بالتفاصيل.. رجل أعمال يربي "الريم الصحراوي" في حديقة منزله بغزة (فيديو)

تابعنا على:   14:31 2019-12-21

أمد/ غزة - ابتسام مهدي: منذ أكثر من عشر سنوات، بدأت حكاية الفلسطيني د.علاء الدين الأعرج الوزير السابق في حكومة حماس، من سكان منطقة الزهراء، وسط قطاع غزة، مع تربية عدد من حيوان الغزال ( الريم الصحراوي)، نادر الوجود في القطاع.

تربية "الغولان"، حلما كان يراود المقاول ورجل الأعمال هو وزوجته، منذ فترة طويلة رغم انشغاله في مشاريعه وعمله الخاص، إلا أنه تمكن من تربية عدد من الغزلان، والأهم بطريقة وظروف بيئية مشابه لمناطق شبة الصحراوية، وتوفير كل الالتزامات والاحتياجات الخاصة فيهم.

وقد ابتاع الأعرج أول غزال بمبلغ 2000 دولار حيث كانت "نواة"، ومن ثم اشتري غزالًا أخرًا بنفس السعر، ليمتلك حاليا 15 غزالة، جميعها ولدت محليًا وبأشرافه، فأغلب الذي شراه سابقًا قد نفق أو ذبحه.

كما يمتلك غزاله من نوع "الأوروبي" وهي الوحيدة التي تبقت له من مجموعة غزلان كان يمتلكها من هذا النوع، وتم التصرف بها ونقلها لحدائق حيوانات مختلفة بغزة.

وقال الأعرج :" تواصلت مع العديد من التجار الذين يهتمون بهذه الحيوانات، حيث أن لهم طرق خاصة في جلبها لغزة، وكنت اشتري منهم جميع الأنواع، إلا أن الغزال الصحراوي هو من أسرني وجعلني أهتم فيه وبشرائه".

وخصص الأعرج لتربية هذه الغزال والذي يعتبرها أنها "ثروة شخصية "، أرضًا بمساحة دونم لتربيتهم، ويجد مُتعة كبيرة في الاعتناء بهم ويقضي معظم وقته في مشاهدتهم واطعامهم هو وزوجته، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لها ، فكلاهما يعشقان هذا الحيوان.

وعن حياة الغزلان، يوضح :" حياة الغزلان لا تختلف كثيرًا عن الماعز والأغنام، فهي تحتاج لنفس الطعام والطقس للعيش، فأكلها العُشب، والقش، والأعلاف، وتحمل أنثى الغزال صغيرًا واحدًا في كل مرة، ومدة حملها ستة أشهر؛ وعادةً ما يتم الحمل في الخريف."

ونوه إلى أنه برغم من تشابها مع الحيوانات الأخرى، إلا أنها مختلفة في بُنيتها الجسدية، فهي سريعة الركض، ولا يسهل الإمساك بها، فتصل سرعته في الساعة الواحدة إلى 65 كيلو متر، وهذه الغزلان بحاجة لرعاية خاصة، كما يجب تخصص أماكن للمبيت ولحمايتها من أي خطر، أو أي صراع ما بين الذكور والإناث منها، لحمايتها من أي أذى ذاتي.

لذلك كان يضطر الأعرج إلى " استشارة بعض الأطباء البيطريين، في عدة أمور تتعلق بالوضع الصحي للغزلان، رغم أن علاجها مكلفة وصعب، كونه ليس من السهل امساكها، فكنت استخدم المخلفات التي تخرج منها لفحصها والتأكد من سلامتها"، وفي نفس الوقت يؤكد أن الغزلان ليست بحاجة إلى رعاية خاصة، في فترة الحمل والولادة.

وعن سبب اهتمامه في شراء وتربية هذا النوع من الغزال قال الاعراج " هذا النوع يسمي "الريم الصحراوي" وهو من الأنواع المعروفة دوليًا، ويعد من أجمل أنواع الغزالان، وكحيل العينين، ولونه صحراوي، وحساس جدًا، ويحتفظ بطبيعته البرية و يصل ثمنه عالميًا إلى 11 ألف يورو".

وعن الصعوبات التي واجهها بين أن أكبر مشكلة واجهته هو كيفية الاحتفاظ في هذه الغزلان بعيدًا عن الاعتداءات الإسرائيلية، فهي حساسة وتدخل في" الصراع النفسي "، "فهذا النوع من الغزلان يؤذي نفسه ويقتلها إذا ما شعر بالخطر، ومع تكراراصوات الانفجارات كان يقتل نفسه الغزال، مما تسبب له بفقدان العديد من الغزلان ".

ويتطلع الفلسطيني الأعراج إلى الحفاظ على تلك السُلالة النادرة من ذلك الحيوان في غزة، ولا يفكر حاليا بتحويل هوايته إلى مشروع تجاري وإنتاجي رغم نجاحه في تخطى كل العقبات في الحفاظ عليهم، معتبرًا أن الفشل هو مصير هذا المشروع.

وعن صعوبة التحويل، قال:" هذا الأمر يحتاج وإمكانيات وجهد وقوى شرائية لدى المواطنين، فالمواطنين في غزة يمرون بأوضاع اقتصادية مزرية، فلن يستطيعوا شراء لحمة كون الكيلو الواحد منه يصل إلى حوالي 200 دولار".

وقد اضطر الأعرج كثيرا إلى ذبح الغزلان التي أصيبت خلال الحرب بعد أن قامت باذي نفسها، وتوزيع لحومها على بعض المواطنين كدواء لبعض الأمراض، وأشار إلى أنه ذبح أحد غزلانه حتى يلبي رغبة والدة صديقة في تناول لحم الغزلان وكان لك دون مقابل.

ويُمنع في الكثير من الدول تربية هذه الغزلان سوى في محميات طبيعية، وغالبيتها تكون بمتابعة وعناية من جهات مختصة، كما يمنع محاولة اصطيادها.

ومن جانبه بين الدكتور حسن عزام مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية بوزارة زراعة غزة،  أن الوزارة توجهت بعد علمها بتربية المهندس علاء الدين الأعرج لمجموعة من الغزلان، حيث تم التأكد من أن هذا النوع من الغزلان النادرة والتي تحتاج لعناية خاصة .

وأكد، أن الأعرج هيئ المكان بشكل مناسب لتربية هذا الحيوان، وأنها بصحة جيدة، منوها إلى ضرورة توفير بعض اللقاحات الخاصة بهم، كما يجب تعديل المكان الإيواء وعمل "محشر" لهم حتي يتم مسك هذه الحيوان بطريقة أمنه حتى لا تعرض نفسها للأذى.

وقال:" كان يجب على المهندس التوجه بشكل مباشر للإدارة العامة للخدمات البيطرية وخاصة أنه يوجد لدينا مكاتب في كل القطاع، لتلقي الخدمات المناسبة لهذا الحيوان كونه من الحيوانات النادرة عالميًا ويجب أن يكون لها اهتمام خاص، لذلك بدارنا نحن بالتوجه لنا".

وأشار عزام، إلى أنه يوجد في غزة عدة أمراض تصيب الحيوانات، لذلك يجب أن يتم تطعيم الحيوانات بعدة لقاحات لتجنب اصابتهم باي مرض، وبشكل خاص إذا كان هذا الحيوان نادر الوجود وحساس من أي مرض، كما أن هذه اللقاحات لا توجد في العيادات البيطرية الخاصة كونها توزع فقط بالدوائر الحكومية .

كلمات دلالية

اخر الأخبار