الذكرى ال ٣٢ للانتفاضة الشعبية الفلسطينية المباركة

تابعنا على:   08:33 2019-12-10

محمد سعدي حلس

أمد/ في مثل هذا اليوم من عام ١٩٨٧م كانت انطلاقة الانتفاضة المباركة الذي عمت قطاع غزة وسرعان ما وصلت الضفة واصبحت انتفاضة شعبية بكل المقاييس ارعبت العدو بشعبيتها وأدواتها البسيطة حجر ومتراس وكاوتشوك ومسيرات وشعارات وهتافات ورسومات على الجدران ومواجهات من شارع لشارع ومن حي لحي ومن معسكر لآخر ومن مدينة لمدينة ومن قرية لقرية ومن بيت لبيت واعتقالات وتكسير عظام وجرحى وشهداء وكل يوم تزداد الانتفاضة وجماهيرها عنفوان وتحدي وكنا موحدين متكافلين متجانسين في الهدف والبوصلة الكل الوطني هتاف واحد ومطلب واحد وشعار واحد ونواجه الموت ورصاص المحتل المجرم والغادر بصدورنا العارية الذي كان لا يفرق بين هذا أو ذاك من أبناء الانتفاضة وعندما يحاصر مخيم نهب جميعا لنجدته ونصرته ومساعدته بكل ما نملك من رغيف الخبز والزيت والزعتر وحليب الأطفال إلى اغلى ما نملك أرواحنا وعندما أتذكر ذلك اقول لقد طال عمري بعد الانتفاضة لأنني ما كنت اتوقع في أي يوم خارج السجن بأن اكمل هذا اليوم وليس انا فقط وكان كل أبناء شعبنا كذلك كنا نتمتع بنضالنا لان هدفنا الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الأبدية ونقدم أرواحنا وأعمارنا وريعان شبابنا وكل شيء من اجل ذلك ويشاركنا الطفل والفتاة والشيخ والمرأة وكل أطياف الشعب منخرطة في المواجهات ضد جيش الاحتلال ولا يحلوا العمل والحركة إلا في ساعات منع التجوال رغم انتشار جيش الاحتلال الفاشي وتوزع المساعدات تحت جنح الظلام حتى المستهدف بالمساعدة كان لا يعرف من قدم له المساعدة ياه كم أحن لهذه الأيام وهذا الزمن الجميل رغم معاناة المطاردة والنوم بالحذاء وفي أماكن وعرة وكذلك الاعتقال والتحقيق والسحل والشبح والبرد الشديد وعتمة الزنزانة والام الاصفاد والقيد والإصابات وتكسير العظام وكثرة الاعتقال أحن لها كما أحن إلى خبز امي وقهوة امي ولمسة امي وصدر امي وكل مناضل كان بركانا ثائرا يتفجر في وجه العدو حتى ونحن في السجن وفي كل مكان كانوا جنود العدو الغاشم يخشوننا رغم ضعفنا ولكن كانت المعنويات عالية ومطالبنا عادلة وقوية وشعارنا واحد ورايتنا واحدة وقبلتنا واحدة ودولتنا واحدة وممثلنا واحد هو منظمة التحرير الفلسطينية وشعرنا لا بديل لا بديل عن منظمة التحرير لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة وقاوم من اجل وطن حر وشعبا سعيد وكانت البيانات الخمسة الأولى للانتفاضة باسم القوة الوطنية الفلسطينية قبل تشكيل القيادة الوطنية الموحدة كان لها الأثر الاول والكبير في تشكيلة الانتفاضة واستمرارها والذي دعت في تاريخ ١٨/١٢/١٩٨٧م لصلاة الغائب على أرواح الشهداء وانطلاق مسيرات من كل المساجد لمواجهة جنود الاحتلال الصهيوني وفي هذا اليوم كانت انطلاقة استمرار الانتفاضة المباركة ولقد استشهد في هذا اليوم مجموعة كبيرة من الشهداء في كل المواجهات على مستوى الوطن وتشكلت القيادة الوطنية الموحدة وشعارها قاوم وتشكلت اللجان الشعبية الذي عملت على استمرار الانتفاضة الشعبية بطابعها الشعبي لا أريد أن أتحدث عن كل الانتفاضة وأحداثها وإنجازاتها الكل يعرف ذلك جيدا ولكني اتسائل لماذا قتلوا الثورة فينا كشعب لماذا احتكروا المقاومة وحيدوا الشعب لماذا قسموا الوطن والشعب والقضية لماذا تبدل حلمنا في دولة في حدود عام ١٩٦٧م الى إمارة في غزة معزولة ومسلوخة عن باقي الوطن لماذا جعلتم من الوطن مرتع المؤامرات الصهيوامريكية والتساوق معها الانتفاضة الشعبية المباركة كان آخر إنجاز لها اتفاق أوسلو وبمعزل عن موقفي الشخصي الكل منكم وصل إلى هذا النفوز وهذه المكانة السياسية وهذه السيارات والبدل والبيوت والاطيان والتشريعي والوزارات والتجارة والاستثمار ( الخ ) كل ذلك من خلال أوسلو الذي خونتم وعهرتم وكفرتم كل من شارك في إبرام الاتفاقية رغم أن أوسلو قد تم بناء مطار وميناء اسألوا انفسكم من دمر ذلك والان سقفكم مينى ومطار وفتح المعابر التي كانت الأميال جديدة لا تصل إلى ما وصلت له أوسلو واخيرا جابتوا لنا قاعدة امنية امريكية متقدمة تحت ما يسمى المستشفى الميداني الامريكي اي احتلال امريكي بجوار الاحتلال الصهيوني وتغلغل قطري بامواله الملوثة وعمالتهم العلنية للصهيوامريكية وعرابة مشاريعهم في فلسطين والدول العربية وتفاهمات لم يفصح عنها من قاموا بابرامها مع الصهيوامريكية ولكننا نرى وقائعها على الارض واخيرا تريدون وضعنا عهدة عند الدولة التركية عودوا الى شعبكم وانتوا انقسامكم وانجزوا ملف المصالحة الوطنية قبل فوات الأوان

عاشت ذكرى الانتفاضة الشعبية

يسقط الانقسام المشبوه وكل أدواته الرخيصة

نعم للوحدة الوطنية الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات الصهيوامريكية

اخر الأخبار