ما بعد العدوان الأخير على غزة ليس كما قبله

تابعنا على:   08:17 2019-11-16

جمال زقوت

أمد/ نعم ، ما قبل الثلاثاء 12 نوڤمبر هو ليس كما بعده ، فقد انتقلت حماس لموقف و موقع سياسي آخر ، حيث و بتماشياً واضحاً مع مطلب نتانياهو تركت حركة الجهاد تواجه مصيرها لوحدها، و بالتالي أكدت لوسيطها الحليف انها جرءاً من حلف الإخوان و ليست جزءاً من محور ما يسمى بالمقاومة التي تقوده طهران و يضم دمشق" التي ضربت ليلة 12نوڤمبر" و حزب الله و الحشد الشعبي العراقي و الحوثي اليمني ، عملياً أنه بنتيجة هذا الموقف انتقل الانقسام من حالة بين السلطة في الضفة و المقاومة التي تقودها حماس في غزة إلى عمق إضافي و هو انقسام بين أطراف المقاومة ذاتها في غزة ، و هذا هو الانجاز الاستراتيجي الأهم الذي حققته إسرائيل بمساعدة وسيطها و حقيبة المال الشهرية، الأمر الذي أظهر الشعب الفلسطيني كمجموعات مشرذمة بعضها خارج عن حاجة و رغبة المنطقة في الاستقرار ، و "لا بد من تأديبها" أو حتى "استئصال أشواكها" ، هذا ما يفسر الموقف الأوروبي الذي حتى لم يوازي بين الضحية الفلسطينية وبين المحتل المعتدي الذي بدأ الطلقة الاولى بالاغتيال ، بل انحاز بإدانة من أسماهم مطلقي الصواريخ دون تحميل إسرائيل أية مسؤولية ، حتى من جريمة الحرب التي اقترفتها و لاحقاً اعترفت "بخطأها" المتمثل بقتل و إبادة عائلة بريئة من ثمانية أطفال وهي جريمة حرب مكتملة الأركان و تعبر عن حالة الإجرام الدفين الذي أراد نتانياهو أن يتركه في المشهد الأخير قبل وقف عدوانه بوقف إطلاق النار ، فالبيان الأوروبي تحدث رغم اعتراف إسرائيل بانه سيواصل التحقيق بها . هذه هي النتيجة الأخطر التي يتسبب بها الانقسام العنقودي ، دون أن تتحرك القيادة السياسية الفلسطينية بما تبقى لها من وزن  و لقضيتنا من ثقل في الضمير العالمي لاعادة ترميم المشهد و العمل لتوفير حماية جادة لغزة المستهدفة ،كرافعة للوطنية الفلسطينية و مشروعها التحرري، بتشظيها السياسي و المقاوم، و أيضاً لحماية المدنيين العزل الذين يغتالون يوميا بدم بارد على حواجز الاحتلال بين مدن الضفة و في حواريها و أزقتها و آخرهم وليس أخيرهم  شهيد العروب قبل العدوان على غزة بيومين فقط .هذا يستدعي عملاً مختلفا لوقف انهيار الدومينو و الانقسام العنقودي، و إنقاذ المشروع الوطني لشعب و قضية تحرر لها حقوق وطنية ، و البحث عن وسائل وحدة جدية عاجلة و ليس الاستمرار بمناورات و كمائن مكشوفة تحولنا كل يوم إما لمجموعات فائضة عن حاجة المنطقة ب" الاستقرار" أو مجموعات أخرى خاضعة أو خانعة ليس لها وزن و لن يأخذ برأيها أحد .

كلمات دلالية

اخر الأخبار