حروب إسرائيل المتكررة

تابعنا على:   12:44 2014-07-17

لواء ركن / عرابي كلوب

 خلال خمس سنوات مضت منذ ديسمبر عام 2008 م وحتى الآن مرت على قطاع غزة ثلاثة حروب , حصدت هذه الحروب الثلاثة في الخمس سنوات مئات الشهداء والآلاف الجرحى و دمار هائل في المنازل وخسائر مدمرة في البنية التحتية وتجريف الأراضي الزراعية , وفي جميع الأحوال فقد كان ثلث الشهداء الفلسطينيين هم أقل من 18 عاماً ولا يبدوا أن هؤلاء جميعاً كانوا يحاربون إسرائيل , حيث تشير المعطيات أن حروب إسرائيل الجديدة دائماً يدفع فيها المدنيين ثمننا باهظاً وكبيراً .
لم تقتصر الأضرار المرتفعة من جراء هذه الحروب على الضحايا فقط , بل عانى الطرف الفلسطيني من التدمير الممنهج للاقتصاد وتدمير البني التحتية حيث هذه هي ميزة الحروب الأساسية
أضف إلى ذلك ما خلفته هذه الحروب من إصابات ومعاناة نفسية كبيرة لدى عدد كبير من المواطنين حيث أصبح عدد منهم بحاجة ماسة للمساعدة النفسية .
هذه الحرب تعتبر من أشد الحروب في تاريخ غزة التي عرفت حروبها ومعاركها السابقة مع إسرائيل , فلا يكاد أن يلتقط سكان القطاع أنفاسهم من معركة شرسة وهجوم إسرائيلي كاسح لتأتيهم بعدها معركة أشرس وأكثر عدوانية ودماراً .
إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يسيطر على دخول وخروج البشر من البحر والبر وعلى الاستيراد والتصدير وعلى أمواج الراديو وعلى النفط والكهرباء وجميع متطلبات الحياة .
هذه الحرب ليست بين دول رغم أنها تشارك فيها أحياناً وهي ليست حرباً بين جيشين يواجهان بعضهما البعض , بالرغم أنهما يشاركان فيها أحياناً , حرب فيها أساليب جديدة مثل عدم تناسق ميزان القوى , وهى حرب لا يوجد فيها معركة حاسمة , بل انتشار لمراكز عنف , وتتميز هذه الحرب بإصابات كثيرة من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين والبني التحتية وتقع في مناطق مكتظة بالسكان , في هذه الحرب تخترق إسرائيل كل القوانين الدولية .
ورغم ذلك فإنها للمرة الأولى التي تنجح فيها حماس بقصف مدن مثل تل أبيب وحيفا وبئر السبع ونهاريا , حيث سيواجه الجيش الإسرائيلي تحدياُ في إعادة بناء قوة الردع بعدما شاهد مدى صورايخ حماس ومستوى تأثيرها .
لكن إسرائيل ووفق قوانين الحرب الجديدة التي تشنها , عملت كدولة مجنونة حيث لم تنجح في التفريق بين مؤيد لحماس ومعارض لها وبين الرجال والنساء والأطفال فالقصف والدمار لم يسلم منها أحد , ولم يكن أمام سكان القطاع المكتظ بالبشر أي مفر أمام هذه الهجمات آلا الصمود والثبات .
أن آلة الحرب الصهيونية لم تفرق بين حجر وشجر وطفل وامرأة , إن هذا الجيش قد فقد أعصابه ولم يجد أمامه سوى الأطفال والنساء لارتكاب المجازر بحقهم في انتهاك واضح للقانون الدولي والإنساني واتفاقية جنيف التي تحض على حماية المدنيين أثناء الحروب .
إن ما تقوم به إسرائيل يتعارض مع كل قواعد القانون الدولي والإنساني وتمثل جرائم حرب لا تسقط بالتقادم ويجب على مقترفي هذه الجرائم أن يقدموا إلى العدالة الدولية .

اخر الأخبار