تفضح الرواية الإسرائيلية..

عائلة "السواركة" تروي لــ"أمد" اللحظات الأولى لارتكاب مجزرة قصف منزلها ( فيديو وصور)

تابعنا على:   23:30 2019-11-15

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: مجازر متكررة، وعيوناً تدمع ألماً، وقلوباً تعتصر وجعاً على فراق الأحبة، وبيوتاً تصبح ركاماً فوق رؤوس ساكنيها، وعالم صامت لا يحرك ساكناً، وصراخ الأمهات وعويل الأطفال هنا وهناك يدوى في كل مكان، هكذا هي غزة بل فلسطين كلها.

أم أمير السواركة 38 عاماً، شقيقة "الشهيد رسمي والد الشهداء مهند وسالم وفارس، وزوج الشهيدة مريم"، التي امتلأت عيونها المحمرة كالجمر بالدموع على  فراق 8 من أفراد عائلتها، فالشهيد "رسمي" المتزوج من 3 نساء، لديه 8 من الأبناء و3 فتيات، 5 منهم مصابين ووالدتهم وهي الزوجة الثانية للشهيد "رسمي".

خلال مقابلة "أم أمير" مع "أمد للإعلام"، قالت: "إنّه في تمام الساعة الـ 12 صباحاً سمعنا صوت انفجارات ضخمة هزت المنطقة، فلم نكن نعلم أن هذه الانفجارات قد هزّت منزل أشقائي "محمد ورسمي".

وأضافت، "بقينا في المنزل مثل عائلات غزة، حتى بدأت الهدوء يعم في المنطقة، فتفاجأنا بأبناء شقيقي مصابين في الرأس والقدم، يلهثون إلى منزلنا الذي يبعد مسافة نصف كيلو تقريباً، عن منزلهم، وهم يصرخون "اطلبوا الاسعاف.. اطلبوا الإسعاف".

وأوضحت، "اتصلنا بسيارات الإسعاف، حتى وصلوا إلى المكان في تمام الساعة الواحدة تقريباً، بقي البحث في المنزلين، حتى الساعة السادسة صباحاً، حيثُ تم انتشال أخر شهيدين وهم "الطفلين سالم وفارس رسمي السواركة".

وتابعت، "في البداية قالوا لنا أنهم يمكثون في غرف العمليات، ومن ثم أكدوا لنا استشهاد رسمي وزوجته مريم ومهند، وزوجة شقيقي المصاب "يسرى" وابناءها وسيم ومعاذ"، وكان سالم وفارس مفقودين".

نقل "محمد" شقيق رسمي إلى مجمع الشفاء الطبي لخطورة حالته، فيما استشهدت زوجته يسرى وابناءه وسيم ومعاذ، وأصيبت ابنتاه ريم ونرمين وابنه سالم بالأعضاء السفلية، حيثُ يرقدون على أسرة مستشفى الأقصى وسط القطاع.

أما والدة رسمي وجدة الشهداء، التي يعتصر الوجع قلبها على الفاجعة التي ألمت بها، بقيت صامته لبضع دقائق، علّها تجد كلاماً يعطي ألم قلبها حقه، لكن الدموع انهمرت حزناً على فقدانها لفلذة كبدها وعائلته، إلّا أنها كانت على يقين أن جيش الاحتلال المجرم، لا يرحم صغيراً أو كبيرا، ولا يعرف للإنسانية معنى.

وبعد انتظار صمتها كي تلفظ أحرفها وينطقها فمها، بدأت الحديث بجملة واحدة "لا أستطيع الوقوف على أقدامي".

وشددت، "أطلب من الله أن يرى الجميع على هذه الجريمة، لأننا لم نتوقع استهداف منزل سكان آمنين لا حول لهم ولا قوة" مطالبةً، بوقف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل غزة الذين لا حول لهم ولا قوة".
ماذا ردت "أم أمير" على ادعاء جيش الاحتلال أن استهدافه لمنزل شقيقها كان بالخطأ؟!

ردة فعل على إعلان الاحتلال استهداف منزلهم بالخطأ!

وحول إعلان جيش الاحتلال، خطأه باستهداف منزل "السواركة"، أكدت أم أمير لـ"أمد"، "هذا شيء خاطئ، اسرائيل عندما تريد استهداف شيء فهي تستهدفه عن طريق القصد ومدبر مسبقاً".

وتابعت، إنّ اسرائيل لا تخطئ، بل توجه الهدف كما هي مخططة له، وتحاول في كل جريمة ترتكبها بحق عائلات قطاع غزة، أنّ تبرر مجازرها بجملة "عن طريق الخطأ، واسرائيل تبرر دائماً جرائمها بإظهار نفسها الطرف المعتدى عليه".

ومن جهتها نوّهت الحاجة "أم رسمي"، أنّ "من يضرب بالخطأ يضرب جهة واحدة وليست جهتين، ولا يضرب بهذه الصواريخ والبراميل المتفجرة الضخمة، هذا منزل سكان آمنين وليس موقع جيش".

رسالة وجع

بهدوء قلب الأم الفلسطينية، وبحرقة الدم بصمت، وبالوجع والألم المكبوت في داخلهم، حاولت عائلة السواركة، أنّ ترسل رسالتها للعالم النائم الغائب عن الوعي، واللاانساني، الذي يواصل سباته منذ عقود على مجازر وجرائم الاحتلال الإسرائيلي المجرم، وعنجهيته التي لم ولن يستطع أحداً بإسكاتها ضد الشعب الفلسطيني.

وفي رسالةٍ لها، أكدت "أم أمير"، "نحن لا نجد اذاناً صاغية، العالم لا يحرك ساكناً، لذلك لن أرسل رسالتي للبشر، سأرسلها لربهم وأقول "حقنا عند رب العالمين".

أمّا الحاجة والدة الشهيد رسمي، طالبت من رؤساء العالم، الوقوف عند مسئولياتهم تجاه المكلومين على أمرهم، وأن يوقفوا جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

مجزرة عائلة "السواركة"، لم تكن الأولى، ولن تكن الأخيرة، فالاحتلال الإسرائيلي، لا يعرف آمناً من رجلاً حامل سلاح، ولا يعرف منزلاً من موقعاً عسكرياً، فهو لا يفرق بين أحد، فكل من هو على أرض غزة مستهدف، أمام طائراته الهمجية، وصواريخه العمياء، التي لا ترى سوى استباحة دماء الفلسطينيين.

البوم الصور

اخر الأخبار