بعد تعديل جدول مسيرات كسر الحصار..

ساسة لــــ"أمد": هدفه سياسي ليتوافق مع "تفاهمات" اسرائيل و حماس

تابعنا على:   20:33 2019-12-26

أمد/ غزة-خاص: اتفقت شخصيات سياسية أن مسيرات كسر الحصار تم توجيهها توجيهاً خاطئاً منذ بدايتها ،و أنها كانت استثمارات لأهداف فئوية .

جاء ذلك تعقيباً  على إعلان هيئة مسيرات كسر الحصار برنامج المسيرات للعام الجديد القادم بآليات جديدة، من خلال تنظيم المسيرات شهريا وكلما احتاجت  للتواجد الجماهيري وفي المناسبات الوطنية البارزة، وسيبدأ الانطلاق اعتباراً من 30/3/2020 تزامناً مع إحياء ذكرى يوم الأرض ، والذكرى الثانية لانطلاق مسيرات كسر الحصار.

انحرفت عن مسارها

القيادية الفتحاوية د.رانية اللوح تقول في حديث خاص لــ أمد للإعلام:" لاشك ان مسيرات العودة منذ بداياتها انحرفت عن مسارها الذي كان مخطط لها ، فقد كان الاتفاق منذ البداية ان تكون بعيدة عّن السلك ٧٠٠ م وكانت بهدف إثبات حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم التي هجروا منها ،. ومن ثم أصبحت مسيرات العودة وكسر الحصار وارتبطت فقط بكسر الحصار وفتح المعابر ".

وتضيف اللوح:"  مسيرات العودة  تم توجيهها بشكل خاطئ ودفعنا أثمانا كبيرة من الشهداء والجرحى خاصة المبتورة أقدامهم وتم التخلي عنهم وليس كما هو مطلوب ،و موضوع تحويلها من أسبوعية الى شهرية لا أظن انه من باب الحرص على الاثمان التي ندفعها دون اي مقابل ، لكن الهدف سياسي ، وهذا على ما يبدو ما تتطلبه التفاهمات و التهدئة المفترضة ما بين اسرائيل وحماس".

حالة ارتباك ومراهقة

من جهته  أعرب محمود الزق عضو المجلس المركزي ومسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في قطاع عن اسفه الشديد لحالة الارتباك التي باتت السمة العامة في التعامل مع مسيرات كسر الحصار، بالدعوة لوقفها عمليا عبر اعادة برمجة موسمية ارتباطاً بالمناسبات الوطنية، وانسجاماً مع تفاهمات مع إسرائيل تم التوافق عليها عبر وسطاء بهدف تحقيق تسهيلات اقتصادية مقابل وقف هذا الفعل النضالي بشكله الحالي في سياق المشروع الانفصالي بإنشاء كيان سياسي في غزة.

و شدد الزق في حديث خاص لــ "أمد للإعلام"  أن نهج التهجير الفئوي وروح المقامرة والمراهقة ، هو من أفشل مسيرات كسر الحصار .

واكد الزق على  أهمية استمرار منهج النضال الشعبي المقاوم ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي لفضح جرائمه الفاشية بقتل مئات الابرياء وجرح المدنيين".

وشدد الزق على ضرورة الحفاظ على سلمية الفعل النضالي الشعبي وتعميمه على كافة محاور الاحتكاك مع جنود الاحتلال ومستوطنيه ،وذلك بتكريسه كمنهج نضالي تشارك فيه كافة القوى السياسية والمجتمعية

الفلسطينية،  وذلك لأهمية هذا الفعل النضالي الشعبي في تطهير وتعميم الرواية الفلسطينية التي تلزمنا بالتخندق في موقع الضحية التي تعاني من ظلم الجلاد الاحتلالي،  والابتعاد عن استبدال المواقع باعتمادنا منهج يصنفنا وكأننا نحن الجلاد واسرائيل هي الضحية.

واكد الزق بان الحلقة المركزية في اللحظة السياسية الراهنة والتي يجب الامساك بها هي السعي الجدي لإنهاء الانقسام الاسود، والقبول الجدي بإجراء انتخابات وطنية عامة ،كمدخل رئيسي لإعادة وحدة المنظومة الوطنية.

ستستمر

وعقب  عضو الهيئة العليا لمسيرة العودة د. وجيه أبو ظريفة على تغيير نهج مسيرات كسر الحصار إلى شهرياً :" بعد مرور أكثر من عام ونصف على المسيرات  بالنمط السائد بشكل أسبوعي أو يومي كان لا بد من المراجعة الشاملة ،بما يتناسب مع متطلبات الشارع الفلسطيني .

