أصيبت (7) مرات في مسيرات كسر الحصار..

بالفيديو.. الجريحة "مي أبو رويضة" تروي تفاصيل فقدانها لـ"عينها" برصاص قوات الاحتلال "المطاطي" شرق البريج

تابعنا على:   15:00 2019-12-07

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: ليس سهلاً أن تفقد عيناً أو قدماً، يداً أو أي جزءاً من جسدك، ولكن الشعوب التي تعيش تحت محتل سرق الأرض والوطن لا يبكيها فقدان أعضاءها أكثر ما يبكيها فقدان كرامتها، وتراب وطنها المسلوب منذ عشرات السنين.

مي أبو رويضة 20 عاماً خريجة سكرتارية طبية، إحدى الفتيات اللواتي لم يغادرن فعاليات مسيرة كسر الحصار على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة.

 أصيب "مي"، برصاصة مطاطية في العين اليمنى، قرب السياج الفاصل شرق مخيم البريج، وتم إنقاذها من قبل رفيقاتها في الميدان ومسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني، حيثُ تم نقلها إلى النقطة الطبية، ومن ثم إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.

وقالت الجريحة في حديثها مع "أمد للإعلام"، "كنت أحمل العلم الفلسطيني وقريبة من السياج الفاصل، وأطالب بحقي الذي كفله لي كل القوانين الدولية وبطريقة سلمية، فكان جنود الاحتلال يؤشرون لي على العين، لم أفهم ماذا يقصدون، ولكن طلبت مني صديقتي مغادرة المكان، التفت حولي وعدت خطوات إلى الوراء، والتفت مرة فأصابني جيش الاحتلال بعيني وقعت أرضاً حينها.

بعد اشتداد سوء حالة "مي"، تم تحويلها إلى مستشفى العيون بمدينة غزة، حيثُ أدخلت المستشفى وهي بغيوبة تامة، جراء إصابتها، ومن ثم حوّلت "مي"، إلى مجمع الشفاء الطبي، لإجراء فحوصات طبية وصور "سي تي" لرأسها وعينها، وعادت مرة أخرى بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى العيون، حيثُ أدخلت قسم العمليات، وخرجت منها بعد ساعتين، باستئصال عينها اليمنى.

لم يكن استئصال العين هو النتيجة الوحيدة لإصابة مي "بالرصاص المعدني" المغلف بالمطاط، بل كسر جزءاً من جمجمتها بحسب الصور التي أجريت لها في مجمع الشفاء الطبي.

قوة مي وعزيمتها لم تجبرها بالجلوس في المنزل بعد أكثر من 7 إصابات بجراح مختلفة، فلم تيأس، بل استمرت في مشاركتها الأنثوية، بفعاليات الجمعة، متحدية جنود الاحتلال وجبروته وقنابله الغازية ورصاصه الحي والمطاطي.

وأضافت "أبو رويضة" لـ"أمد"، نحن "نشارك في مسيرات العودة بطريقة سلمية، للمطالبة، بحقنا في  كسر الخصار، لنعيش مثل باقي العالم.

والد مي الذي تلاشت كلماته خلال حديثه مع "أمد للإعلام"، حول تأثره بفقدان عين ابنته جراء اصابتها من الاحتلال الإسرائيلي، قال: إّنه "صعق عندما سمع خبر إصابة ابنته "مي"، وتأثر بشكل كبير، لكنه بقي صابراً محتسباً عين ابنته فداء للوطن واسترداد حقوقه المسلوبة.

ما هو الرصاص المعدني المغلف بالمطاط

الرصاص المطاطي هو نوع من الطلقات المصنوعة من المطاط أو المطلية بالمطاط، وتطلق من الأسلحة الخاصة بمواجهة أعمال الشغب، وتهدف للتحكم بالحشود مع تقليل الخسائر البشرية.

