشاته للتصدي لقطعان المستوطنين ومحاولات ضم أراضي الضفة الغربية والأغوار المحتلة، مؤكداً على ضرورة تصعيد خيار المقاومة هناك لوقف هذه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وانه يجب ان يكون هناك تحرك شعبي في الضفة موازياً للتحركات السياسية لفضح ممارسات الاحتلال, وتعدد خيارات المواجهة معه حتى يرتدع ويتراجع عن قراراته, خاصة انه بدأ يملك المستوطنين الصهاينة اراضي في مناطق «ج» بالضفة الغربية دون ان يحرك احد ساكنا ويتحدث عن ضم الاغوار دون ان يتحرك احد, ويعيد سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين والكل صامت وعاجز عن ردع هؤلاء المجرمين, لذلك خرجت قرارات المكتب السياسي لمعاينة ومعالجة القضايا الداخلية وأبرزها تعزيز قوة الحركة ودورها المقاوم على الساحة الفلسطينية, تمهيداً لمواجهة أي تصعيد صهيوني محتمل على قطاع غزة, واحباط مخططات الاحتلال في الضفة, ومنع التهويد والتهجير في القدس, واستمرار المقاومة والجهاد ضد المشروع الصهيوني الذي تدعمه الادارة الأمريكية ، والمضي قدما في مشروع تحرير الأرض الفلسطينية من دنس الغزاة الصهاينة المجرمين مهما بلغت التضحيات، فمقاومة شعبنا غير خاضعة للمساومة أو التراجع ، فخيارنا هو المقاومة وطريقنا الذي لا نحيد عنه هو الجهاد .

ولأجل مواجهة التحديات والاخطار التي تتهدد القضية الفلسطينية أكد المكتب السياسي حرصه الشديد على ترتيب الوضع الداخلي وضرورة تعزيز الشراكة وازالة أسباب الفرقة والاختلاف كرافعة لمشروع تحرير ومقاومة الاحتلال والعودة إلى فلسطين كاملة غير منقوصة, من خلال الاستمرار في دعم جهود المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام البغيض, والتوافق على برنامج وطني يعمل الجميع تحت مظلته بما في ذلك السلطة الفلسطينية, والسعي لإعادة تشكيل منظمة التحرير ليضم حركتي حماس والجهاد الاسلامي واعادة انتخاب المجلس الوطني, وجدد المكتب السياسي رفضه كل مشاريع التسوية أو الاعتراف بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين والتصدي لما تسمى بصفقة العصر الامريكية, ومواجهة التطبيع من خلال فضح المطبعين الذين لا يعبرون عن مواقف شعوبهم من «اسرائيل» والتصدي لمحاولات نهب ثروات الامة ومقدراتها, والعمل على تحرير الاسرى واطلاق سراحهم من سجون الاحتلال بكل الطرق الممكنة, وعبر المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي عن موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية, أنها ليست المدخل الحقيقي لاستعادة التوافق، وأن المدخل لذلك يتمثل في ترتيب البيت الداخلي وبناء المرجعية الوطنية لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الحقيقي ومقاومة الاحتلال وافشال مشاريع التسوية وتصفية حق العودة إلى فلسطين، محذراً من احتمالية أن تكون الانتخابات وصفة لتكريس الانقسام لتحقيق رغبة العدو وعملائه في جعلها مدخلا للانفصال بدلا من وحدة الصف الوطني, خاصة ان هناك أيادي خبيثة تعبث في الساحة الفلسطينية.

اخر الأخبار