وأكد أبو ظريفة في حديث لــ "أمد للإعلام" أن مسيرات كسر الحصار  جزء من معركة الكفاح الوطني والمقاومة الشعبية، تهدف لرفع قيمة حق العودة ،، والحق   في تقرير المصير واقامة دولة مستقلة".

وشدد أبو ظريفة ان المسيرات مستمرة لا تنحصر بفاعليات اسبوعية، وهذا وفق مطالبات من كتاب وسياسيين بضرورة المراجعة، وتقليص الخسائر في صفوف الشعب".

وفي معرض رده على من يطالب الهيئة بحل نفسها وتتحول  لهيئة خدماتية لضحايا وجرحي ومعاقي المسيرات يردف أبو ظريفة:" لا يوجد هناك أصوات تنادي بإنهاء المسيرات، ولن نرد على صوت هنا وهناك، لأن المسيرات لمصلحة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".

ما تم ليس نضج سياسي

ويتفق مع ابو ظريفة وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، ويقول:" نحن منذ زمن طويل أبدينا تحفظنا على محاولات حرف المسيرات عن وجهتها ومحاولة استثمارها لأهداف فئوية بل ووضعها في إطار المساومة في موضوع التفاهمات ، لذلك دعونا لتقييمها وكان لممثلينا رأيا خلال محطات التقييم مشددين على ضرورة اخراجها من إطار المساومة والتعامل معها كشكل من أشكال المقاومة الشعبية،  لكن للأسف لم يؤخذ بهذه الوجهة".

ويضيف في حديث لــ "أمد للإعلام ": اليوم نحن نرى ان ما تم ليس مجرد نضج سياسي وتقييم جدي بل تساوق مع تسارع الحديث عن ادخال التفاهمات موضع التطبيق ، علي اية حال تقييمنا منذ وقت لها انها خرجت عن مسارها وبالتالي تحويلها لان تكون في المناسبات الوطنية امر جيد ، وهو ما يجب على الجميع ان يأخذه كدرس سياسي بان لا يتم التعامل بفئوية مع قضية بحجم مسيرات كسر الحصار، وإخضاعها لمصلحة هذا الطرف أو ذاك".

وفي رده على ان هناك معارضين لبرنامج التغيير قال العوض:" بغض النظر عن المعارضة التي أبديت ، الا ان القرار قد اتخذته الهيئة تحت وطأة ليس النضج كما قلت ، بل تساوقًا مع الجهد الخاص بموضوع التفاهمات ".

هناك رزمة من الظروف الذاتية والموضوعية وراء تقنينها

الكاتب والمحلل السياسي د.ناصر اليافاوي يعقب على تغيير برنامج مسيرات كسر الحصار بأن  هناك رزمة من الظروف الذاتية والموضوعية وراء تقنينها ،تمهيدا لإنهائها كليا.

ويضيف اليافاوي في حديث خاص لــ" أمد للإعلام": الظروف الذاتية الداخلية  ،ووصول  معلومات  لحركة حماس وفصائل غزة  تفيد بأن إسرائيل ستغير قواعد الاشتباك  في موضوع   وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بجهود مصرية  في الجولة الأخيرة".

كما أن   إطلاق النار على المتظاهرين العزل  ،سيعطي مبرر لحركة الجهاد الإسلامي  للرد ، خاصة أنها  تتحين الفرصة للرد العملي والمؤثر على اغتيال بهاء ابو العطا،  وقتل نخبة من الإيرانيين وابن مسؤول من الجهاد في لبنان  ، وهذا الأمر قد يتدحرج   إلى مواجهة جديدة ، لا ترغبها حماس ".

ويشير اليافاوي في سياق حديثه أن  حماس ومن تماهى معها من فصائل  ترغب في تثبيت الهدوء ، برعاية مصرية وقطرية ، رغبة في ترتيب أوراقها وتثبيت سلطتها  وتفويت فرصة استغلال ملف غزة  في الدعاية الانتخابية ".

يتابع اليافاوي:" هناك رزمة من  اختلاف الرؤى  بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي الأمر الذى قد يضعضع وحدة القرار وصعوبة الاستمرارية في رتابة المسيرات وزخمها".

إضافة إلى  الظروف الموضوعية الخارجية، والضغوطات الإقليمية التي مورست على حماس والفصائل ولاسيما من العرابة قطر، وربط العديد من المساعدات الإنسانية وإدخال الأموال والوقود  وتحديد مساحات الصيد  بتغيير أشكال الأساليب الخشنة ومن ثم التوقف الكلى عن مسيرات العودة".

ويختم اليافاوي:" جولات قيادة حماس الخارجية وترقب ما ستمطر عليهم بعض سموات الاقليم".

كلمات دلالية

البوم الصور

اخر الأخبار