ويعد الرصاص المطاطي بديلا غير مميت للرصاص المعدني التقليدي، وقد استخدم لأول مرة في إيرلندا الشمالية عام 1970، ومن حيث المواصفات فإن رأس الرصاص المطاطي يكون غير حاد، أي كليلا، وتبلغ سرعة الرصاصة حوالي سبعين مترا في الثانية.

ويصنف الرصاص المطاطي بأنه من الأسلحة غير المميتة (Non-lethal weapons)، ولكن خلال السنوات الماضية تعالت دعوات من أطباء وخبراء بعدم صحة هذا التصنيف.

ووفقا لكثير من التقارير الطبية، فإن الرصاص المطاطي يمكن أن يؤدي إلى إصابات بالغة وحتى إلى الموت

ويفترض أن يستخدم الرصاص المطاطي وفق ضوابط معينة، وهي استخدامه من مسافة بعيدة وعلى الأطراف فقط، ولكن يقول معارضوه إنه كثيرا ما لا يتم الالتزام بذلك، ويتم استخدامه من مسافة قريبة وعلى الرأس والعنق والجذع، مما يقود لإصابات بالغة وقد يقتل.

وتشمل آثار الرصاص المطاطي: "كدمات، سحجات، تجمعا دمويا في مكان الإصابة (hematomas)، أضرارا في أعضاء بالبطن، الكدمات الرئوية، جروحا في الجلد، ضررا وتهتكا في الأنسجة الرخوة، قطوعا في الأعصاب، كسورا في العظام، وأخيراً الموت: وعادة ترتبط الوفيات بالرصاص المطاطي باستخدامه على الرأس أو العنق أو منطقة القلب".

مستمرون في الدفاع عن حقوقنا

صديقة "مي" الفتاة "جاكلين شحادة"، وهي إحدى جريحات مسيرة العودة وكسر الحصار، أوضحت، أنّ "مي أصيب أمام أعيننا خلال وقفتها بطريقة سلمية للمطالبة بأبسط الحقوق، وهي رفع الحصار عن قطاع غزة، مضيفةً أنّ "أحد الجنود كان يضع يده على عينه في مؤشرة لمي بأنه سيقوم بضربها في عينها، وبعد دقائق قليلة، وقعت مي على الأرض وغرق وجهها بالدماء، ونقلت بواسطة رفيقاتها في الميدان والمسعفين، إلى النقطة الطبية".

وأشارت "شحادة"، إلى أنّنا "مستمرون على درب مي وغيرها من الأصدقاء، وسنشارك في المسيرات حتى رفع الحصار عن قطاع غزة".

ومن جهتها قالت الفتاة "براء العيسوي"، صديقة مي، أننا "رأينا مي وهي مصابة، صرخنا على المسعفين لإنقاذها، وابعادها عن السياج الفاصل القريبة من جيش الاحتلال، وبعدها نقلت عبر سيارة الإسعاف إلى النقطة الطبية، ومن ثم إلى مستشفى شهداء الأقصى".

وتابعت "العيسوى"، نحن نطالب بحقنا وبطريقة سلمية، وسنبقى مستمرين في المشاركة بمسيرات كسر الحصار، حتى لو بترت أعضاءنا".

وفي السياق ذاته، قالت "ميساء" صديقة مي المقربة، ورفيقتها في الميدان دائماً، إنّها "حذرت مي من استهدافها بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال الذي أشر أحدهم على عينه وضحك، وبعد دقائق قليلة أصيب مي بعينها واستهدفت بشكل مباشر برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط".

عانقت عين "مي" أعضاء جرحى كثر فقدوا أقدامهم أو أيديهم جراء استهدافهم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال أكثر من عام ونصف منذ بدء مسيرات كسر الحصار في شهر مارس لعام 2018، مشتكين مستضعفين، يحاولون استرداد حقوقهم من محتل همجي سرق أرضهم منذ عشرات العقود.

اخر الأخبار