إجماع داخل فتح على ضرورة تصحيح المسار

تابعنا على:   22:15 2019-12-09

مراد سامي

أمد/ يمر الشرق الأوسط منذ فترة بمرحلة تغيُرات دراماتيكية  جعلت العديد من الحركات الفاعلة داخلة المنطقة تدق ناقوس الخطر , ففي انتظار إرساء توازن حقيقي طويل المدى  يبقى الخيار العقلاني الوحيد المتاح أمام هذه الحركات هو التوحد و نبذ الفرقة لتجنب التشرذم و الدخول بالتالي في غياهب النسيان .

نسلط الضوء في مقال اليوم على حركة فتح الفلسطينية و سياساتها في هذه المرحلة الدقيقة.

تعرضت حركة التحرير الفلسطينية "فتح"  ,رائدة الحركات الوطنية الفلسطينية , طيلة مسيرتها الطويلة و الحافلة إلى العديد من التحديات، سواء بسبب المؤامرات الخارجية التي تغذيها إسرائيل و بعض الأطراف الأخرى المعادية ايدولوجيا لها، أو بسبب المعارك الداخلية التي تنشب بين قيادات الحركة .

حفاظ فتح إلى اليوم على مكانتها داخل الشارع الفلسطيني خير دليل على قدرة هذه الحركة على تجاوز كل المؤامرات و العراقيل نظرا لتمسكها بمشروعها الوطني و صدق انتمائها للقضية الفلسطينية و للشعب الفلسطيني , ففتح ليست وليدة مشروع فكري دخيل عن فلسطين بل هي نبض الشارع الفلسطيني.

على هذا لا يمكن باي حال من الاحوال ان ننكر ان أخطاء حركة فتح الفادحة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الى جانب فشلها في ادارة السلطة الفلسطينية نتيجة تفردها بالقرار وتفشي الفساد الاداري والمالي ، جعلتها تفقد بعضا من مصداقيتها ومكانتها لصالح منافسها الرئيسي حركة حماس الإسلامية  المدججة باذرع اعلامية عديدة تمولها اطراف داخلية و خارجية كثيرة .

يرى العديد من المحللين ان الأزمة الحادة التي تنهش كيان حركة "فتح" ترتكز أساسا إلى قواعد ادارة الخلاف داخل الحركة , فمع كل اختلاف في وجهات النظر تبدأ حملات التشوية و التخوين ما جعل فتح ياسر عرفات المتوحد تتحول مع مرور الوقت الى جيوب مختلفة و شقوق متناحرة .

التطورات الاخيرة التي شهدتها الانظمة المجاورة جعلت قيادات فتح تعيد ترتيب اوراقها , فمع تواصل حالة الفوضى التي تسيطر على المنطقة ادرك الفتحاوية بعظم الخطر الذي يتربص بالقضية الفلسطينية , ما دعاهم الى التأكيد على ضرورة نبذ الخلافات الشخصية و تقديم مصلحة الحركة على حساب المصالح الفئوية الضيقة التي لا تهم الشعب الفلسطيني لا من قريب او بعيد .

اخر الأخبار