صحوات دينية تبشيرية أم ماذا؟؟؟

تابعنا على:   15:27 2019-11-17

ناريمان شقورة

أمد/ كنت باستضافة صديقاتي المهنئات بالزواج، وما إن دخلت من الحديقة إلى المطبخ فإذ ب حماي( والد زوجي) يتبادل الحديث مع أجنبيين رجل أربعيني وامرأة ستينية يتحدثان العربية ببعض الصعوبة لكنهما يوصلان المعلومة بشكل واضح، ويحملان كتاب يسميانه طيلة الوقت ب" الكتاب المقدس"، ويتحدثان عن المسيح، وأثناء دوامي اليوم الأحد 17/11/2019 ومنذ قليل هاتفت أمي لأطمئن عليها، فقرع جرس المنزل فتركتني، بعد نصف ساعة هاتفتني وأخبرتني أن أسبانيا وآخرا أوروبي جاءا بكتاب يريدان الشرح عنه وهو "الكتاب المقدس" كما يخبران عنه.
يبدو أن هناك نشاط ملحوظ نحو "التبشيرية" في رام الله أو بالأحرى حراك أجنبي ديني على الأقل في ظاهره، وهنا لست ضد دين معين على حساب آخر ولست في صدد نقاش ديني، فأنا أُأمن بكل الأديان وجميعها لله، لكني استغرب من هذا السلوك الذي أعادني إلى غزة في التسعينات حيث كان يطرق بابنا غرباء بلحى طويلة وعمم فوق الرؤوس وجلبيات بيضاء قصيرة تحتها سراويل كانوا يدعون للذهاب إلى الجوامع وتطبيق الشريعة الإسلامية، أدركتُ لاحقا بعدما نضجت أنهم من جماعات "الدعوة".

اليوم وبعد كل هذه السنوات المشهد يتكرر بطابع مختلف.. أجانب من جنسيات أوروبية وفي الشطر الثاني من الوطن يدعون إلى دين المسيح.
هل هي صحوات دينية أو هي أهداف سياسية مبطنة؟ وهل هؤلاء يزورون المنازل بجهود فردية أو عبر جماعات منظمة؟؟ وهل دخولهم الأراضي الفلسطينية جاء تحت مسمى سياحة أو دراسة لغة وتراث و...الخ أو نشر الدين؟؟؟؟ وهل يفعلون ذلك في بلدانهم أي هل يتوجهون إلى الملحدين في بلدانهم ويوجهونهم دينيا؟؟؟

هذا السلوك يدفعنا إلى دراسة الأمر وعدم الاستهانة به فعندما طرحت الأمر أمام أصدقائي المسيحيين أخبروني بالحذر من هؤلاء الناس وعدم استضافتهم في البيوت، يل واستنكروا الموقف تماما وأخبروني أنهم ليسوا مسيحيين بل شهود يهوا.

أما العم جوجل فأخبرنا عن (شهود يهوا) التالي: "هم طائفة مسيحية ذات معتقدات لاثالوثية لا تعترف بالطوائف المسيحية الأخرى، ويفضلون أن يُدعوا بشهود يهوه تمييزًا لهم عن الطوائف المسيحية الأخرى. كانت بداياتهم في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر في ولاية بنسلفانيا الأمريكية على يد "تشارلز تاز راسل"، نشأ الشهود عن مجموعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس وكبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح "تلاميذ الكتاب المقدس"، يتميز الشهود بروابطهم المتينة دون أية حواجز عرقية أو قومية، ووعظهم التبشيري الدؤوب في الذهاب إلى أصحاب البيوت وعرض دروس بيتية مجانية في الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التي يزاولها أغلب ان لم يكن كل المسيحيين بميلاد المسيح، ولا يحتفل الشهود بأعياد الميلاد الفردية، ولا يخدم الشهود في الجيش وهم محايدون سياسيا إذ لا يتدخلون بأي شكل من أشكال السياسة، كما أنهم لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين ولا بنار الهاوية كوسيلة لتعذيب الأشرار"


اعتقد أنه لا يجب تجاهل الأمر على الأقل أمنيا، فبالمقارنة مع دول أخرى لو توجه نشطاء دينيا في الإسلام إلى دول أوروبية وبدؤوا بنشر التعاليم الإسلامية لتم وضعهم تحت المراقبة طوال الوقت وتم جمع المعلومات التفصيلية حولهم إن لم يجر توقيفهم واعتقالهم أو حتى اتهامهم بتهم أبسطها الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار.
ناريمان شقورة

اخر الأخبار